الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى نرى دقيقاً من جعجعة سياسينا؟

محمد الياسري

2010 / 7 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سلسلة اجتماعات وتشاورات شهدها الاسبوع السياسي العراقي الساخن منها على ارضه وأخرى على اراضي دول الجوار التي تبدو وكأنها هي من تدير بوصلة تشكيل الحكومة العراقية العسيرة المخاض.
التقى علاوي بالصدر ثم بالمالكي والتقى الرئيس طالباني بنائبه عبد المهدي وسبقه لقاء بين رئيسي الجمهورية والوزراء ولقاءات أخرى بين زعماء وأعضاء في العديد من الكتل ولازال الجميع يصرخ ويعلو صوته ان تشكيل الحكومة ستكون من نصيبه؟
وأمام كل هذه المشاورات والجلسات والمفاوضات والأخذ والعطاء واللقاءات العلنية والسرية التي تعقد في داخل البلد او على موائد زعماء الدول الاقليمية يغيب الشعب العراقي وهمومه وتطلعاته عن بال ساستنا وكأن لسان حال هؤلاء القادة يقول دعونا نطبخ الطبخة ونتذوقها وانتم عليكم الصافي حتى لو اكتويتم بنار الارهاب ونقص الخدمات وقلة الحيلة و المنفعة، فنحن سنقرر مصيركم والى من ستصفقون وتهتفون وتمنحون حياتكم من اجل بقاءنا في سدة الحكم لأربع سنوات قادمة نزيد فوقها سنة اخرى كتصريف أعمال؟
ورغم ان هذا الشعب المسكين لم يرى حبة دقيق من جعجعة سياسيه المستمرة لكنه يبقى متطلعاً الى الله أولاً ومن ثم الى هؤلاء القادة ليسموا فوق مطامعهم ويفكروا كثيراً بناسهم، الشعب يرى ويشاهد حجم الصراع الذي يعيشه سياسيوه من اجل اهداف بعيدة كل البعد عن اهدافه، ويتساءل كل يوم عن المعطيات والنتائج التي أوصلته الى هذه المرحلة الحرجة من قلة الحيلة رغم أنه ضحى ودفع كثيراً من دمه وصبره من أجل أن يرى النور ساطعاً على أرجاء بلده ولكن النور سرق والحياة تبدو لا لذة فيها والحسرة على أيامِ خوالي (بكل ما فيها من منغصات) تبدو له افضل مما عايه الآن.
ربما يعتقد الكثير وهو محق بلا شك أن كل ما يقال ويكتب من انتقادات لقادتنا حول ادائهم وسياستهم ومطامعهم السلطوية لن يؤتي ثماره ولن يغير في واقع الحال شيء، وربما أن النسبة الأكبر من قادة البلاد هؤلاء لا يلتفتون لأي كلمة تقال بحقهم سلباً أو ايجاباً لانهم يعتقدون أن بقائهم بزعامة وقيادة البلد حتمي وأن لاغيرهم سيقود العراق الجديد على مدى الدهور القادمة، رغم انهم يمارسون الدكتاتورية بوجهها الجديد المعتمد على الجماعية دون شخص محدد دونما اعتراف منهم بذلك.
وحقيقة الأمر أن الجزء الأكبر من المشكلة التي نعيشها الآن هي من نتاج أيدينا لأننا نحن من أعدنا انتخاب ذات الوجوه التي عشنا معها تجربة سنوات سابقة دعم هذه المشكلة قانون الانتخابات سيء الصيت الذي رسمه سياسيونا على مقاسهم فأوصل المئات من اعضاء البرلمان الجديد دونما أن يحقق أي منهم بضع مئات من اصوات الشعب، ولهذا انصياعنا الأعمى لانتماءتنا الطائفية والعرقية والفئوية والمصلحية وبعض المغريات التي قدمها هؤلاء السياسيين جعلتنا نتجه الى ذات الوجوه التي خبرناها دونما ان يلتفتوا لنا.
وأعتقد أنا وغيري الكثيرون انه لو تم اعادة الانتخابات مجدداً لن ننتخب وجوهاً جديدة غير التي تعذبنا اليوم وتستغل معاناتنا خدمة لجاهها ومطامعها وهذا يعني اننا لا زلنا بعيدين كل البعد عن ممارسة حقنا الديمقراطي بالصورة الصحيحة التي تعني حرية الاختيار وصوابه وبعيداً عن النظرة الضيقة للفئة أو المذهب أو المصلحة الشخصية لأن الأساس في التجارب الديمقراطية هو مصلحة البلد لا غيرها.
ومن هذا الباب أرى أن لا جديد يلوح بأفق الساحة السياسية العراقية قبل عشر سنوات قادمة لاننا سندور وندور في حلقة مفرغة هي حلقة ذات الوجوه التي تمتلك الآن المال والسلطة والنفوذ والتأثير المذهبي والطائفي وعلينا أذا أردنا ان نحقق التغيير أن نبدأ من داخلنا ونتجاوز عقدنا ويعلو صوتنا بأختيار أناس جدد غير المتلاعبين بنا وبهمومنا .
وما نتمناه على ساستنا المدعين بانتمائهم لارض هذا الوطن أن ينفضوا عنهم غبار الحلم المسيطر عليهم وهو الكرسي والسلطة ويفطنوا الى الناس وما يتمنون ويتركوا نصائح الحلقات الضيقة المحيطة بهم التي لاهم لها سوى البقاء في حلقة التسلط مستفيدة من بقاء هذا السياسي او ذاك على سدة الحكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح