الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبرمان الناطق الحقيقي عن الفكر الصهيوني التوراتي

طلعت الصفدي

2010 / 7 / 19
القضية الفلسطينية


ليبرمان الناطق الحقيقي عن الفكر الصهيوني التوراتي
خذوا تصريحاته بجدية وبمسئولية....!!!

فى مؤتمر بال بسويسرا عام 1897، همس تيودور هرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية العالمية، فى اذن أحد أتباعه ومريديه من الحاخاميين التوراتيين، بقيام دولة لليهود بعد خمسين عاما، صدقت نبوؤته 100% وقامت دولة لليهود (اسرائيل)على ألارض الفلسطينيةعام 1948، وكانت نتاج نشاطات قادة الحركة الصهيونية لتحقيق هدفهم الاستعماري الاستيطاني في فلسطين، رسموا، وحددواالمهمات بدقة، وكانت مهمتهم الأولى الحصول على الشرعية الدولية، كما أكد ذلك بن غوريون أحد مؤسسي دولة اسرائيل، وبالفعل فقد حازت دولتهم على اعتراف من الجمعية العامة للامم المتحدة، في مقابل تعطيل الاعتراف بدولة فلسطين فى حدود قرار التقسيم، وكانت مهمتهم الثانية امتلاك أكبر مساحة من الارض في فلسطين، واقامة المستوطنات عليها، وبناء مؤسسات الدولة اليهودية القادمة اقتصاديا ، وماليا ،ونقابيا وأمنيا، وعلى قاعدة احتلال الارض، واحتلال العمل، واحتلال السوق العبري وبناء الوطن اليهودي بمعزل عن الشعب العربي الفلسطيني وبشكل يتعارض مع مصالحه، بمساعدة الانتداب البريطاني فى حين كان العرب يثقون بنوايا بريطانيا على الرغم من وعد بلفور عام 1917، وعمدت منذ البدايات الاولى للهجرة اليهودية لفلسطين بتشكيل مجموعات ومنظمات عسكرية وشبه عسكرية، وتدريب المهاجرين والمستوطنين وتسليحهم، تحضيرا للاعلان عن الدولة، والتصدي لمن يقف فى طريق هدفهم، وممارسة كل أشكال الارهاب والمجازر ضد الشعب الفلسطيني، مما أجبر الالاف من شعبنا للرحيل عن وطنهم فى حين كانت الزعامات العربية والفلسطينية تتصارع فيما بينها، كما نجحت، بعد قيام دولتهم اسرائيل، في اجبار الانظمة العربية المحيطة بفلسطين التوقيع على هدنة عام 1949 تحمي بذلك حدودها الهلامية القابلة للتمدد، وتشريد وتفتيت وحدة الشعب الفلسطيني، الى أربعة تجمعات سكانية، في قطاع غزة تحت حكم الادارة المصرية، وفي الضفة الغربية تحت الحكم الاردني، والفلسطينيون الباقون الذين لم يرحلواعن أراضيهم، خضعوا لدولة الاحتلال اسرائيل، وتوزع الباقي مشردين في بقاع الأرض الواسعة.

لقد وقع الشعب الفلسطيني ضحية القوى الثلاث، الامبريالية البريطانية، والحركة الصهيونية، والرجعية العربية، وهي تتحمل المسؤولية الكاملة عن المأساة التى حلت بالشعب الفلسطيني، وتراجعت مشاريع حل القضية الفلسطينية من مشروع اقامة دولة فلسطينية ديمقراطية لكل مواطنيها، الى دولتين طبقا لقرارالتقسيم عام 1947، الذى سمح لاسرائيل أن تقيم دولتها على جزء من الارض الفلسطينية التاريخية، وانكمشت مطالب الفلسطينيين من فلسطين التاريخية الى دولة فى حدود الرابع من حزيران 1967التي تتعرض للسلب والنهب والمقايضة والانتقاص من مساحتها وحدودها.

بعد مخاض عسير، وصراعات مختلفة،شكلت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 حالة من الانبعاث الوطني الفلسطيني الجمعي فى كافة مواقع التواجد، كانت نتاج العديد من الارهاصات، والتمرد على الواقع وبروز قوى سياسية كالشيوعيين والبعثيين والقوميين والاسلاميين، واختمار التجارب الكفاحية، وادراك أغلبية هذه القوى بضرورة عدم تسليم مفتاح القضية الفلسطينية لغير أصحابها الحقيقيين، مهما كانت النوايا صادقة للزعماء العرب، باعتبار أن الشعب الفلسطيني هو صاحب القضية الوطنية وعليه ان لا يسمح بوضعها فى سلة اخرى، والاستفادة من البعد العربي والاسلامي والدولي.

وكانت حرب 1967 والهزيمة الكبرى للانظمة العربية، التي هدفت الى ضرب الانظمة العربية التقدمية، ومنعها من التطور والتقدم، وتعطيل تطورها الاقتصادي، وتفكيك علاقتها بالمنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفييتي، وكانت محصلتها احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، وبهذا الاحتلال فقد أعادت لاول مرة منذ عام 1948 وحدة الشعب الفلسطيني فى الضفة الغربية والقطاع وداخل اسرائيل، وبعثت الشعور الوطني القومي الجمعي بين الفلسطينين، ووحدت مهماتهم النضالية، وعززت من دور منظمة التحرير الفلسطينية كحاضنة للمشروع الوطني، ومعبرة عن الهوية والكيانية الفلسطينية، خصوصا بعد الاعتراف العربي والدولي باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأعادت وحدة الارض والشعب فى فلسطين التاريخية، بعد أن كانت تلك التجمعات الأساسية معزولة عن بعضها كل يناضل فى ساحته ضمن الظروف القسرية التى حلت به.

وفى فلسطين التاريخية، خاض الشعب الفلسطيني نضالا ضد الاحتلال الاسرائيليي، وتحددت مهمته المركزية بازالة الاحتلال عن أرضه، وبحقه في تقرير المصير،واقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وبعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم طبقا للقرار الأممي 194، وبتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتعززت الوحدة فى كل مواقع فلسطين التاريخية، وكان من أبرزها في يوم الأرض الخالد في الثلاثين من آذار عام 1976، وفي الانتفاضة الاولى عام 1987 التي أعتبرت ردا على الاحتلال الاسرائيلي، وتحديا لبشاعة ممارساته وتنكره لحقوقه الوطنية، تعزز فيها البعد الشعبي والجماهيري، مما أكسب النضال الوطني الشرعية الدولية، وأربك السياسيين والعسكريين الاسرائيليين، ومراكز الابحاث الاستراتيجية الصهيونية وكل الدوائر المتواطئة معها، وفسارعت فى البحث عن استراتيجيات جديدة لتحتوي الانتفاضة، وتضرب أى انبعاث وطني فلسطيني، وتعيد الشعب الفلسطيني الى القمقم، تمهيدا لتفتيته وتجزئته، ومحاصرته وضرب الركائز الاساسية لوجوده.

وكانت زيارة شارون للمسجد الاقصى، المصيدة التي وقعت فيها القيادة الفلسطينية، وقواها السياسية، ومليشياتها المسلحة التي تعاملت معها بردات فعل عشوائية، غير مبرمجة، وبشعارات غوغائية وديماغوجية، وقومجية، غير قابلة لتحقق، ونسى البعض حجمه الحقيقي، وفضل أن يلعب فى الملعب الاسرائيلي دون حساب للنتائج المتوقعة، واعتبرها البعض فرصة لتنفيذ أجندات اقليمية دون حساب لردة فعل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية التي واجهت الانتفاضة بعنف منذ لحظاتها الاولى، وانقضت على كل المكتسبات التي حققها شعبنا الفلسطيني خلال معاركه الطويلة، وتضحياته الجسيمة، متناسين أنهم يواجهون آلةعسكرية مجنونة مدججة بالسلاح، وبعقلية متطرفة واستعلائية، وهي تحتاج لاستراتيجية موحدة، وفعل جماهيري وشعبي بعيدا عن عسكرتها، وجاءت خطة شارون الانسحاب الاحادي الجانب من قطاع غزة، لتزيد من حدة الصراعات بعد الانسحاب الموهوم، وتحدث تصدعا خطيرا في الجبهة الداخلية الفلسطينية التي أدت الى الانقسام ، والى حصارغزة برا وبحرا وجوا، ومهدت الطريق لانفصال غزة عن الضفة الغربية جغرافيا وسياسيا أدت الى تراجع المشروع الوطني، وفتح شهية استمرار الهجوم الاسرائيلي.

وما خطة ليبرمان اليوم الا محاولة جديدة لاستكمال المشروع التهويدي للارض الفلسطينية، واعفاء دولة الاحتلال الاسرائيلي من مسؤوليتها السياسية والقانونيةعلى غزة، والقاء العبء على الاتحاد الاوربي ومصر، والتخلص من غزة، ومن خيار حل الدولتين،وهو يأتي استكمالا لمشروع شارون الانسحاب الاحادي الجانب، ومحاولة تضليل وخداع الرأى العام الدولي، باعتبار غزة كيانا مستقلا. انه تكريس لمفهوم تحويل السكان الى تجمعات سكانية، تمهيدا لضم الضفة الغربية، وتحقيق الحلم التوراتي الصهيوني " لا توجد دولة بين البحر والنهر سوى الدولة العبرية النقية" وكما يقول ساساتهم لا تهتموا للاحتجاجات والمظاهرات والتنديدات بما ننفذ من مشروعنا، فهى كطبول الحرب عندما تبدأ يتوقف قرعها، ولن يتراجع ساساتهم، ومتطرفيهم المدججين بالسلاح عن وأد أى انبعاث وطني فلسطيني،مدعومين بالتواطؤ الامريكي، وبالصمت العربي، وبالعجز الفلسطيني، ولهذا فعلى القيادة الفلسطينية أن تتعامل مع تصريحات ليبرمان وغيره من المتطرفين بمسؤولية عالية، وبرؤية علمية مدروسة لمواجهتها فلسطينيا وعربيا ودوليا، والتصدي للمشروع الثلاثي شارون- نتينياهو- ليبرمان الذي يهدد وجودنا على ارضنا الفلسطينية.

1- تجاوز الانقسام فورا، والتوقيع على الورقة المصرية، وعدم التصلب فى المواقف، فالخطر الداهم يحتم على الجميع تجاوز الخلافات الثانوية، والالتفاف الى المعركة الحقيقية التى تهدد المشروع الوطني الفلسطيني ووجوده على ارضه، مع أخذ ملاحظات حركة حماس، والقوى الاخرى أثناء التطبيق.
2- الحذر من الوقوع فى فخ المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، واضاعة الوقت دون ضمانات دولية ، وفى مقدمتها وقف الاستيطان، وهدم البيوت، وتهويد القدس، وطرد المقدسيين من مدينتهم، وانهاء الحصار عن غزة، بالاستناد الى قرارات المؤسسات الشرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
3- اعتماد اسلوب المقاومة الشعبية، وتقديم كل الدعم والاسناد للمزارعين والمهددة أراضيهم بالمصادرة، وتعزيز صمودهم، ومواجه الاستيطان وتهويد القدس والجدار بخطة وطنية تستند الى الحركة الجماهيرية والشعبية، وتشكيل فرق للمقاومة، وتحويل المعركة لرأى عام فلسطيني ودولي .
4- خطورة الانشغال فى القضايا الثانوية، والصراعات الداخلية حول تقاسم سلطة تحت الاحتلال سواء فى الضفة الغربية او فى قطاع غزة، والبحث عن بدائل، ووسائل نضالية جديدة لمواجهة المخطط الاسرائيلي الخطير.
5- الاستمرار فى بناء مؤسسات الدولة، باشراف وبغطاء وطني وسياسي، وبمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، حتى لا تتحول الى شكل بلا مضمون، واخراجها من الدعاية الفردية، وتحويلها لمهمة كفاحية لكل الوزارت والمؤسسات ذات العلاقة، وبالاستناد الى المجتمع المدني، والتعاطي معها بشفافية، وتعميق حملة مقاطعة منتوجات المستوطنات.
6- التحضير للتوجه لمجلس الأمن، والجمعية العامة للامم المنتحدة، وملاحقة السياسيين والعسكريين الاسرائيليين باعتبارهم مجرمي حرب وتقديمهم للمحاكمة، ومتابعة قرارات محكمة لاهاى، وتقرير جولد ستون، والقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
7- اشاعة جو من الديمقراطية، وتعزيز حرية الرأى والتعبير والصحافة، والنقد البناء، وحرية التظاهر والتنظيم بعيدا عن تدخل الاجهزة الأمنية، وتعزيز لغة المصالحة، والافراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين.
8- دعم مراكز البحث والدراسات الاستراتيجية للمفكرين والباحثين والمتخصصين، وقادة الرأى، والاستفادة من أبحاثهم ونقاشاتهم فى وضع استراتيجية لمواجهة حملة العلاقات العامة والدعاية الاسرائيلية ، واعادة الاعتبار للعقل العربي السياسي والاخلاقي.
9- اعادة الاعتبار للنظام السياسي الفلسطيني، وحق المواطنين باجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، والمجالس البلدية والمحلية، وكذلك انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.

طلعت الصفدى- غزة – فلسطين
الأثنين 19/7/2010
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟