الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمانون - 2

جريس الهامس

2010 / 7 / 19
سيرة ذاتية


ثمانون –2
بعد تهجيرنا من الوطن وزج أحباءئا وأحرار سورية في السجون أو القبور تصور العدو أنه أخمد روح الثورة والتمرد على طغيانه في الداخل وعمالته للخارج ,وظن أنه قطع أيدينا التي كانت تحفر صخراً مع كل النحاتين في الداخل ,, وأطفأ نور عيوننا التي كانت تسجل كل جرائمه مع عدسات عيون كل الوطنيين الشرفاء ... هكذا صوّر له عقله المسطح وغروره النازي ..
لكننا رغم قساوة التهجير والغربة وقحطها من وجود معارضة سورية جادة ومخلصة تخفف من اّلام البعد عن الوطن ...لم نستسلم رغم استسلام الأكثرية مع الأسف لليأس والأنا وعبادة الملكية الخاصة والمال من جهة ,, واستسلام البعض للعدو علناً ..من جهة أخرى ..
ولم يستطع العدوأن يطفئ نور عيوننا ويحجبها عن رؤية الكارثة الجاثمة على صدور أهلنا والمجرمين بالأدلة والوقائع الذين دمروا وطننا ... وحتى عندما كانت يديّ مغلولة . كنت أكتب في ذاكرتي , وعندما توضع العصابة السوداء على عيني كنت أرى بأعين المناضلين الشرفاء الموجودين في كل مكان رغم كل هذا الإنحطاط الذي أفرزه عهد الإستبداد النازي المزمن في كل مكان .. ورغم كل هذا التصحر الثقافي والفكري المنتج الرهيب للأقلام المأجورة لوعاظ الإستبداد السلطاني ومماليكه ...
لذلك أكتب هذه المذكرات مع التاريخ المجتمعي النضالي لوطني الصغير أو الكبير وليست سيرة ذاتية نرجسية غرضها طمس الأخطاء كما حدث في الماضي مع احترامي لكل الوطنيين الذي ساهموا في كتابة التجربة الإنسانية لشعبنا ومجتمعنا بأريحية أقرب للصدق والحقيقة , وقد مر ت أجزاء مختلفة من السيرة الذاتية خلال كتابة مواضيعنا السابقة دون أن تعطينا الحق بتسميتها سيرة ذاتية كما فعل الكثيرون ,,
إن كتابة السيرة الذاتية تستلزم من كاتبها " الحيادية " كما يرى " ماركيز " وكما تستلزم الموهبة والشجاعة لترضي نفس كاتبها والاّخرين , ولتربط الماضي بالحاضر لإستشفاف المستقبل ,, ويمكن سقوط وقائع وأحداث أحبها الكاتب أو يحبها القارئ العزيز من شريط الذاكرة فأرجو المعذرة ...؟
اّملاً بأن تكون هنّات صغيرة في مسيرة التاريخ ,, لتكون هذه المذكرات سفراً شاملاً حدود المعرفة اليقينية لتقرأ في كل مجتمع و زاوية في سورية وعلى كل صخرة أو جبل أو اّبدة في صيدنايا لذكرى أو دراسة واقعية شاملة لما تمكنا من بلوغها وأودعناها طويلاً بين دفاترنا لتعود إلينا سليمة من عبث الأعداء.. لتعلم الرفيقات والرفاق ,, الأبناء والبنات كيف يكون الإنسان مسلحاً بالمبدأ والفكر والهدف النبيل ولو لم يتحقق ليتعلموا من تجاربنا ويصححوا الخطأ ويكرسوا الصواب بعد ترجلنا عن هذه الحياة المصلوبة , دون أن يبكوا كما اّمل ..؟
وإذا لم ينصفوا صاحب المذكرات فإنني أكتب الوقائع التاريخية كماوقعت لينصفها التاريخ والشرفاء ...
لنعود إذاً للمجتمع الأول مجتمع الاّباء والأجداد مجتمع الفلاحين والحرفيين الطيبين ,, المجتمع الذي كان ينتج أمنه الغذائي إلى جانب أمنه الحياتي والعقيدي بين ( قرن ) وكهوف وأوابد جبالنا ووهادنا في وادي ( الصيدنة والصيادين قديماً ) ووادي القديسين بعد الميلاد دون أن تنسوا مغارة ( الديوان ) بجانب كهوف دير مارتوما ... والديوان – الصالة المحفورة بالصخر مع المصاطب للجلوس من جمبع الجهات تعني الرأي الجماعي البدائي – تعني الديمقراطية البدائية تعني القيادة الجماعية لمجتمع القرية الأول الذي لم نستطع التنقيب البعيد عنه مع الأسف .. .. هذا المجتمع الذي انتزع حق الحياة في أشد الظروف همجية وقساوة وقحطاً وإ ستبداداً بما توفر لنا من معرفة وميراث من الأجداد والجدات والاّباء والأمهات والعمات ومنتديات مواقد الشتاء التي بقيت حية في تلافيف الذاكرة ..... من مجتمع الإنتاج والمحبة الصغير ,, مجتمع القرية .. خلف المحراث والنول والشاقوف والمطرقة والإزميل والمعمار وبناء الأوابد وصناعة البارود والحصاد والبيدر وقطاف العنب والتين والمسطاح والمعصرة , والكركة , ومصباح الزيت , والأعياد والدبكة والعتابا والمعنى , والأعراس والأتراح . والتضامن الحياتي في كل شيء...
أعترف بأن جيلنا وما قبله قد تمتع بأمجاد وماّثر حقيقية لأولئك الأجداد الذين أنجبونا لنكتشف الحياة في صيدنايا والوطن بهكذا حس وطني وإنساني , بعد قراءة المشهد والتاريخ قراءة صحيحة في الزمان والمكان في مجتمع القرية الأول الذي كان يمثل نسيجاً طبقياً وإجتماعياً وعقائدياً واحداً ومجتمعياً من لحم ودم . لنتعرف أكثر على مكونات المجتمع القريب منا , وليس البعيد الذي يحتاج لعلماء في التنقيب في علم الإنسلن والاّثار والطبيعة وغيرها ..
لذك لن تكون هذه المذكرات بقايا أحلام أو رغبات مكبوتة لصنع الأساطير وجعل شخوصها حية تتمختركالأشباح على روابي وتلال وادي القديسين ....صيدنايا . لا هذا لن يحصل .. أبداً ..
لأنني سأسير مع اجداد حقيقيين دافعوا عن بقاء القرية وديرها وأهلها أحياء حتى اليوم ولو جارت هذه الأجيال الضائعة التي أنتجها جشع نظام الإستبداد في دولة المافيا الأسدية , دولة اللاقانون علىيها وعلى كيانها وجمالها ,, ووضعوا الإسمنت والحقد مكان النور والريحان والمحبة ...
سأسير مع أجدادنا أبطال القرية واحداً تلوالاّخر ,, من بطل بئر العبد في الأرض الشرقية إلى بطل كهف قرنة ( رحوبيث ) – رحو بيث كلمة سريانية تعني بيت الطاحون ....
– اّمل ألا تكون الكسارات والمرامل قد افترستها وأزالتها من الوجود كما فعلت مع قرنة ( حصبنية ) التي لم يعد لها وجود في نظام الفساد والرشوة والديكتاتورية --- في القرون الماضية ..
إلى بطولات أهلنا بصد المعتدين الطائفيين ,, الغزاة ودحرهم وإنقاذ القرية من مذابح 1860 الرهيبة التي صنعها المستعمرون الفرنسيون والإنكليزفي لبنان ونقلوها إلأى سورية ...
إلى ثورة 1925 والرد على رسالة نسيب البكري أحد زعماء الثورة إلى أهلنا في صيدنايا ,,,المطموسة في التاريخ .. ؟؟
وهل سأل واحد من أجيال نظام البترودولاروالمخابرات لماذا بقيت هذه القرية الصغيرة التي لم يكن عدد سكانها في مطلع القرن العشرين يزيد عن ألفي نسمة محافظة على كرامتها وسلامة أهلها من القتل والنهب والإغتصاب كماحدث لغيرها من القرى في شتى المحن والنكبات التي حلت بوطننا ..؟؟؟؟؟.
هذه ليست أحجية ولا أسطورة دينية .. إنه واقع معاش يلزم الأحفاد الضائعين – لاأقول كلهم أبداً – العودة قليلاً إلى الوراء .. العودة إلى الضمائر ....-- للموضوع تتمة - 18 / 7








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا