الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين أفيون الشعوب أم رجال الدين أفيونها ؟؟ الجزء الثاني

حسين محيي الدين

2010 / 7 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ عامين تقريبا نشرت الجزء الأول من مقالتي (( الدين أفيون الشعوب أم رجال الدين أفيونها )) وذلك بتاريخ 4_12_2008على صحيفتي المفضلة الحوار المتمدن وكانت ردود فعل قرائها متفاوتة جدا بين من يعتقد بأنها خروج عن المألوف وعن مسلمات لا يمكن الاقتراب منها أو التشكيك في مصداقيتها لا سيما وإن قائلها يجعله البعض في مصاف الأنبياء والرسل . وبما أنني لا أؤمن بخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ونظرتي لا تفرق بين مصلح وآخر مهما كانت منزلته وأن الصواب والخطأ وارد في سلوك وحديث بني البشر ومع علمي بأن ماركس هو صاحب مقولة (( الدين أفيون ألشعوب )) إلا أنني آثرت أن أقول أن من أطلق هذه المقولة إما أن يكون أحد رجال الدين والقائمين عليه . لا ثارة غضب المتدينين وتوجيه غضبهم ضد أفكار علمية وتقدمية لا تتماشى ومصالح رجال الدين أو أن من أطلقها كان يقصد ما آل إليه حال الدين على يد رجاله . وفي اعتقادي إن المفكر العظيم ماركس كان يقصد ذلك أي ما آل إليه حال الدين على يد رجاله . وأن رجل الدين أراد استغلال ذلك لمحاربة أفكار علمية وتقدمية . نصحني بعض الأصدقاء عدم الكتابة والخوض في مثل هكذا مواضيع شائكة ومعقدة مع التذكير بأن يد رجال الدين أصبحت طويلة جدا تطال من تشاء. ويكفيني ما آل إليه حال زوجتي من اختطاف وتصفية على يد مليشياتهم الطائفية . يومها وجدت أن أو أجل الكتابة إلى حين عن هذا الموضوع وما زلت كذلك . قبل يومين استوقفني أحد رجال الدين وهو من المقربين جدا إلى المرجعية الدينية بينما كنت أسير في شارع الرسول في مدينة النجف وأبدى رغبة في الحديث عن مواضيع تشكيل الحكومة ورأي المرجعية الدينية ومشاكل الدستور وتمسك المالكي في السلطة . بدء الحوار في جامع الهندي وهو جامع قديم عمره تجاوز ألمائتي عام استولى عليه المرجع محسن الحكيم قبل أكثر من أربعين عام ثم آل بعد ذلك لأسرته . طالبته بأن نغير المكان لأنه مغتصب ولا يجوز الجلوس فيه فأعترض على ذلك بالقول ( هنالك وصية اطلعت عليها تنص على رعاية الجامع من قبل المرجع الديني الأعلى وكان يومها محسن الحكيم هو المرجع فالت رعاية الجامع إليه ) فقلت له لكن الوصية لا تنص على أيلولته إلى أسرته حيث جاء بعد رحيله العديد من المراجع وبقية إدارة الجامع بيد أحفاد الحكيم وتفقنا على تغيير المكان . فاقترح علي أن تكون جلستنا في مكتبة الحكيم العامة المجاورة لجامع الهندي وهي مكتبة عظيمة من حيث البناء والكم الهائل من الكتب والمخطوطات وتصنيفها وتبويبها وما تحتويه من أجهزة كومبيوتر وآلات طابعة وهي تضاهي أفخر المكتبات في العالم ثم لفت انتباهي عدد الموظفين والقائمين عليها ومن خلال معرفتي بأسرة الحكيم تبين لي أن جل موظفيها من هذه الأسرة فاقترحت على صاحبي رجل الدين أن يحدثني قليلا عن هذه المكتبة ومن أين يأتي لها الدعم المادي . حدثني عن أرقام خيالية عن وارداتها وأوجه الصرف والمرتبات الضخمة التي يتقاضاها موظفوها والذي جلهم من هذه الأسرة . لا شك إن المشروع الذي أمامي مشروع خيري وذو نفع عام لكن المستفيد الأكبر ماديا من هذا المشروع هم أحفاد السيد المرجع . كما تبين لي بأن هذه الأسرة تدير أكثر من مشروع خيري وتستفيد أكثر من أي أسرة في العراق من هذه الموارد حتى أنها وضعت شروطا غريبة لكل من يرغب الزواج من كريماتهم أول تلك الشروط هو الوضع المادي للمتقدم للزواج وكم يمتلك من عقارات داخل وخارج العراق بالاظافة إلى الخدامة السرلانكية والطباخة اللبنانية والسيارة أخر موديل . ومشروع الزواج هذا لا يختلف كثيرا عن مشروع تشكيل الحكومة العراقية في وقتنا الحاضر . عدت إلى صاحبي فتكلمت عن الدستور وبينت له كم هي المطبات التي وضعت أمام السياسي العراقي والموطن العراقي البسيط لكي يفهم ما أراد أن يقوله هذا الدستور ثم لعنت واضعه والجهات السياسية التي شاركت في كتابة الدستور فأمتعض صاحبي وظهرت علامات الغضب على وجهه فأستغفر الله وهمس في أذني بأن للسيد السيستاني ممثلين له في لجنة كتابة الدستور وأن ثلث الدستور قابل للتأويل وهو لا يختلف كثيرا عن القران الكريم فيه آيات ببنات وأخريات تأويلها عند من هم أعلم فيه. أخبرت محدثي بأن العراقيين سوف لن يهدأ لهم بال ولن تتوحد كلمتهم ولن يستقر حالهم كما هو حال المسلمين في العالم وأن رجل الدين ما أن يدخل أنفه في قضية ما .إلا وأفسدها . الاختلاف بين العراقيين سببه الدستور والاختلاف بين المسلمين سببه رجل الدين الذي هيأ للمسلمين بأن يلجئوا إلى الأوهام والخزعبلات لرفع الظلم عنهم لا إلى توحدهم والاعتماد على عقولهم وسواعدهم لنيل حقوقهم . وهذا ما قصده ماركس في مقولته الشهيرة الدين أفيون الشعوب أي اللهاث وراء الغيب لنيل الحقوق المغتصبة وهو ما أوهم رجل الدين به الناس خدمة للحاكم الظالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حين يخرج البعض من الحكم بلا حمص
كمال صالح ( 2010 / 7 / 18 - 12:16 )
لا نعلم لو كان كاتب السطور وسط ((اللطامة في الحكم)) هل كان سيكتب كذلك! ثم لايوجد هنالك اي ترابط بين عنوان المقالة ومحتواها


2 - اللطامه أفراز حقيقي لمجتمع متخلف
حسين محيي الدين ( 2010 / 7 / 18 - 13:33 )
اللطامة الذين على رأس السلطة اليوم هم افراز واختيار حقيقي للجهلة والمتخلفين وما أكثرهم في ربوع عراقنا الحبيب ممن يسيرون وراء الاوهام والترهات ويقبلون الايادي النتنة ويصوتون للصوص ويصفقون بلا وعي لجلاديهم ولا أقصد بالجهلة الذين لا يقرأون بل الذين يقرأون ولا يفقهون . وليس غريبا عليهم أن لا يجدون الرابط بين عنوان المقال ومحتواه . وشكرا للاخ كمال صالح على مروره الكريم


3 - مفخخاتكم هي التي اتت باللطامه
ريم شاكر الاحمدي ( 2010 / 7 / 18 - 15:09 )
السلام عليكم يا اهل الحوار
أرأيتم كيف ان العلمانية من عروبة الطائقة تتستر وراء الماركسيه او العلمانية الا يعلمون من الذي اتى باللطامه حسب رأي الكاتب؟؟ اليس هم اصحاب المفخخات والاحزمة الناسفه...باسم العلمانية تتهجمون على عقائد طائفه وعلى حرية اختيار العقيدة والفكر وبإسم الماركسية تفعلون ذلك,,,لماذا هذا الحقد الطائفي المقنع ولماذا إشعال الفتن الطائفيه والاختفاء وراء الاسماء والعنوانين الم يكن من حمل الفكر الماركسي والشيوعي هم اغلبهم من طائفة اللطامه ومات الكثير منهم في نقرة السلمان وفي الامن العامه؟؟؟
شكرا الى إدارة الحوار


4 - ماهكذا تورد الابل
كمال صالح ( 2010 / 7 / 18 - 17:38 )
في رد من كتب المقال وتحت رقم 2...أقول كقارىء حرية التعبير مكفولة في ابداء الرأي للجميع ومن حقي ان اعطي رأي في مقالة اوحتى شخابيط في زمن كتاب الانترنت والذين بعضهم لايصدقون ما ينشر لهم...من ابسط صفاة الكاتب ((المتمدن)) ان يحترم الاخر اذا لم يخرج عن حدود جرح المشاعر والاخلال بالادب العام.. ولاننا تخلصنا من ثقافة البعث والتي لابد ان يبقى البعض بحمل فايروسه لفترة قد تطول.....لذلك على السيد الذي امسك (بالكي بورد) وكتب ماقرأته ان لايتهم الاخرين بالجهل وخصوصا انه لايعرف المقابل ..قد اكون جاهلا بنظرك الثاقب وانت لم تعرفني... كما اتهمتني ...و كما اتهم المتخلف مقتدى اصحابه بالجهلة...لكني متأكد ان هجوم الذي يكتب على منتقديه من القراء بهذا الشكل هو (كويتب )وليس كاتب....بالمناسبة سوف لن ارد عليك مرة اخرى واجعل من هذا المتنفس الرائع الذي اسمه (الحوار المتمدن) مكانا لشتم الاخرين


5 - بالمختصر المفيد
علي مهدي الشمري ( 2010 / 7 / 18 - 19:40 )
الاخ الكاتب المحترم
هناك أهزوجة شعبية عراقية مشهورة لم يقلها العلمانيون بل رددها عامة المجتمع من البسطاءوفي مناسبة دينية,(قشمرتنه المرجعيه وانتخبنا السرسريه)) وهذه لها دلالات عميقة واللبيب من يستطيع فك طلاسمها......
تحياتي للكاتب


6 - صفات بدلا عن صفاة
كمال صالح ( 2010 / 7 / 18 - 20:15 )
في الرد رقم 4 كتبت سهوا صفاة بدلا من صفات


7 - العلاقة بين الخالق والمخلوق
حسين محيي الدين ( 2010 / 7 / 19 - 05:50 )
لاحظت أن الكثير من المصريين في زمن السادات خرجوا عن صمتهم احتجاجا على اتفاقية كامب ديفد وكطبيعتهم أخذوا يكيلون الشتائم لأنور السادات وكان يتهمهم السادات بالخيانة وبأنهم يشتمون مصر حيث اختصر مصر بذاته ولن يقول ان الناس يحتجون على هذه الاتفاقية . بعض الردود التي وصلتني تحاول أن تختصر الدين برجال الدين والحقيقة أن الاسلام الحقيقي بعيد كل البعد عن الكهنوتية ويمثل في جوهره علاقة خاصة بين الخالق والمخلوق أما من ينعتون أنفسهم برجال دين ومراجع وما الى ذلك من تسميات بعيدة كل البعد عن جوهر الاسلام فهذا هو الارتزاق بعينه والمتاجرة بالاسلام وخصوصا تلك الاحزاب الاسلاموية الذي اسائت الى الاسلام اكثر مما خدمته فالاسلام يمثل العلاقة الحقيقية بين الخالق والمخلوق


8 - الدين برجاله ومؤسساته افيون الشعوب
ايار العراقي ( 2010 / 7 / 19 - 10:18 )
الموضوع مخصص حصرا لال الحكيم من المتدينين ارجو الايكون هناك خلك لان هناك الكثيرين ممن يحملون هذا اللقب من الرجال والنساء البسطاء ولاعلاقة لهم من قريب او بعيد بممارسات هذه الشلة التعبانة
كلام السيد الكاتب صحيح واتفق معه جملة وتفصيلا علما ان هؤلاء وهند تاسيسهم للمجلس الاعلى في ايران مستغلين عذابات العراقيين من جراء الغربة وظلم النظام اقول اسسوا ضمن هذا المجلس العديد من اللجان والهيئات والمؤسسات ونصبوا على راسها اقاربهم واهلهم (ابن عمك ابن خالك) والمساكين من البسطاء تلطم في مساجدهم املا في الخلاص من الطاغية
ولااريد ان اخوض ببعض التفاصيل الخاصة عن بعض افر اد هذه العائلة ممن كانت امورهم (عدلة)في زمان النظام ويتقاضون الرواتب من القصر وبعد السقوط رايناهم بام اعيننا كيف تصدروا المشهد وتسللوا ببطء وذكاء من خلال مواكب اللطم والتطبير الى المراكز العليا والحديث هنا بلذات ذو شجون
نعم استاذي الفاضل هو ماقاله المعلم الكبير الدين افيون الشعوب وردا على عنوان مقالك اقول الدين ورجاله ومؤسساته وطقوسه افيون الشعوب
تقبل مودتي واحترامي


9 - لا نحجب الدين عن رواده
حسين محيي الدين ( 2010 / 7 / 19 - 15:05 )
الاخ ايار العراقي شكرا على مرورك الكريم في اعتقدي ان الدين عقيدة تخص معتقديها وليس لنا أن نمنع الناس عنها ولكن يجب أن نحمي الناس من المحتالين الذين يتاجرون بها وبأسمها ويحللون ويحرمون بأهوا ئهم ويعيشون بطالة مقنعة بأسم الدين ويستغلون السذج من الناس الذي يجب ان تأخذ الدولة على عاتقها حمايتهم


10 - لا ينفع الندم على مافات
حسين محيي الدين ( 2010 / 7 / 19 - 15:18 )
الكاتب العزيز أبو بشار الجهل المركب الذي تعاني منه بعض الفئات الشعبية لا يمكن علاجه حيث يصاحبه اصرار الجاهل وسهولة الضحك عليه بوسائل بسيطة شكرا على مرورك الكريم

اخر الافلام

.. ولي العهد رئيس الوزراء يتوج أنجال سمو الشيخ ناصر بن حمد خلال


.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟




.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا


.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر




.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي