الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آثار المسؤول

علي شايع

2010 / 7 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قيل: كن رجلاً إن أتوا بعده يقولون مرّ وهذا الأثر. قول رائع، كان سيكتمل، لو أن الشاعر وجد في صيغة الخطاب، ما ينصف نساء تركن الأثر أيضاً في مختلف مجالات الحياة.

وبمناسبة الحديث عن الأثر سنتذكّر بالطبع ما ترك لنا الأجداد من آثار ومآثر، طالما هتفنا بسموها واستحقاقنا للفخر بها كأحفاد بررة. آثار ذابت كطين حضارة قاوم بعضها، عبوراً إلى حاضر سنبصر فيه إن أرث الأجداد بعد معجزة القرآن اللغوية، أصبح أثراً لغوياً في أغلبه؛ أثر خطاب.

وبمناسبة الحديث عن الخطابة، أمس تحدّث الإعلام عن خطاب للرئيس الفيلبيني، تأخر عن موعده لأربعين دقيقة، وبما يعتبر خروجاً عن البروتوكول والأعراف السياسية، حيث كانت وسائل الإعلام تنتظر الحدث لتنقله كخبر عن رئيس جديد أدى اليمين الدستوري قبل أيام فقط. فكيف يستحق خطاب الرئيس المتأخر عن المراسيم كلّ هذا الوقع؟!. قال الرئيس: أنا أعتذر عن التأخير، الأمر لم يكن بيدي، تأخرت وحراسي في زحام الطريق، لم يزعجني شيء سوى صفارات الإنذار لبعض السادة المسؤولين في الدولة، ممن أربكوا السير وتسببوا في تزاحم السيارات، وطلب مني السائق والحرس أن نفتح صافرات الإنذار لنمضي مثلهم، لكني لم أوافق، وعليه سيكون قراراً بمنع هذه الظاهرة المشينة. كنت مواطنا عادياً في العاصمة مانيلا، وجئت لأكون رئيساً، وسأبقى في حركتي؛ ذلك المواطن، فلا تجعلوني أشعر بمثل هذا الإحباط.تأملت موقف هذا الرئيس الشاب، وخطابه. قلت: لعلّه يريد إظهار عناية بالشعب، تنفعه كدعاية؟. لكن..كيف يكون الأمر دعاية وهو يسنّ قانوناً جديداً، يمنع المسؤول (الكبير) عن التميّز في الشارع؟.إذن هي حسنة تضاف إلى دولة يقف على رأس سلطتها رجل مرّ وسيقال هذا ما أسس له. رجل أراد استخداماً غير سيئ للسلطة. رجل سنّ لوزرائه طريقة العيش مع المواطن والانطلاق بهمومه إلى الدولة. رجل لم يخطّب في الناس لغرض الخطاب ليستعرض اللغة وفنونها، بل قال بما يدلّ، وأوجز الغاية بالفعل.

نسيت أن أقول إن الرئيس ونائبه ورئيس البرلمان ورئيس المحكمة العليا فقط ، من كان يسمح لهم القانون -الذي طلب الرئيس بإلغائه- من بين المدنيين باستخدام صفارات الإنذار في مواكبهم. تصوّر..أربعة أشخاص فقط في دولة تعداد سكانها 60 مليون نسمة!.. ولا أعلم كم عدد المسؤولين في هذه الدولة؟.

إذن .. لا أقول سوى (حسرة) شاعر بقيت أثراً: ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى .. من الأمرِ أو يبدو لهم ما بَدا لِيَا ؟..وأترك التعليق للقارئ الكريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة