الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا المالكي متمسك بالسلطة؟

عباس النوري

2010 / 7 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



ظاهر الحال أن جميع اللقاءات بين الكيانات الفائزة ..أو الخاسرة في
الانتخابات ذهبت أدراج رياح التعنت والتمسك بالسلطة من قبل المالكي،
والأسباب متعددة منها واضحة وأخرى لها تداعيات خارجية وأخرى شخصية.

ولدى العديد من المراقبين والمواطنين تساؤلات كثيرة ومن أهما – لماذا كل
هذا التأخير في تشكيل الحكومة؟

وهل السبب الوحيد هو تمسك المالكي بالسلطة؟ ولماذا...!

آخر الأخبار تشير أن المالكي مستعد للتنازل عن العديد من الصلاحيات
الممنوحة وفق الدستور لرئيس الوزراء ومنح وزارات سيادية وإطلاق سراح
سجناء ...ويهب الملك بما لا يملك...المهم أن يبقى رئيس وزراء...وهذا يدعو
المراقب والسياسي لوقفة جادة والتمعن بالدوافع. وهل يجوز لحكومة تصريف
أعمال أن تتصرف بهذه الطريقة التي عملت حكومة المالكي بعد الانتخابات في
غياب البرلمان والفراغ الدستوري...والمحكمة الاتحادية رفضت طلب المالكي
بإطلاق سراح السجناء حيث قالت بان هؤلاء مثبت عليهم جرائم قتل وخطف
وغيرها.

هل هناك سر وراء تمسك المالكي بالمنصب...هل الدافع وضع الغطاء على عمليات
الفساد الإداري والمالي...والسجون الخفية والعلاقات الخارجية (المشبوهة).
أم أن الدافع مجرد هواية ورغبة شخصية ليس إلا. كان من المفروض على معالي
رئيس الوزراء المنتهية ولايته أن يسجل بصمة تعد له في تاريخ العراق وهو
مباركة القائمة العراقية بفوزها في الانتخابات وتسليم السلطة بطريقة
سلمية وفق الأسلوب الديمقراطي والمتعارف عليه عراقياً وعالمياً...لكن في
الأمر أسرار وليس سراً واحدا. وعليه أن موقف القيادات في القائمة
العراقية في تمسكهم في حقهم الانتخابي والدستوري في تشكيل الحكومة لهو
موقف وطني ووفق الإرادة الجماهيرية التي قدمت التضحيات من أجل اختيار
الأصلح، وإن تنازلت القائمة العراقية عن هذا الحق فهي تعطي إشارة واضحة
للعراقيين بأن لا ديمقراطية ولا دستور ولا عدالة ولا حق في عراق يتحكم به
الأجنبي عن بعد وقرب...من خلال تدخلات مباشرة أو من خلال عملائها الذين
تبوئوا مناصب مرموقة في الدولة العراقية.

لا أرى حل لهذه الأزمة إلا من خلال التدخل الأمريكي الصارم والقوي لكي لا
يخسروا مصالحهم الإستراتيجية في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط، وإن حدث
هذا الأمر فهو بمثابة ويلات تصب على الشعب العراقي إضافة لكل المآسي التي
مر بها ويتعايش معها يوميا نقص في كل شي وشحٌ في أبسط مستلزمات الحياة
الضرورية.

أن المالكي يبدد لعملية تدخل أمريكي كبير ووضع العراق في مصيدة الاستعمار
الذي لا ينتهي...!

أصبح واضح أن الصراع الحقيقي هو بين أقوى دولة في المنطقة وأقوى دولة في
العالم وعلى الساحة العراقية، وعدم إدراك بعض القيادات لخطورة هذا الأمر
يجعلهم وقود هذا الصراع الذي يدفع ثمنه الشعب العراقي فقط...وقد يؤدي
لوضع أمني خطير في كل أرجاء الشرق الأوسط والخليج.

لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تقبل بحكومة موالية 100% لإيران،
وتضيع كل الجهود وتذهب كل ما خسرته في عملية احتلال العراق وموضع التوصل
للخطة التي رسمتها في إنشاء شرق أوسط جديد. الأمر الذي يحتم عليها الدفاع
وبقوة عن مصالحها الآنية والمستقبلية في العراق والمنطقة والحفاظ على
هيبتها في العالم. هذه الأمر لا يدركها بعض القيادات المتزمتة برأيها
والتي لا هم لها إلا المنصب وحب الذات.

لو كان قد سجل لحكم المالكي عدد من الايجابيات لما وقفت الكتل السياسية
هذا الموقف الحدي من عدم ترشيحه مرة ثانية...فلماذا هذا الإصرار؟
هل من أجل التغيير نحو أفضل مما قدمه لحد الآن...أم أن العراق لا يستمر
في الحياة من دونه لأنه المنقذ الوحيد...أو لكونه الوطني المخلص وغير لا؟

لقد عانى الشعب العراقي ما يكفيه لكي يحدد مسار العراق عراق المحبة بين
جميع أطيافه...عراق الجميع وليس حكراً على طرف دون آخر...أو بعد التخلص
من حزب مارس أبشع الجرائم ليس فقط بحق العراقيين بل بحق الإنسانية لكي
نرضخ لحزبٍ آخر وبثوب لمع لونه لحين أفسد عليه من يتصور أن بقائه في
السلطة لمرة ثانية سيقيه حساب الشعب العراقي لكل ما أقترفه من فساد
وتحطيم...بعد أن خربتها الدكتاتورية المقيتة طيلة خمسة وثلاثون عاما
ونيف...ومرة السبع العجاف...هل تترك الأمور لمن هم قادرين قيادة العراق
لسبع سنين سمان...لينعم المواطن بثروات بلده عوض تهريبها للخارج...وعوض
شراء فلل الملكات أو سعفات نخلة دبي...ولماذا تهربون الأموال
لدبي...لماذا لا تجعلون من العراق أمارات عربية ثانية....وتتعلمون من
المرحوم مؤسس الأمارات المتحدة بعض من أخلاقياته ودبلوماسيته
وحكمته...لكن لمن هذا النداء ولا حياة لمن تنادي...النداء يفيد ذوي
القلوب الحي وليس من لا قلب ولا ضمير له...وأفعاله ستؤدي لخراب أكثر مما
كان أحد أسبابه....

--
العراق يتقدم...ويتطور...والمخلصين ينهضون من غفوتهم
لكن ليس من خلال حكومة (وحدة وطنية) وأكاذيب على الذوقون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكل غي الهوى سوا
محمد الفاتح ( 2010 / 7 / 22 - 18:14 )
هل افرزت المرحلة المالكي دكتاتورا
هل المالكي صنع يد الاهية
والان من الذي يحكم العراق منذ2003,قالها الامريكان علانية قبل 2003 اننا قادمون ومعنا 300 من اصول عراقية ,,,لم يتحدثون عن الانتماءات المخابراتية لهولاء ال300 فكلهم من العمامة الى السدارة الى الطرة في الكصةعملاء صريحون لامريكا ومخططاتها, بدلوا صدامهم بهولاء الاخوة الاعداء كلهم وقعوا اوراق محددة في النهاية تعطي نتيجة واحدة سقوط امه لا قيام لها الى اخر نقطة بترول لا زراعة لا صناعة لا اخلاق لافن لا ابداع تخلف يجر تخلف
من لهذا الشعب المسكين؟؟؟؟ من؟؟؟

اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل