الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منع ٱلتدخين أخطر من أىِّ مرضٍ يسببه!!

سمير إبراهيم خليل حسن

2010 / 7 / 21
الطب , والعلوم




لست مدافعا عن ٱلتدخين. لكن لست مع منعه سوآء ءاكان ٱلمنع مشفوعا ببيّنات علمية أم من دونها. فما يصدر من تشريعات لبعض ٱلحكومات سوآء ءاكانت فى ٱلغرب ٱلديمقراطىّ أم فى بلاد ٱلشرق ٱلمستبد بزعم بيانات علمية وحرص على سلامة ٱلناس. فهو زعم وحرص لا صدق ولا علم فيه. وعليهم أن يعلموا جميعا أنّ لأىِّ منع ومنه منع ٱلتدخين تأثير على ٱلسلامة أضعافا كثيرة من تأثير ٱلتدخين. سوآء ءاكان ٱلشخص هو مَن يدخن. أم كان يسحب بتنفسه بعض ما ٱنتشر فى هوآء ٱلمكان من دخان. فتشريع ٱلمنع يصدر بفعل مفاهيم ٱلكفر وٱلكذب وٱلنّهر وٱلقهر. ومثل هذا ٱلتشريع هو بفعل هذه ٱلمفاهيم ٱلتى تسبب ٱرتفاعا فى عدد هرمون "الكورتيزول" فى ٱلدّم حتّى يتجاوز حدود ٱللّه فيه. وبذلك تُصيب أمراض كثيرة جسم ٱلمنهور ٱلمقهور ٱلمكفور عليه. ومنها مرض ٱلتهاب شرايينه وٱنسدادها ومنها شرايين فؤاده وقلبه (دماغه فى لغو اللغة العربية الفصحى) وشرايين ٱلقسم ٱلنّضّاخ للدم فى جسمه (قلبه فى لغو وتحريف اللغة).
وتزعم بعض حكومات ٱلمستبدّين فى ٱلشرق وهى تسوِّغ تشريعها بمنع ٱلتدخين بذريعة ٱلعدآء للإمبريالية وٱلصهيونيّة ٱلتى تروّج لألوان كثيرة من ٱلدخان. وبذلك تريد أن تظهر تشريع ٱلمنع له وكأنّه مسألة قوميّة. لكنها لم تصدر تشريعا يمنع مؤسساتها ٱلتى تصنع ٱلدخان ورجالها ٱلذين يتاجرون بما يحمل ٱسم "ماركة" أمريكية منه ويحصدون ٱلكثير من ٱلأموال.
لقد بدأت حكومات ٱلغرب ٱلديمقراطىّ تشريعاتها ٱلمتعلّقة بٱلدخان فزادت سعره ثمّ حملت ٱلمدخّن رسما ماليا من دون أن تتوجّه فى تشريعهآ إلى صناعته سوى ٱلطلب من ٱلصانع ليكتب تحذيرا على علبة ٱلدخان. وكان على تلك ٱلحكومات أن تكتفى بٱلتحذير ولا تتدخل فى ٱلسعر ولا تحمّل ٱلمدخن رسما ماليا. لكن ما عملته يظهر نفاقها بما تزعم من حرص على ٱلسلامة وتأَمرها على ٱلمدخّن وعلى مشروع مدخنين بفعل مقولة "الممنوع مرغوب".
إنّ صناعة ٱلدخان من أقدم صناعات ٱلبشر. وقد ٱشتهر بها هذا ٱلشرق ٱلبآئس وتلذذ بها وصنع لها "ٱلأركيلة" لتظهر مقدار خضوعه لشهواته. ومع عمر ٱلأسى ٱلطويل بفعل طغوى ٱلمستبدين فى ٱلشرق ٱلبآئس فإن ٱلمعمرين فيه أكثرهم من ٱلمدخنين. بل إنّ ٱلبشرية جميعها حييت قرونا فى كهوف وبيوت تشعل فيها ٱلنبات للطبخ وٱلدفء وتتنفس دخانه مع دوآبّها. ولم تكثر أمراض ٱلبشر إلا من بعد أن بدأت تكثر شهوات ٱلمفسدين فى ٱلأرض. ٱلذين نبشوا جوفها وأخرجوا ثرواتها ومنها "ٱلبترول". وهم يحرقونه وينشرون فى هوآء ٱلأرض كلها دخانه ومعه دخان (غازات فى لغو اللغة) معادن سآمّة منها "التنغستين" و"أكاسيد الرّصاص" ودخان معادن أخرى مشعّة. وزادوا بفسادهم فى صناعة ٱلطعام وٱلشراب ٱلمعلّب ٱلقاتل بما فيه من فورمولات للحفظ. وٱللباس وٱلأحذية من موآدٍّ سامّة بما فيها من صبغ ونايلون وبلاستيك. وصناعة ٱلزيوت وٱلشحوم ٱلمهدرجة ٱلتى تقتل كلّ مَن يأكل ويشرب منها. وصناعة ٱلسكر ٱلأبيض ٱلمسبب ٱلرئيس للمرض ومنها ٱلتهاب ٱلشرايين وٱلبلعوم وٱلأمعآء. بل إن كثيرا من حكومات ٱلاستبداد تدعم سعر ٱلسكر وٱلخبز ٱلمنخول زاعمة دعم تغذية شعبها. ولم يكن دعمها لهذه ٱلمواد إلا دعما للمرض وٱلموت ٱلمبكرّ.
لم تحرّض حكومات ٱلشعوب جميعها على ٱلامتناع عن ٱلصناعة ٱلقاتلة. وما كتبه صانع ٱلدخان كتحذير كان على حكومات ٱلشعوب أن تطلب كتابته على جميع ٱلصناعات ٱلأخرى وتحرّض على ٱلامتناع عنها. فصناعة ٱلدعاية لترويج موآدّ تسبب أمراضا قاتلة للحياة وليس للبشر وحدهم يقابلها تحذير وليس منعا. وعلى ٱلفرد من ٱلناس مسئوليته عن ٱختياره للمآدة ٱلممرضة أو ٱتباع ٱلتحذير.
لكن بعض ٱلحكومات فى ٱلغرب وٱلشرق شرّعت لتمنع ٱلتدخين وهو نبات ولا يختلف دخانه عن دخان ٱلحطب. وسكتت عن تنفس دخان ٱلسيارات وٱلمصانع ودخان ٱلصناعات ٱلكيمآئية ٱلكثيرة. وبذلك ليس فى تشريعهآ أىّ مفهوم عن حرصها ٱلمزعوم بٱلسلامة سوى ٱلاعتدآء على ٱلشخص وحريته ٱلمسئولة عن سلامته وٱلزيادة فىۤ أوامر ٱلنّهر وٱلقهر وٱلكفر عليه وزيادة كلفة تدخينه.
ٱلمنع أيًّا كان مصدره هو ما على ٱلحكم ٱلرّشيد أن يسهر عليه. فكلّ منع كفر وسبب لمرض جديد. وهذا ما وعظ ٱللّه به بقوله:
"لاۤ إكراه فى ٱلدينِ قد تبيَّنَ ٱلرُّشدُ مِنَ ٱلغىِّ فَمَن يكفُر بٱلطَّـٰـغوتِ ويؤمِن بٱللَّهِ فقدِ ٱستمسكَ بٱلعروة ٱلوثقىٰ لا ٱنفصامَ لها وٱللَّهُ سميع عليم" 256 ٱلبقرة.
فحتّى ٱلجهل وٱلعلم مسئولية ٱلفرد وليس للحكومة منهما سوى ٱلتحريض على ٱلعلم إن حرصت على ٱنتشاره. وٱللّه يقول أنّ ٱلهداية للفرد ولا سلطة عليه من محبٍّ:
"إنَّكَ لا تَهدِى مَن أَحبَبتَ ولَـٰـكِنَّ ٱللَّهَ يَهدِى مَن يشآءُ وهو أَعلمُ بٱلمهتدينَ" 56 ٱلقصص.
ومثله ٱلكفر وٱلإيمان:
"وقُل ٱلحقُّ مِن رَّبِّكم فَمَن شآء فَليُؤمِن ومَن شآءَ فَليكفُر" 29 ٱلكهف.
فمن يريد ٱلتدخين هذا شأنه ولا سلطة لأحد عليه. ومَن لا يريد ٱلتدخين هذا شأنه ولا شأن له مع ٱلذى يدخّن وله حريته فى ٱلجلوس مع ٱلمدخن كما له حريته فى ٱلابتعاد عنه. ومَن يزعم أنّ ٱلبحوث ٱلعلمية قد أثبتت.. فهو زعم لا صدق فيه. وإن كان يصدقه فله أن يحذّر ويحرّض على ٱلامتناع عن ٱلتدخين وليس له أن يمنعه. ومَن يشرع بمنعه لن ينفعه زعمه بٱلعلم لدى ٱلذين يعلمون.
ٱلأَولَى فى شرع أىِّ حكومة هو ٱلفساد فى ٱلأرض وفى ٱلحرث وفى ٱلنسل بما تعمله أيدى ٱلمترفين فى ٱلأرض ٱلذين يلهثون ورآء تكثير أموالهم. وتُشاركهم فى ٱلفساد أيدى ٱلمستبدين بشعوبهم بما يصنعون من هرمون "الكورتزول" فى دمآئهم بفعل ٱلنهر وٱلقهر وٱلكفر.
لقد بلغ تأثير ٱلأقويآء ٱلعالين فى ٱلأرض ومعهم ٱلمستبدين ٱلمترفين حدًّا كبيرا من ٱلكفر وٱلكذب بٱسم ٱلعلم وٱلسلامة. وقد ٱشتروا شهادة "منظمة الصحة العالمية" لترويج ذعر من مرض معدٍ بٱسم "إنفلونزة الطيور" و"إنفلونزة الخنازير" لترويج تجارة لقاحات يزعمون أنّها تمنع ٱلمرض ٱلمزعوم وتشفى منه. وبذلك تاجروا بلقاح ٱلخوف وهو ٱلسبب فى ٱلمرض وبه يحصدون مع حكومات ٱلشعوب أموالا كثيرة.
كما ٱشتروا شهادة علمآء فيزيآء وحياة للترويج أنّ ٱلاحتباس ٱلحرارىّ أمر لا صلة لفسادهم فيه بطمعهم وشهواتهم. وهذا ما فعلوه فى مؤتمر "كوبنهاجن". بل بدأوا ينشرون شهادات علمآء يخوّفُون ٱلناس من حرّ أعظم وألقوا بٱلمسئولية فيه على ٱلشّمس.
وٱلأمر ٱلغريب عند بعض حكومات ٱلغرب ٱلديمقراطىّ ٱلتى منعت ٱلتدخين فى ٱلأماكن ٱلعآمّة حرصا على سلامة غير ٱلمدخنين. أنّها شرّعت ٱلفاحشة بما تسميه "زواج ٱلمثليين" بزعم ٱلحريةّ ٱلشخصيّة. وهو شرع يلغى طرفىّ ٱلزوجية "ذكر وأنثى" ويوقف ٱلنسل ويروّج لتجارة ٱلأولاد وتبنيّهم بهذا ٱلزواج ٱلفاحشة. ولم ترَ فى تشريع يمنع ٱلتدخين ٱعتدآء على ٱلحرية ٱلشخصيّة. وهذا ٱلأمر ٱلفاحش قد تلحق بعض حكومات ٱلاستبداد به وتشرعه لتظهر حرصها على ٱلحريّة ٱلشخصيّة ٱلتى تقعد فى جميع سبلها تعترضها وتمنعها.
لا حاجة للناس لحكومة إلا لأمر واحد. وهو أن تحكم بينهم بٱلعدل فيما يختلفون. وعندما تتجاوز ٱلحكومة هذه ٱلحاجة لتملك وتعبّد ٱلناس لها ولأوامرها تطغى وتكفر وتعمل لتكثير أموال ٱلقآئمين على مواقعها بجميع ٱلوسآئل بما فى ذلك ٱلسرقة وٱلرشوة. وتصدر أوامرها وتشريعاتها مقابل عمولات فستتبدّ بٱلناس وتنهرهم وتقهرهم وتمرضهم بأخطر ٱلأمراض. وبذلك لا يبقى للناس حاجة بها.
وليعلم ٱلقآئم على موقع من مواقع ٱلسلطة أنّ كثرة أمواله وترفه وزيادة تسلطه وٱستبداه لن تنفعه. وسيكون مصيره بفعل فسقه على شرع ٱللّه وفعل فساده فى ٱلأرض كغيره من ٱلناس ٱلذين لا يستطيعون منعه عن ٱلتخويف وٱلنهر وٱلقهر وٱلكفر من دون حرب اهلية.
ويبيّن قول ٱللّه هلاك ٱلبلد ٱلذى يحكم فيه فاسقون مترفون:
"وإذاۤ أردناۤ أن نُّهلِكَ قَرية أمرنا مُترَفِيها فَفَسَقُوا فيها فَحَقَّ عليها ٱلقولُ فَدَمَّرنَـٰها تَدمِيرًا" 16 ٱلإسرآء.
فٱلدمار للقرية ومن فيها من مرضى ٱلقهر وٱلنهر وٱلكفر ومعهم ٱلفاسقون ٱلمستبدون ٱلمانعون. وٱلسبب هو فى فسق ٱلسلطة ٱلمستبدة ٱلمترفة ومعها كهنوتها (بيروقراطيوها) ٱلعابدون لأمرها بٱلمنع وٱلنهر وٱلقهر وٱلكفر.
وهلاك ٱلبلد بٱلتدمير بسبب فسق ٱلقوم بطاعتهم لسلطة مترفين فاسقين تستخفّ بهم نهرا وقهرا وكفرا:
"فَٱستَخَفَّ قَومَهُ فَأَطَاعُوهُ إنَّهُم كَانُوا قَومًا فَـٰـسِقِينَ" 54 ٱلزخرف.
وأسجّل موقفى من كلِّ تشريع يمنع وينهر ويقهر ويكفر مستخفًّا بٱلناس وحريتهم ومسئولية كلٍّ منهم عن سلامته فى طعامه وشرابه وفى لباسه وعلمه ورأيه وقوله وكلّ ما له صلة بتفرّد شخصيّته بقولى للسلطة ٱلمانعة:
لن أعبد إلا ٱللّه وحسبى ٱللّه ونعم ٱلوكيل.
وإنّا للّه وإنّا له راجعون جميعا. هو ٱلذى سيحاسبنا على موقف كلٍّ منّا قلّ ماله أم كثر.
ٱستبدّ ونهر وقهر وكفر.
أم مرض ومات بمرضه.
أم ٱمتنع عن طاعة ٱلمستبدّ وعبد ٱللّه وحده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أول من يكتب حقيقة
مازن فيصل البلداوي ( 2010 / 7 / 22 - 05:13 )
شكرا أخي
ونبهتني الى موضوع أهم
سأحاول وضع شرط ان يكون المتقدم الى وظيفة من المدخنين كي لايتأثر غير المدخنين من العمل معا
تحياتي

اخر الافلام

.. هل تنجح مساعي واشنطن في تقليص النفوذ الروسي في منطقة الساحل


.. سلالة شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور تجتاح نيويورك




.. استمرار عمليات الإجلاء الطبي التي تنظمها دولة #الإمارات


.. -قريبا سنبني حضارة على المريخ-.. ماسك يحدث ضجة بتنبؤاته




.. إيلون ماسك: البشر يمكن أن يعيشوا على المريخ خلال الثلاثين عا