الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخرجون عراقيون في دائرة الغربة

عدنان منشد

2010 / 7 / 22
الادب والفن


ثمة مخرجون عراقيون غادروا الوطن في أزمان متعددة، وعاشوا الغربة، من دون أن يؤشروا شيئا في خارطة الاخراج المسرحي العراقي، حتى وان تلاقحوا او تغربوا مع المنصات الجديدة عليهم في الوطن العربي، او منصات المسرح العالمي استثني فقط، عوني كرومي وجواد الاسدي اللذين صالا وجالا في المهرجانات العربية والدولية بشكل ملموس وصادق لاعتبارات موضوعية وذاتية، قد لا تتوفر للمخرجين المغتربين الآخرين، ولاسباب شتى.


اما ما يقال عن مخرجين آخرين، بعد ان تغربوا عن الوطن بفعل حملة التبعيث المقيتة التي لازمت الدولة العراقية منذ عام 1978 وحتى عام السقوط الدراماتيكي لسلطة الدكتاتور صدام حسين، في 9 نيسان /2003 فإن الامر يدعو الى العجب والاستغراب لمن لهم قيمة وقدر في تاريخ الإخراج المسرحي العراقي.
لا اغالي ان قلت، ان لدي قائمة واسعة من المخرجين المسرحيين العراقيين المغتربين، الذين اتخذوا من طابع الكسل والاسترخاء سياقا لاغترابهم المؤلم تحت يافطة منظمة الهجرة الدولية التابعة لمنظمة الامم المتحدة التي وفرت لهم السكن والحد الادنى من العيش في الولايات المتحدة وكندا واستراليا وهولندا والدنمارك، والبعض من اوربا الشرقية حتى وان كان حسابهم عسيرا مع المنظمة المذكورة التي تماطل في تحقيق مطالبهم.
واعترف ان في قائمتي الشخصية ثلة من الاصدقاء المخرجين المسرحيين المغتربين المعروفين منذ سنوات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم، امثال اسماعيل خليل الذي نشط كثيرا في اليمن الجنوبية خلال الثمانينيات مقارنة بزملائه أمثال علي رفيق، وحميد الجمالي، ولطيف صالح و فاضل السوداني، واسعد راشد ، وناجي عبد الامير، وعباس الحربي، وكريم رشيد، وفيصل مقدادي، حميد حساني ، وفارس الماشطة وهادي الخزاعي و خليل الحركاني وآخرين، كانوا من ضمن المشهد المسرحي المحترم، ولكنهم حينما غادروا العراق، اصبحوا أثرا بعد عين، وحالاتهم المسرحية حقا تتسم بالغموض والتعقيد مع التوتر وحالات الإحباط والإستعصاء.
فما يحصل اليوم لايمكن عزله عما جرى من قبل، فالوطن كان يعيش حالة من الصراع الدراماتيكي والنفسي طيلة عقود خمسة خلت، ضمن دوامة من التوتر، ارهقت المسيرة السياسية، فكان المغتربون العراقيون، يأملون ـ شأن كافة العراقيين ـ ان تكون الانتخابات العراقية، ركنا اساسيا من أركان الديمقراطية، وهي الطريق الأمثل لحل الاشكاليات وحسم الصراع، حول غربتهم الطويلة حتى وان شاركوا فيها عن بعد.
واعود الى اصدقائي المذكورين من اجيال المسرح المتعددة لأقول لهم: انكم يا أحبتي كسالى ... كسالى بحق، حتى وإن هدر اللسان مني، فللذكريات معكم أشكالها الكثيرة وهي دون غيرها الاكثر هوى وتقلبا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا


.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا




.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر