الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراصير على قدمين !

زياد صيدم

2010 / 7 / 21
حقوق الانسان


مع اعتذاري الشديد لمن يعتريهم هذا الإحساس..فقد طفح الكيل وفاض..فمن يختلجهم هذا الشعور معي أصبحوا كثير.. مما دعاني أن اكتب بهكذا عنوان .. إحساس يتلبسنا على مدار 17 ساعة من 24 عند انقطاع التيار الكهربائي وخاصة في فترات الليل.. لقد جاء في مواثيق حقوق الإنسان الدولية أحقيته في الخدمات الأساسية.. لكن هنا في قطاع غزة البائس أصبح شعورنا بكوننا صراصير يزداد يوما بعد يوم.. ليتصور معي كتاب العار والنفاق اللذين يكتبون من وساع تحت مكيفات الصيف على كنب وفير ومن أمام الفضائيات المنافقة أو من وراء أجهزة الحاسوب فيشوهون الحقائق هنا..ليعلموا بأننا بلا كهرباء.. وهذا معناه بلا شبكات اتصال وبلا فضائيات وبلا ماء..وبأننا بلا مقاومة وهذا معناه ضياع الإحساس بأننا شعب مجاهد ومناضل ومكافح نحتمل كل شيء في سبيل التحرير والاستقلال.. وبأننا بلا انترنت وسيلتنا للعالم كشعب مثقف يتفاعل مع الشعوب ويأخذ علما ومنفعة.. ويعطى ويتفاعل مع الشرائح الواسعة فى عالم الإبداع على اختلافها..وبأننا بلا معابر وهذا معناه سجن كبير خانق ..وبأننا بلا مواد بناء وهذا معناه مع الزيادة الطبيعية والزواج المبكر هنا كارثة لا يحمد عقباها ووضع مأساوي في الأسر جميعا.. وبأننا بلا مستقبل للأجيال وهذا معناه بطالة خريجين تتفاقم بالآلاف سنويا ..وضياع فرص التحصيل العلمي في الخارج لآلاف من طلابنا سنويا ومكوثهم بلا أمل وهذا فاقم معدلات الجريمة وانتشارا لمخدرات بشتى الأصناف عبر أنفاق الجحيم وتجار المافيا..للهروب من واقع يتراجع بسرعة كبيرة سيعمل حتما إلى ظهور الجريمة المنظمة والتى تلوح بوادرها فى الأفق ! وانتشار الفواحش أكثر مما هي عليه..وهذا معناه تراجع في القيم الدينية والإنسانية.
قيل إن الشكوى لغير الله مذلة.. فهل يكون الصمت عنوانا لنا؟..وهل يكون من الحكمة استمرار الصمت ؟ فيترتب عليه فقد لعقولنا أو ما تبقى منها..فليس غريبا ما سمعته قبل أيام بان العيادات النفسية أصبحت تزدحم بملفات الزبائن المفتوحة بعد أن كان الغبار يلتهم رفوفها الفارغة..
إن فك الحصار الجائر علينا في قطاع غزة والمفروض من الكيان الصهيوني بحجج وذرائع مختلفة وهذا التبجح والمتمادي منه في غيه وظلمه والضارب عرض الحائط بكل النداءات المنافقة من عالم أكثر نفاقا.. فهل آن الأوان لان نتخطى مبرراته ونعمل على تنفيسها وإحراجه دوليا طالما لا نستطيع فرض شروطنا بالقوة العسكرية.؟؟ وبالتالي نعيد لنا الأنفاس وندخر الجهد ونرمم ما هدمته أيادينا في السنوات الأربع العجاف الماضية والمستمرة .. وذلك لمواصلة صمودنا الذي اختل وتراجع معنويا وماديا..
فما يحير العقول ويذهب بها انه لا مقاومة ولا خدمات ولا حياة كريمة تليق بالبشر في مقابل بنادق تحت الأرض اعتلاها الصدأ !! فهذا شيء لا يطاق..فإما ثورة ومقاومة وجهاد نفرض على العدو تغيير نهجه وصلفه وعلى العالم التحرك لفك الحصار بشكل جدي.. وإما وطالما الحال على هذا الشكل نريد خدمات وحياة كريمة تليق بالبشر فنفوت على العدو هذه الفرصة في تدميرنا ببطيء ودون تقطع وهذا المخطط الشيطاني الذي لا نعلم أين يقودنا وكيف يكون مصيرنا القاتم فالسيناريوهات كثيرة ومتشابكة....فالحال هذا لا يستوي عند عاقل أبدا..
إن خاصية الصراصير التي تراودنا ليلا ونهارا تبشر ببروز زوج من الشنبات في مقدمة رؤوسنا التي اضمحلت وصغرت بحجم رأس الصرصار لتكون لنا قرني استشعار في ليل شديد الحرارة نخرج نتحسس مزابل الإنس أملا في إيجاد ما يشبع نهمنا..لكن ما زلنا نستذكر عندما كنا بخاصية بني ادم أن هناك مزابل للتاريخ يدفن فيها حثالات الإنسان وطغاة بني البشر..فهل من متعظ من تاريخ لا يرحم ..
فيا مجرمي العالم..أين محاكمكم المسماة بلاهاى من مجرمي الحرب هذه المعلنة علينا هنا في قطاع غزة قبل فوات الأوان .. وحتى لا يصبح ويتحول الإحساس والشعور إلى حقيقة واقعية فنتحول إلى صراصير بقدمين !!!
إلى اللقاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونجرس يجهز تشريعا إذا أصدرت الجنائية الدولية أوامر اعتقال


.. سيناريوهات إصدار الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو




.. شاهد: -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تجلي المهاجرين من مخ


.. واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن ممارسات




.. مراسلنا: اعتقال شخص بعد أنباء عن طعن عدة أشخاص في محطة لمترو