الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ينبغي وضع حد لانتهاكات أصحاب المصانع لقانوني العمل والتأمينات الاجتماعية

عمر قشاش

2004 / 8 / 21
الحركة العمالية والنقابية


واجب النقابات الدفاع عن حقوق العمال وحمايتهم النقابية والعمل لإزالة الظلم الواقع عليهم
مطلوب من وزارة العمل اتخاذ تدابير جديدة قانونية لضمان حقوق العمال
عمر قشاش
كثر الحديث في الفترة الأخيرة في الصحف المحلية عن معاناة العمال في القطاعين العام وتردي وضعهم الصحي والمعاشي.
ولكن الأهم في موضوعنا هذا هو تردي وضع عمال القطاع الخاص, فهم يعانون من عدم الاستقرار النفسي, ضآلة الأجور, شروط عمل قاسية وصعبة, حيث أصبح دوام العمل /12/ ساعة في اليوم لدى معظم المعامل والورش بدلاً من ثماني ساعات المقررة قانوناً وسبع ساعات للأعمال الشاقة, وتردي وضعهم الصحي, ومن البطالة المستشرية, ومن التهديد بالتسريح التعسفي.
فهم أيضاً محرومين من أبسط الحقوق القانونية التي يتمتع بها العاملون في قطاع الدولة ...
إن معظم أصحاب العمل ينتهكون قانوني العمل والتأمينات الاجتماعية, ويحرمون عمالهم من الاستفادة من المواد القانونية التي تضمن لهم حقوقهم الناتجة عن عملهم ...
إن موضوعنا هذا يتعلق بعمال مصابغ النسيج بحلب ...
يوجد بحلب عشرات المصابغ يعمل فيها آلاف العمال وشروط العمل فيها قاسية وصعبة ومتشابهة...
نأتي بمثال واقعي عن هذه الصناعة ـ المصابغ, يوجد ثلاث مصابغ لسعيد صيرفي وشركاه تعمل في المواقع التالية:
1. في عين التل, يعمل فيها /95/ عاملاً.
2. في حي الكلاسة, يعمل فيها /50/ عاملاً.
3. في منطقة الليرمون, يعمل فيها /150/ عاملاً.
إن شروط العمل في هذه المصابغ قاسية جداً, ومخالفة لأبسط قواعد العمل القانونية التي نظمها وحددها قانون العمل الموحد, ومعروف أن هذه الصناعة هي من الصناعات التي ينتج عنها أمراض مهنية خطرة وضارة بصحة العمال:
لا يوجد في هذه المصابغ نظام داخلي يحدد وينظم ساعات العمل, بدء دوام العمل والانتهاء منه, وفترات الراحة والأسبوعية والعطل, والأجازات السنوية.
وتتجلى انتهاكات أصحاب العمل لحقوق العمال ومطالبهم القانونية فيما يلي:
1. استخدام العمال في هذه المصابغ /12/ ساعة في اليوم, ورديتان بدلاً من ثمان ساعات المحددة في قانون العمل ...
2. استخدام عمال أحداث تتراوح أعمارهم بين /12 ـ 15/ سنة دوام عملهم اليومي /12/ ساعة, خلافاً للمادة /125/ من قانون العمل الموحد الذي حدد عمل الأحداث بست ساعات في اليوم ومخالف للمادة /127/ من نفس القانون, والتي نصت على أنه لن يجوز تشغيل الأحداث بالعمل الإضافي مهما كانت الأسباب ولا تشغيلهم في أيام الراحة الأسبوعية ...
إن تشغيل العمال الكبار والأحداث صغار السن /12/ ساعة يومياً مخالف لأحكام ومواد قانون العمل .. ولهذا فقد حددت وزارة العمل في القرار رقم /265/ لعام 1966, الحد الأقصى لساعات العمل الإضافي المسموح به بشكل استثنائي بمدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر بعد أخذ موافقة الجهة الإدارية (مديرية العمل) ...
المادة /2/ تلزم جميع أصحاب العمل أينما كانوا بمسك سجل خاص يدون فيه جميع ساعات العمل الإضافية التي اشتغلها كل عامل مع بيان ترخيص الجهة الإدارية التي سمحت بذلك.
3. كما أن قرار وزارة العمل رقم /417/ لعام 1959 حدد الصناعات التي لا يجوز تشغيل الأحداث فيها إذا كانت سنهم أقل من /17/ سنة وصناعة المصابغ هي من الصناعات المشمولة بهذا القرار باعتبارها من المهن الضارة بصحة العمال التي ينتج عنها أمراض مهنية خطرة, محددة بقانون التأمينات الاجتماعية.
4. إن أصحاب العمل في هذه المصابغ يحرمون عمالهم من الاستفادة من الأجازات السنوية والعطل الرسمية المأجورة ...
5. لا يسجل أصحاب العمل إلا قسماً ضئيلاً من عمالهم في التأمينات الاجتماعية لا يتجاوز 15% وبرواتب تتراوح من /3ـ4/ آلاف ليرة سورية,خلافاً للقانون, وله نتائج سلبية ضارة بمصلحة العمال عند بلوغهم سن التقاعد, لأنه سيحدد راتبهم التقاعدي على أساس ما هو مسجل في التأمينات الاجتماعية.
6. لا يدفع أصحاب هذه المصابغ, باعتبارها شركة, حصة العمال من الأرباح السنوية وهي 25% حسب ما نص عليه القانون /112/ وتعديلاته ...
7. العمال محرومون من الطبابة والعلاج المجاني الذي نص عليه قانون العمل ...
8. لا تتوفر في هذه المصابغ أي تدابير للنظافة والصحة العامة.
9. لا يؤمن الحد الأدنى من تدابير الأمن الصناعي ...
10. لا تؤمن للعمال الوجبة الغذائية المجانية كتدبير وقائي لحماية العمال من الإصابة بالأمراض المهنية الخطرة والضارة ...
11. لا يؤمن الحذاء والكمامات والخوذة والكفوف لعمال قسم المصابغ لحمايتهم من التلوث والإصابة بالأمراض المهنية ...
12. لا توجد تدابير أمنية وصحية ضد تلوث البيئة من المياه الملوثة ...
إن استعمال عنصر هيبو كلوديت من أجل عملية قصار القماش, يؤدي إلى انطلاق غاز الكلور, مما يؤدي إلى أمراض في الجهاز التنفسي وإلى أثر شديد في القدرة على الإنجاب ...
كما إن الأصبغة تؤدي إلى أمراض تحسسية في الجلد وخاصة عند عدم استخدام قفازات يدوية, والكمامات, والخوذة ...
13. العمل في المصابغ هو عمل ضار بالصحة, لذلك صنف ضمن الأعمال الشاقة, وحدد دوام العمل اليومي فيه بـ /7/ ساعات ...
هذه صورة نموذجية تعبير عن واقع العمل في عشرات المصابغ الموجودة بحلب والتي أصحابها ينتهكون قانوني العمل والتأمينات الاجتماعية ويحرمون عمالهم من كثير من حقوقهم القانونية, ويهددون عمالهم بالتسريح لدى مطالبتهم بحقوقهم ...
وعندما يقرأ المواطن وقائع ما يجري في معامل القطاع الخاص, يتساءل هل هذا يجري عندنا في سورية في هذا الزمن ... !!؟؟
إن انتهاكات معظم أصحاب العمل في القطاع الخاص لقانوني العمل والتأمينات الاجتماعية, وحرمان العمال من حقوقهم ومكاسبهم القانونية ليست جديدة, بل هي قديمة ومستمرة ...
إن وزارة الشؤون الاجتماعية تعرف ذلك, وقد قدمت لها عشرات العرائض والمذكرات من قبل العمال ونقاباتهم من اجل وضع حد لمخالفة أصحاب العمل للقوانين العمالية ولكن حتى الآن لم تتخذ الوزارة أية تدابير جدية قانونية لضمان حقوق العمال.
ولهذا نرى من الضروري إنصاف حقوق هؤلاء العمال والاستجابة لمطالبهم المشروعة وزيادة أجورهم ...
إن الدفاع عن حقوق ومطالب العمال وحرياتهم النقابية والعمل لتحسين مستواهم المعاشي هو واجب وطني لكل القوى الوطنية في البلاد ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا


.. الحق قدم.. 3408 فرصة عمل جديدة في 16 محافظة.. اعرف التفاصيل




.. ألمانيا.. متضامنون مع فلسطين يعتصمون أمام جامعة هومبولت في ب


.. كل يوم - -حكايات الحما- .. اتيكيت وقواعد التعامل بين الخصوصي




.. غزة اليوم(3-5-2024):عدنان البرش.. طبيب مستشفى الشفاء، في عدا