الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراف -بول- يضبط الفتاوي ويحدد أول رمضان

سامي جاسم آل خليفة

2010 / 7 / 19
كتابات ساخرة


سُعدت كثيرا بظهور العراف الأخطبوط "بول" وهذه السعادة تكمن في حاجة الناس للتبصر والبصيرة لاسيما مسلمي العالم الذين يعانون من تخبط رجال الدين وكثرة المتاهات والطرق حتى ضل كثير منهم الاتجاه الصحيح وأخذ يترنح بين الحلال والحرام في تعاملاته ومعاملاته مع أنهم درسوا في المدارس أن الحلال بين والحرام بين وبينهما شبهات فاتقوا الشبهات وشط بهم الأمر حتى باتت الحاجة ملحة لمخلص يضبط أمورهم فمن يرى اختلاف الفتاوي بين شيوخ الإفاضة والاستحاضة يدرك الحاجة إلى العراف"بول" لقطع النزاع فيما بينهم في تحليل وتحريم الغناء وإرضاع الكبير وزواج الصغيرة وكشف الوجه فما أكثر الفتاوي وما أكثر الضائعين جراء هذا الخلاف والتنازع في أمور الدين ولا أدري أين سيصل بهؤلاء الاختلاف وماذا ينتظر التابعون لهؤلاء من مصير أظنه لن يكون أفضل حال من سابقه.

لا تنزعجوا أيها السادة فالعراف "بول" بات حاجة ضرورية حتى يضبط بوصلة الفتاوي ويحدد اتجاه المتدينين وأتباعهم فحالة الفوضى التي تشهدها ساحة الفتاوي الإسلامية تكاد تربك الحسابات عند جمهور العامة فكل صاحب فتوى ينتظر أن يتصدر القائمة ويحصد عددا كبيرا من النقاط تضاف لرصيده عند مشجعيه ممن يتعبدون الله بفتواه ولا يدركوا من الدين غير هذا طيب مباح وهذا حرام منهي عنه وهذا مستحب مرغوب .

إن تكهن العراف "بول" أصبح محل تقدير الأسبان واحترامهم وأظنه سيكون محل إعجاب من الإسلاميين إذا حاولوا الاستعانة به في كشف عدد الرضعات المشبعات
التي أرضعتها زوجة أحدهم لعمال شركة زوجها وعلى رأسهم السائق الخاص كما يمكن أن يكشف لنا عدد الرقصات التي رقصها أحد المتأسلمين في حفلة أغاني آه ياويل وستغدو نجاحات "بول" عظيمة إذا استطاع أن يحدد الضحايا المفترضين لكتائب الإرهابيين في العراق الذين سيتم تفجيرهم في إحدى الكنائس والمصليات وستكون أسهمه مرتفعة عند "تنظيم القاعدة" و"جند الله" لقدراته العالية التي ساهمت في إراقة الدم وتهجير الأبرياء.

آه يا"بول" لو تعرف كم أنت رائع وكم أنت مثير وكم هم تائهون حيرى لا يعلمون من أمرهم شيئا وإن أردت أدلة أخرى لشدة الحاجة إليك فانتظر بعد أسابيع لتجد اختلافهم في تحديد أول يوم من رمضان فدولة تصوم قبل الدول الأخرى بيومين وأخرى تصوم قبل يوم وكل يجتهد والرعية ما بين هذه الدولة وتلك يتفرجون ويمشون خلف ولاة الأمر الذين سيتسابقون لشرائك من مياه "أسبانيا" وسيدفعون أغلى ثمن لعلهم يهتدون بك إلى نهاية صيامهم ويحتفلون بليلة عيد مُزقت ثيابها تحت ظل هلال بدا مكتئبا حزينا يلوث السواد وجهه وتحرق سموم الصحاري تباشير قدومه وتخنق فرحته اختلاف فقهاء على الأرجح، والأحوط، والأصل، ولم يرد دليل، ولم يفعله السلف الصالح.

إن الأخطبوط"بول" سيغنينا بأذرعته المتعددة عن كثير من دور الإفتاء والهيئات الشرعية وسيقلص صلاحيات هيئة كبار العلماء في كثير من الدول ويحد من ظاهرة الإدعاء الفقهي والمشيخة وسيمنح الفرق الإسلامية خيارات البقاء والتنافس الشريف دون إصدار بيانات التكفير والإقصاء وبحدس العراف "بول" سنقضي على كثير من الموروث الصحراوي الذي يمجد البطولات الوهمية وتقديس الشخصيات وسيرشد عشاق الحريات من المأسورين في كتب العنعنة إلى الأهداف النبيلة التي ترتقي بإنسانية الفرد وتخليصه من عقد الكبت والتاريخ المضلل.

هذه التداعيات إنما هي من نفس مكلومة وجدت في محيطها كثيرا من الشوائب والاختناقات وباعتقادي أن صفقة شراء العراف"بول" من قبل الإسلاميين ليست ضربا من الخيال وإنما هي حاجة تفرضها ظاهرة الفراغ والتناحر التي تعيشها المجتمعات الإسلامية في جوانبها المختلفة والتي انعكست في تصدير الفتاوي اليومية والاختلافات وإراقة دم الأبرياء وحالة النهب والسرقة والفساد المنتشر في كل مفصل من مفاصل تلك المجتمعات وعجز شيوخ الدين عن تطهير أنفسهم وانغماسهم في الشهوات والتباهي بالقصور والفلل والأملاك بجوار المحتاجين على أبواب المساجد والجمعيات الخيرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماهذا ياسامي
حسن المالكي ( 2010 / 7 / 19 - 20:22 )
سامي جاسم

هل تتفق معي أن في الوسط الثقافي أناس طيبين وغير ذلك ؟

إذا حتى في مجتمع أهل العلم ذلك

قرأت لك مقالين وللأسف لم أجد سوى هجوم على أهل العلم والصلاح

وإن قصدت نفرا معينا فقد عممت في مقالاتك

ولا أرى في هذا الموقف سوى أنك فرغت نفسك لمحاربة أهل الدين والخير والصلاح

وسلم منك النصارى واليهود والبوذيين الذين لايدينون لله بدين

فاتق الله ولا تمت إلا وأنت تائب من أقوالك

وهذه نصيحة


2 - ليس لديك مصداقية
بديع السهيمي ( 2010 / 7 / 19 - 22:26 )
أيها الكاتب يتبين من مقالاتك السابقة أنك أنك رافضي حاقد على أهل السنة و ليس لديك مصداقية و إلا كنت تعرضت للشيعة و دينهم الذي يأخذونه من أفواه احبارهم و رهبانهم الذين يعبدونهم من دون الله


3 - حسن المالكي
هيثم العتيبي ( 2010 / 7 / 20 - 08:05 )
رح لموقع سحاب السلفي وانشر نصائحك ههههههههههههههه

اليهود والنصارى والبوذيين لا تزال الاف المواقع تقوم بنقد اديانهم
وهنا في الحوار العشرات من الكتاب يكتبون ضد هذه الاديان
ولكن الملم دائما اعمى فإنه حينما يرى نقدا للاسلام واهل العلم التخلفي
ينسى كل شي وراسه يصير مليان من خرابيط المؤامرة ههههههههههه

فاشل
فاشل


4 - من الرافضي الى بديع السهمي الناصبي
انا رافضي ( 2010 / 7 / 20 - 13:04 )
مشكلة السنه النواصب اعداء الله ورسوله وال بيته يظن وصف الشيعي بالارفظي هي مسبة واتسبب احراج له .ولا يعلم ان الرافظه يفتخرون بهذا الوصف ايما افتخار
فنرجو من اكثارها


5 - المصيبة عندما يجتهد المتخلفون ...!؟
س . لسندي ( 2010 / 7 / 21 - 16:03 )
أولا : تحياتي ياعزيزي سامي وأرجو أن تكفي أضرع ألأخطبوط بول للتخصص بدولنا المتخلفة وأن يمن الله عليه بالكثير من ألأولاد وألأحفاد قبل وفاته ليتفرغو لبقية دولنا وطوائفنا وأحزابنا والكثير من كتابنا ومعلقينا والذين بدل أن يتنورو وينيرو ألأخرين لازالو يصرون علي تجافي الحقيقة المرة في عقل ألإنسان المسلم ضنا منهم أن الحشر مع ألأخرين عيد ... ثانيا : قولي للأخ حسن المالكي وأرجو أن لاتكون من مؤيدي المالكي وبك محبة أن اليهود كانو شعب الله المختار ومن القرأن نفسه ولكن ألأن الكل صارو مختاريه بأعمالهم الصالحة .. حتي ألبوذين الذين تقول أنهم لايدين بدين الحق وتقصد ألإسلام ... إتقي الله أنت أولا لتقول الحقيقة دون تقية وتزويق وخداع ... فمن يكفر ويدين ألأخرين أليس نبيك وقرأنك لابل لازلو يحللون ذبحهم أليس هذا واقع أمة المسلمين وهذا ما لم يفعله البوذين ولا الكونفوشيون عبر كل تاريخهم فهل ترضى أن يكفرك ألأخرين وذبحك يحللون ... فألا تتمني معي لو أن العرب عرفو بوذى لكان لهم ذالك أفضل من معرفتهم بمحمد ... فعلى ألساعين إلى الحقيقة دراسة حياة ألأثنين وحياة تابعيهم وفي الختام ألف تحية للجميع والسلام ....!؟


6 - المصيبة عندما يجتهد المتخلفون ...!؟
س . لسندي ( 2010 / 7 / 21 - 16:04 )
أولا : تحياتي ياعزيزي سامي وأرجو أن تكفي أضرع ألأخطبوط بول للتخصص بدولنا المتخلفة وأن يمن الله عليه بالكثير من ألأولاد وألأحفاد قبل وفاته ليتفرغو لبقية دولنا وطوائفنا وأحزابنا والكثير من كتابنا ومعلقينا والذين بدل أن يتنورو وينيرو ألأخرين لازالو يصرون علي تجافي الحقيقة المرة في عقل ألإنسان المسلم ضنا منهم أن الحشر مع ألأخرين عيد ... ثانيا : قولي للأخ حسن المالكي وأرجو أن لاتكون من مؤيدي المالكي وبك محبة أن اليهود كانو شعب الله المختار ومن القرأن نفسه ولكن ألأن الكل صارو مختاريه بأعمالهم الصالحة .. حتي ألبوذين الذين تقول أنهم لايدين بدين الحق وتقصد ألإسلام ... إتقي الله أنت أولا لتقول الحقيقة دون تقية وتزويق وخداع ... فمن يكفر ويدين ألأخرين أليس نبيك وقرأنك لابل لازلو يحللون ذبحهم أليس هذا واقع أمة المسلمين وهذا ما لم يفعله البوذين ولا الكونفوشيون عبر كل تاريخهم فهل ترضى أن يكفرك ألأخرين وذبحك يحللون ... فألا تتمني معي لو أن العرب عرفو بوذى لكان لهم ذالك أفضل من معرفتهم بمحمد ... فعلى ألساعين إلى الحقيقة دراسة حياة ألأثنين وحياة تابعيهم وفي الختام ألف تحية للجميع والسلام ....!؟


7 - sf
مصطفي الاسيوطي ( 2012 / 7 / 19 - 21:04 )






اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى