الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع يفرض الحل يا أية العلم وليس العكس

هشام عقراوي

2004 / 8 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الارهابي "المجاهد" عندما يقصف الاحياء السكنية و السيارات المدنية و الاسواق بمدافع الهاون و الصواريخ أو يشد القنابل على جسده و يفجر نفسه وسط الاطفال و النساء أو حتى العسكر والشرطه فأنه يرى أن ذلك هو أفضل الطرق للوصول الى أهداف نبيلة في عقله. ليس ذلك فقط يل أنه متأكد من نفسه الى درجة تصل الادعاء بأن الله تعالى ينتظره لأستقباله و بحفاوة ويكرم ب 77 من الحواري حالما تخرج روحه من الجسد.
حسب بعض المذاهب المسيحية و المفاهيم الانسانيه السائدة وحقوق الانسان و القوانين الدنيوية، فأن هذا الرجل أرهابي وقاتل ومجرم وسفاح. أما بمقياسه و مقاييس جماعته قأن هذا الشخص مجاهد و مقاوم و مناضل و شهيد ودمه طاهر وزكي وهو قدوة للشباب المؤمن ومن خيرة أصحاب الجنة.
لو سألنا هذا الارهابي قبل أن يفجر نفسه بلحظات، هل تحب السلام و العدل وتكره الحرب والقتل؟؟ أغلب الظن سيكون الجواب بنعم. وقد يقول أنه من أجل السلام والعدل سيفجر نفسه. لأن الاسلام هو دين السلام كما يقولون. ولو سألته، ألا تعتقد بأن أغلبية الذين يقتلون نتيجة لعملك هذا هم أبرياء؟؟ ربما سيجاوب بنعم ويزيد بأن الاعمال بالنيات و هؤلاء الابرياء سيدخلون الجنه وينعمون بها. إذن هذا الناسك المتعبد أختار الارهاب كطريق لبسط قانونهم ولا يهمه من الذي سيقتل جراء عمله. لأن الابرياء منهم سيدخلون الجنة مع الارهابي و المذنبون سيحرقون بالنار و يدخلون النار أيضا.
لو سألت اي عراقي، هل تحب عراقا أمنا ومستقرا؟؟؟ بالتأكيد سيقولون نعم ولكن هنا سوف لن نسمع نفس الكلام حول السبيل الى ذلك.
فألاحزاب المشتركة في الحكم تعتبر نفسها أكثر وطنية من الكل والعراق بالنسبة اليهم مقدس وهم الذين قارعوا النظام الصدامي وحاربوه ، وعندهم الطريق الى عراق سالم و مزدهر يمر من واشنطن و التعامل معها لحين بناء الجيش العراقي و القضاء على الارهاب و الارهابيين وكل من يعكر صفو الامن في العراق. كيف لا وهم يرون بأم أعينهم العراقيون يسقطون ويذبحون أمامهم كالدجاج وهم المسؤولون عن حمايتهم.
أما الاحزاب العلمانية و القومية و الاشتراكية والليبرالية الصغيرة الغير مشتركة مباشرة في الحكم فإنها هي الاخرى تقدس الوطن و الشعب العراقي و حقوق الانسان و الامن و الامان للمواطنين و العيش الرغيد و الكرامة، وعندهم السبيل الى ذلك هو معارضة الاحتلال بالطرق السلمية وبناء المجتمع الديمقراطي و تسليم الحكم اليهم لأنهم عذارا و وطنيون.
أما التيار الصدري و جماعة أهل السنة و الاحزاب الاسلامية المتشددة الاخرى، فإنهم لا يحبون العراق بشكل أعتيادي بل أنهم كمجنون ليلي ملهوفون على هذا الوطن و أيمانهم بالله زادهم حبا للعراق وشعبه والذي يمس العراق فالويل لهم ولذلك فإنهم لا يدافعون عن العراق بالطرق التقليدية بل بقلبهم ولسانهم و يدهم وهم الذين يأمرون بالمعروف وينهمون عن المنكر. و لديهم السبيل الى ذلك العراق الابي و الشامغ و قلعة الاسلام هو طرد الاجنبي المحتل وقتل عملائهم وعدم التعامل مع مؤسساتهم ولهذا الغرض فأنهم سلحوا أنفسهم بكافة أنواع الاسلحة. أنها الجهاد أذن في سبيل لله و العراق وشعبه. وبذا حسب رايهم فإنهم أرفع درجة عند الله من الاحزاب الساكتة و المتملقة للحكومة و الاحتلال.

الوضع في العراق هو بهذا الشكل. ثلاثة قوى كلها مجمعة على حب العراق و تنطلق من مصالح الشعب العراقي و قدسيتة في كل قراراتها.
في العراق أحزاب الحكومة و الاحتلال تريد أستتباب الامن و السيطرة على كل العراق و تأمن الحياة الهادئة و الامنة للمواطنين.
و الزرقاويون و جيش المهدي و غيرهم يريدون طرد الاحتلال و تكوين مؤسسسات بديلة للمؤسسات الحكومية والابقاء على تسلحهم و عدم أطاعة القانون والسيطرة شيئا فشيئا على المدن ولهذا الغرض مستعدون لاستخدام كافة الوسائل حتى القتل. وبعد مرور سنة ونصف على سقوط صدام مازال الوضع يسير من سئ الى أسوأ والطرفان مصرون على أراءهم. في وضع كهذا ماالعمل؟؟؟؟ وأين الحل؟؟؟؟
هل الابقاء على حالة اللاحرب و اللاسلم هو الحل؟ وهل يمكن أدامة هذة الحالة الى مالانهاية؟؟؟ هل أسنمرار القتال و التفجيرات و الاختطافات وقتل الابرياء هو الحل؟؟؟ هل من الامكان تغيير هذه المعادلة في العراق دون أي تحرك؟؟؟ وهل يمكن لهذه الاطراف أن تقف ساكنة؟؟؟ وهل أذا وقفت الحكومة عن الحركة و الهجوم فأن الاطراف الاخرى سوف لن تهاجم الحكومة و هل إذا وقفت الاطراف الاخرى فإن الحكومة لن تهاجم؟؟
أذا كان جيش المهدي و الزرقاويون يؤمنون بالديمقراطية و الحل السلمي وترك السلاح جانبا، فإن الواقع حينذاك سيتغير وحسب ذلك الواقع فإن الحل السلمي والمفاوضات و الدخول في لعبة الحكومة والمعارضة ستكون هي الحل. أما أذا أستمر الحال كذلك فسوف لن يكون هناك أي حل سلمي سريع.
واقع الحالة الساسية و العسكرية وواقع الحكومة و المعارضة العراقية يفرضون العمليلت الجارية في العراق وهذه العمليلت لايمكن أنهاءها بالاماني و الشعارات. فالاطراف المتنازعة في العراق (ماعدا الاجنية والدخيلة منها) كلها تحب العراق و شعبها و ضحوا للعراق ولكن كل بطريقتة. فمن الخاطئ و المجرم و من الصحيح والمناضل يحددها كل منا حسب فكره و رؤياه للقضيه وليست الوطنية المجردة.
كافة الاطراف المتفاتلة و المتصارعة و المتفرجة و المراقبة و المتبكية و المستبكية و المشجعة و المتشجعة و الوطنية و المحبة للعراق كلهم وبدون تمييز يتتكلمون عن الوطنية و حب الوطن و يبيعون العراقية و الاصالة برأس الاخرين. أليس عيبا على العراقيين أن يتقاتلوا فيما بينهم بأسم العراق و الوطنية والشعب العراقي.؟؟؟
فلو كان العراق هو العامل المشترك بين كل هؤلاء فإن حب الشعب العراقي و الوطن هو الذي يجمع بين كل هذه الاطراف المتقاتلة و المتصارعة وما بينهما أيضا. ( مرة أخرى اقصد العراقيين والاطراف الغير عميلة طبعا)
فمن يستطيع القول بأن الذين أختاروا الحل العسكري هم ليسوا بعراقيين او أقل عراقية ، ومن يستطيع أن يقول بأن الحكومة المؤقتة هي ليست بعراقية و أقل وطنية من الاخرين ومن يستطيع التأكد بأن المستقلين و الاخرون هم أكثر وطنية من هذين الطرفين معا.
ولكننا وبكل تأكيد نستطيع القول بأن الخاسر الوحيد في هذا الحرب و الاقتتال هو العراق و الشعب العراقي والروح الوطنية التي يتكلم بها الجميع.
إذن واقع هذه الاطراف هو الذي فرض مثل هذه الحلول والعراقي الاصيل هو الذي يستطيع أيجاد الحلول بأقل خساره ممكنه ودون أطالة لأمد عذابات الشعب.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل الوضع العراقي بحاجة الى عملية جراحية و هل أن مرض العراق ممكن شفاءه دون الحاجة الى عملية جراحية؟؟؟
أن منطق عدم تحريك الساكن هو منطق خاطئ والاعتماد عليه سيعيد الدكتاتورية الى العراق. ولكن هل وزبر الداخلية و الدفاع العراقيين هما ممرضان مناسبان لأجراء هذه العملية؟؟؟؟ فالصحاف طوال سنين حكمة لم يكذب بقدرهما خلال هذه الايام فقط. فهل الواقع فرض عليهما الكذب يا أيات العلم والمحبة و الوطنية؟؟؟؟ وهل الواقع يستجوب أستغراق يومين أو أكثر كي تصل مفاتيح الجامع العلوي الى السيستاني؟؟؟ وهل الواقع فرض ملئ الحرم الحيدري بالسلاح و المقاتلين؟؟؟ أم أنهم فعلوها بمحض أرادتهم؟؟؟ وهل سيأتي اليوم الذي يفرض فيه الواقع السلام و الوئام والديمقراطيه على العراق و العراقيين؟؟؟ ومن الذي سيصنع ذلك الواقع؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر