الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وانتصرت ديمقراطية الفقراء الوطنيين شافيز ...... تحية المقاومة لديمقراطية أمريكا

باسل ديوب

2004 / 8 / 22
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بعد انتصاره في الانتخابات السابقة وإقراره دستوراً جديداً هو أكثر دساتير العالم ديمقراطية يتيح للهيئة الناخبة مشاركة كثيفة في كل قضايا الدولة ،والإدارة ،و إزاحة السلطة التنفيذية في أي وقت قبل حلول موعد الانتخابات التالية ،أرادت البرجوازية الفنزويلية تطبيق هذا الحق الديمقراطي المتقدم بمواجهة من سعى جاهداً لإقراره انطلاقاً من الفهم العميق للديمقراطية، والثقة بأن توسيع الأفق الديمقراطي سيخدم أوسع الشرائح الاجتماعية إن هي اتحدت وتكاتفت ودافعت عن مصالحها .
البرجوازية الفنزويلية ولكرهها العميق لهذا الشكل الديمقراطي لم ترد أن تفسد الشعب باستخدام حق الهيئة الناخبة في عزل من انتخبتهم وتصبح القضية ( سُنّة ) للشعب الفنزويلي يطالب بها بعد لطش السلطة من شافيز فوجدت أن اللجوء للانقلاب العسكري هو أفضل الحلول وفرض الأمر الواقع وإشهار الديكتاتورية المقيتة في وجه شعب ذاق طعم الديمقراطية ،وأوصل ممثليه إلى الحكم ، فشل الانقلاب وأعاد مناصرو الرئيس شافيز رئيسهم الشرعي إلى
القصر الرئاسي رغم أنف واشنطن راعية الانقلاب رسمياً في فنزويلا ،وعرابة الديمقراطية في بلادنا، بعد فشل الانقلاب تسامح معهم ولم يلجأ إلى الانتقام لكن أعداء شافيز وإصلاحاته الإنسانية لجؤوا إلى التخريب الاقتصادي فأعلنوا الإضراب الشامل في ذلك البلد النفطي الذي عاش طويلاً في الفقر المدقع بسببهم ، لخلق أزمة اقتصادية شاملة وخانقة تطيح شافيز لكنه ونظامه أثبتا قدرة هائلة على والصمود التحرك وإفشال الإضراب الذي أطلقته الأوليغارشية المالية ومن ورائها انتهازيو قطاع النفط ،وللحقيقة فإن الأغلبية الساحقة من العاملين بأجر لم يضربوا وما حدث هو إغلاق المعامل وسحب خبراء قطاع النفط واحتكار المواد الغذائية ، وإلاق المتاجر الكبرى إضافة للأبواق الإعلامية الخاصة التي تسيطر عليها الطغم المالية،انكسر الإضراب فلجأ هؤلاء إلى الاستفتاء على إنهاء ولاية شافيز و الذي كان مناسبة لمصارحة ومكاشفة شعبية لنظام شافيز وشافيز نفسه أمام الشعب وأمام ناخبيه وكان الانتصار المدوي ثانية وخيبة حلف واشنطن المعادي للديمقراطية إذا ما مست إلههم المقدس ( دولار ) .
النصر ليس لشافيز وللقوى البوليفارية إنه لكل القوى المناهعضة للهيمنة الأمريكية والعولمة المتوحشة ، لقد أراد مستغلو الشعب الفنزويلي ملحِقو بلادهم بالإرادة الأمريكية إطاحة الرئيس الشرعي للبلاد بكل الوسائل الشرعية وغير الشرعية، مستغلين الدستور المتقدم ديمقراطياً لإعادة عجلة البلاد إلى الخلف، وإلغاء كل التحديثات القانونية التي قام بها شافيز،
و هذه التحديثات القانونية لم تشمل البعد الديمقراطي السياسي البحت بل تعدته نحو تثبيت قانوني لديمقراطية شعبية بفرض نظام ضريبي عادل وصارم على شركة النفط الوطنية و تأميمها لاحقاً ، هذه الشركة التي كانت بؤرة للفساد العولمي تمتعت بوجود طبقة من التكنوقراط المحليين لا يقلون برجزة عن أصحاب الأسهم فيها وشكلوا ضغطاً كبيراً على فنزويلا بإضراباتهم الموجهة أمريكياً ومن أصحاب رؤوس الأموال، و خصص 80 كم من الشاطىء الفنزويلي لصغار لصيادين (التقليديين) لحمايتهم من سفن الصيد العملاقة ، و لحماية الثروة السمكية في فنزويلا من الصيد الجائر الذي تمارسه السفن العملاقة الأجنبية
ثم أقر شافيز قانوناً للإصلاح الزراعي ، حيث أن 60% من الأراضي الصالحة للزراعة تحت سيطرة 10% من السكان وتم توزيع أراض غير مزروعة واستصلاح أخرى.
و افتتح مجموعة من المصارف الحكومية لإقراض النساء و الفقراء وتمويل مشاريع صغيرة بفوائد منخفضة أو معدومة . و أقر مجانية التعليم بالكامل مع إنشاء فصول دراسية خاصة (المدارس البوليفارية) تضم أكثر من مليون طفل من الفقراء والمعدمين الذين لم يتمكنوا بسبب سوء توزيع الدخل والاهمال الحكومي البرجوازي من الحصول على التعليم الأساسي ،
وقد شارك شافيز نفسه بتقديم الدروس التلفزيونية لتلك الشريحة.
وكذلك في المجال الصحي تمت استعارة التجربة الكوبية بمساعدة كبيرة من كوبا التي قدمت خبرتها في هذا المجال وهي رائدة على مستوى العالم وكوادر طبية كمساعدة لبلد لاتيني شقيق، هذا الزخم الشعبي على الصعيد الداخلي رافقه سياسة خارجية عالمثالثية مستقلة عن عواصم القرار العولمي، فكان شافيز أول رئيس أجنبي يزور العراق تحت الحصار، وكذلك إيران وليبيا وأعلنت بلاده رفضها القاطع للعدوان الأمريكي على الشعب العراقي، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ،وتمتنت أواصر العلاقة مع كوبا التي تعاني هي الأخرى من الحصار الأمريكي الوحشي منذ ثورتها قبل نحو نصف قرن، و البرازيل اللتان قدمتا المساعدة الهامة لصمود قوى الشعب الفنزويلي الحرة في وجه المخطط الأمريكيي لوقف تحولاتها الإنسانية، وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء لقد دخل شافيز الوجدان العالمي والفنزويلي بشكل خاص وغدا رمزاً لاتينيًا وأممياً كبوليفار وزاباتا وغيفارا وكاسترو .
لقد أصبحت دعوة شافيز لزيارة سورية ملحة جداً وضرورة وطنية، ولا بد من تطوير العلاقة مع هذا البلد النموذج والأمثولة للخيار الوطني والديمقراطي المستقل، و اقتراحنا برسم وزارة الخارجية السورية ،ونتمنى أن نرى هوغو شافيز قريباً على قمة قاسيون يزور صرح الشهيد مدشناً علاقة جديدة من التحالف بين الشعوب المناهضة للسياسة الأمريكية في العالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت