الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماركس والأفيون

نادر قريط

2010 / 7 / 22
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إعداد وتقديم نادر قريط
عبارة كارل ماركس (83ـ1818)الشائعة "الدين أفيون الشعوب" التي صاغها في مقدمته عن فلسفة الحق الهيغلية ( 44ـ 1843)(1) إحتفظت بديموتها لما فيها من بلاغة رفيعة، وبنفس الوقت إختزلت كاتبها بقسوة شديدة. ولعل ندرة الإتصال بالألمانية، وكثرة الإقتباس والترجمة عن لغات وسيطة قد ساهم أيضا في تشتت المعنى، ورسم صورة ضبابية عن هذا المفكر الشهير.
ولجلاء الصورة أقدم هذه المحاولة الترجمية المتواضعة لقراءة بعض المقاطع القصيرة لماركس، التي وصفها جون مولينو J.Molinoeux ب "أطروحة دكتوراة مختزلة"(2) أقول محاولة متواضعة لأنها لن تأتي بما لم تأت به الأوائل، لكنها فرصة لبث الشكوى والأسف مما تسببه الترجمة أحيانا من إلتباس وتشويش على العبارة والدلالة.
وتذليلا للمهمة إقتضت الضرورة فتح أقواس مساندة، ووضع هوامش لبعض المفاهيم الغامضة والمستترة في النص. ومع أن لغة ماركس تنهل من جدل هيغل ومبادئ كانت للإيتيك(علم الأخلاق) ومفاهيم الماديين الفرنسيين، إلا أن روح هذا النص المبكركانت مفعمة ببلاغة وشاعرية تقترب من أدبيات الإصلاح الديني.
ولاشك فإن ترجمة مقولاته يلزمها إزميل اللغة لنحت رديفها العربي، وهذه مهمة عسيرة أحيانا بسبب غياب السياق المعرفي الحاضن لتلك المفاهيم. وبكل الأحوال فهي دعوة للتذكير بلغة هذا النص وإستعاراته وبلاغته الأدبية، وما يتركه من إحساس فريد، خصوصا إذا عرفنا أن كاتبها كان شابا في الرابعة والعشرين.

من المعروف أن ماركس بدأ نقد الدين عام 1842 إلى جانب فويرباخ في جريدة الراين (3) ثم ما لبث أن إنتقد النقد الفيورباخي، هذا ما صرح به في رسائله إلى أرنولد روغه، حيث إعتبر صيغة فيورباخ في نقد الدين تنضح من تجارب شخصية كالموت والتوق للحب. في حين يرتبط الدين بالأوضاع السياسية للمجتمع. وبهذا أعلن نهاية هذا النقد، ثم أردف مباشرة بمقولته الشهيرة: "نقد الدين هو شرط كل نقد"
die Kritik der Religion ist die Voraussetzung aller Kritik.
ويتابع قائلا:(4)
إن أساس النقد اللاديني (يقول) بأن الإنسان يصنع الدين، فالدين لا يصنع الإنسان. إن الدين في الواقع هو وعي وشعور ذاتي، لإنسان لم يكتسب (يكوّن) نفسه بعد، أو لذاك الذي خسرها ثانية. إلا أن الإنسان ليس كائنا تجريديا من خارج العالم. الإنسان هو عالم البشر، الدولة، المجتمع، وكلاهما (أي) الدولة والمجتمع ينتجان الدين كوعي كوني مقلوب، لأنهما عالم مقلوب.
الدين هو النظرية العامة لهذا العالم، وخلاصته الموسوعية ومنطقه بصيغة شعبية (ولحظة) عزته الروحية وحماسته وزهده وتمامه الإحتفالي وعزاؤه العام وأساس ذرائعه (تبريره). الدين هو التحقق الخيالي للكائن البشري، لأن هذا الكائن لا يملك الحقيقة الحقّة. إذن فالصراع ضد الدين هو صراع غير مباشر ضد عالم، يكوّن الدين نكهته الروحية (5)
ثم يصل إلى عبارته الشهيرة فيقول:
Das religöse Elend ist in einem der Ausdruck des wirklichen Elendes und in einem die Protestation gegen das wirkliche Elend. Die Religion ist der Seufzer der bedrängten Kreatur, das Gemüth einer herzlosen Welt, wie sie der Geist geistloser Zustände ist. Sie ist das Opium des Volks
البؤس الديني هو بالمجمل تعبير عن البؤس الحقيقي، وهو الإحتجاج عليه، فالدين هو أنّة (زفرة) المخلوق المكروب (هو) القلب في عالم بلا قلب (رحمة) كما أنه الروح في ظروف بلا روح. إنه أفيون الشعب.
ملاحظتان: 1ـ معظم النصوص التي أعرفها ترجمت اللفط (bedrängten) ب (مضطهد) وهذا خطأ (يُسقط في الأدلجة؟) والصواب: من يعاني عسرا أو كربا أو ضيقا 2ـ لم يستخدم ماركس اللفظ الشائع لكلمة "قلب" بل إستخدم das Gemüth وتعني القلب كمركز للعاطفة والوجدان.
ثم يقول:
إن إقصاء (6)الدين بإعتباره سعادة وهمية للشعب هو مطلب لسعادته (الشعب) الحقيقية، مطلب (ودعم) للتخلي عن أوهام تكتنف حالته (وضعه)، إنه المطلب للتخلي عن الوضع االذي إستلزم تلك الأوهام. إن لبّ نقد الدين إذن هو نقد لوادي الدموع (7) الذي يمثّل الدين ضياءه المقدس(..)
نقد الدين يسبب الخيبة للإنسان، وعليه فهو يفكر ويسلك ويصيغ حقيقته كإنسان خائب بلغ رشده، لذا فهو يدور حول نفسه (أي) حول شمس حقيقته. فالدين هو الشمس الوهمية التي يدور حولها الإنسان (..) ثم يضيف هذه الفكرة:
Die Kritik des Himmels verwandelt sich damit in die Kritik der Erde, die Kritik der Religion in die Kritik des Rechts, die Kritik der Theologie in die Kritik der Politik.
إن نقد السماء يتحوّل إلى نقد للأرض، ونقد الدين (يتحوّل) إلى نقد للقانون (الحق) ونقد اللاهوت إلى نقد للسياسة.
وفي نهاية المقطع يقول:
ينتهي نقد الدين بدرس فحواه، أن الإنسان هو الكائن الأسمى للإنسان صاحب نواهي الإيتيك (الأخلاق) (8) والذي تخضع له كل الأحوال (الظروف) التي يكون فيها الإنسان كائنا مُذَلا مُستعبدا متروكا مُحتقرا.. إنها الظروف التي لا يستطيع المرء أن يصفها بأفضل من ذلك الفرنسي، الذي هتف إبان إعداد ضريبة (خاصة ب) الكلاب:
أيتها الكلاب البائسة! نريد أن نعاملك كالبشر.


هوامش

Karl Marx: Einleitung zur Zur Kritik der Hegelschen Rechtsphilosophie18441ـ

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=218193
عن الماركسية والدين (أكثر من أفيون) : نقديم وتعريب محمد الحاج سالم
rheinische Zeitung 18423ـ
4ـ ص 71ـ72 من نفس الكتاب المذكور في الهامش الأول
5ـ عبارة moralische Sanktion تشبه "الردع الأخلاقي"وهي بالمفهوم الكانتي سمة خاصة بالكائن العاقل لتحقيق أوامر الإيتيك
6ـ كلمة "إقصاء أو رفع أو تنحية" هي ترجمة سيئة ل Aufhebung وتنتمي لجدل هيغل Die dialektische Aufhebung وهو مفهوم نحته لعبور التناقض الجدلي، وذلك بإبقاء عناصره الإيجابية وتنحية السلبية عنه، والكلمة تجمع معنى العلو والإقصاء معا
7ـ تعبير وادي الدموع (أو الأحزان) ورد في المزامير بمعنى صحراء التيه والعطش
8ـ قصدت بنواهي الإيتيك المفهوم الكانتي kategorische Imperativ
وهو جوهر فلسفة الإيتيك (الأخلاق) عند كانت ويقوم على تفحص سلوك الكائن العاقل ومطابقته لمبادئ الإرادة (بمعنى: القيم العليا) وقد لخص هذا المفهوم في كتابه: Grundlegung zur Metaphysik der Sitten (تأسيس ميتافيزيقيا الأخلاق) قائلا: تعامل (أو اسلك) وفق مبادئ الإرادة (Maxima) كما لو أنك تريدها قانونا عموميا ساري المفعول. والتصور الكانتي الأولي يرى أن الأخلاق ليست بحاجة إلى علّة (إلهية) لتحديد الإرادة، ومن يطلب غاية خارجة عن الواجب الأخلاقي فهو برأي كانت إنسان تافه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا على هذا المقال
توما خوري ( 2010 / 7 / 22 - 13:28 )
شكرا على هذا المقال, توضيح اكثرمن رائع

سابقاt.khoury


2 - تنقيحات وتصويبات ضرورية ومنهجية 1
حميد خنجي ( 2010 / 7 / 22 - 14:41 )
الشكر والتقدير لك يا أخي الكاتب وزميلي ( في الموقع) على هذا الجهد التصويبي والتنقيحي الضروريين للمهتمين بهذا الامرغير الاعتيادي... وهو عمل جيد كونك متمكنا من لغة ماركس الاصل. لي طلب ياأخي اذا كان بإمكانك ان تقوم به في نفس السياق... وهو التأكد ايضا من المصدر الأصل ( الالماني) حول ما قد قاله ماركس في كتابه الموسوم، ال18 من بروميير، فيما يتعلق بتنبؤاته او استشرافاته المستقبلية- بشكل ادق- حول المحاولات العديدة القادمة للاختراق و تجاوز الرسمالية، للدخول الى المرحلة الاشتراكية وتعثر تلك المحاولات لمرات ومرات حتى تستقيم الامور في نهاية المطاف !.. ليس لدي الكتاب الآن ولا اتذكر بالضبط ان كانت الملاحظات موجودة اصلا في المؤلف ام لا... قرأتها مؤخرا في مكان ما.. وارى انه من المهم معرفتها من المصدر الأصل. مرة أخرى شكرا على تنقيحك للمسألة الأكثر اشكالية والمثيرة للجدل... ألا وهي: تشبيه الدين بالافيون حسب ماركس


3 - مع فنجان القهوة
رعد الحافظ ( 2010 / 7 / 22 - 14:47 )
عندما يطول غيابكَ يتوقع المرء عودتكَ بما يستحق القراءة مع فنجان القهوة والسيكارة
لاحظتُ مايلي
الترجمة , قد تُسبب فعلاً إلتباس بين النصّ الأصلي وبين المتلقي باللغة الثانية , لكن عموماً يمكن لنا القول أنّ في حالة / ماركس , فقد جذبت عبارتهِ التأريخية بسبب بساطتها ووضوحها ربّما العقول والأفكار , بحيث تغاضت الغالبية عن باقي تفاصيل مقصدهِ , لكن التوازن يعود للأشياء .. ولو بعد حين , بدقّة المتابعين أمثالكَ أخي
***
لاحظتُ أيضاً دقتّكَ المتناهية بقولكَ / لم يستخدم ماركس لفظة القلب الشائعة , بل كمركز للعاطفة والوجدان , وهو في الواقع الخطأ العلمي الذي نمشي عليهِ نحنُ العرب عندما نُحيل
تلك الوظائف للقلب بينما مركزها الحقيقي , دماغ الإنسان نفسهِ ( نقول/ قَسَت قلوبهم) , وأنت تعرف من بدأ بهذا
بالمناسبة فاللغة الجرمانية (الألمانية ) هي من شجرة اللغات /الهندوأوربية التي تنتمي إليها السويدية أيضاً , وكارل / تعني رجل , مع أنّهُ لايجوز ترجمة أسماء الأشخاص هههههه
لكن هذا حالي الذي يثير غضب إبني الكبير عندما أقول لهُ مثلاً / في شارع /ميرورنا ومعناها النملات
تحياتي لعودتكَ بقدر ثراء مقالكَ هذا


4 - هل كان ماركس ملحدًا؟
Yousef Rofa ( 2010 / 7 / 22 - 15:16 )
استاذ نادر: هل كان ماركس ملحدًا؟ قرأت ان ماركس كتب إلى صديقه أرنولد روج أنه يرفض لنفسه صفة *الملحد (التي تذكّر المرء بالأطفال وهم يؤكدون لكل من هو مستعد لسماعهم أنهم لا يخافون من البعبع) هل صحيح إن* موس هس**، الذي ضم إنغلزإلى الشيوعية،هو صاحب الفضل الأصلي في وضع شعار*الدين أفيون الشعب
الى متى!؟ أ. قريط سيبقى العالم العربي في حالة خضوع وجهل الكهنوت الرجعية.لأن كما تعرف حين شيّأ الثوريون الفرنسيون العقل واستولوا على ممتلكات الكنيسة المسيحية، نجحت الثورةالفرنسية،بفصل الدين عن الكنيسة.هل برأيك إذا المسليمين أخذوا ممتلكات القرضاوي!ههههة/ سينجحوا بفصل الدين عن الدولة لأن لا يوجد كنيسة في الإسـلام.ختامًا،هل انعكست الآية في بلادنا ورجع* القرد الى اصله وأصبح انسان غوغائي///تحياتي
Moses Hess**


5 - catharsis
عبد الحسين سلمان ( 2010 / 7 / 22 - 16:28 )
الصديق نادر
تحية عطره لك
يقول ج.طرابيشي في مقابلة له مع ابراهيم العريس في 30 كانون الثاني (يناير) 2006 ...أحلامنا الثورية والتقدمية أخفقت ... وعُدنا إلى العصور الوسطى.
والصديق نادر هو في مقالته العلمية ..ازاحنا للامام بعيدا عن القرون الوسطى
ومع احترامي الشديد للصديق رعد الحافظ: قرائتك هي عملية catharsis تحتاج حقا الى فنجان القهوة والسيكارة
عدم ترجمة ماركس بهذه النقاوه هي واحدة من اسباب عودتنا إلى العصور الوسطى.
شكرا والف شكر لك


6 - الدين مسعى بدائي لتصور عالم الكمال
صادق التميمي ( 2010 / 7 / 22 - 16:41 )
نقر ان مجتمعاتنا تم الاستيلاء عليها من خلال الظاهرة الدينية اذ ثمة وزن ثقيل للدين في التاثير في موزين القوى الاجتماعية ويجب الحساب له سيما تفشي هذا الفكر في اوساط الشباب. وفي مجتمعاتنا وهناك تياران فكريان في مجتمعنا للتعامل مع الظاهرة الدينية الاول الرؤية الرديكالية التي ترفض النص الديني باعتباره رؤية تجعل الناس ممتثليين خانعيين مندرجين بقوة في الواقع ورؤية اخرى تسعى الى ايجاد معنى تنويري داخل النص عبر قراءة حديثة تزحزح المعنى من شرطه التاريخي وتتلقفه في سياق حداثوي عقلاني اخذة بالحسبان ان الدين قوة اجتماعية يجب اختراقها عبر الاصلاح والنقد بغية تاصيل الافكار المرنة داخل النص الديني الا ان هذا التيار لايصمد في المقاومة في مواجهة بعض النصوص القطعية المعنى والدلاءلة اي النصوص التي لاتسمح بمنفذ لتاوئيلها هنا يتوقف هذا المنهج ويصل الى حتمية المنهج الاول مايحضرني هنا قول لما هو ان في داخل ماركسي صوفي كبير كما تم اتهام ماركس انه في والوقت الذي نقد الدين ق سقط في اليات التفكير الديني الخلاصي عندما افترض نهاية للتاريخ تتمثل بانتهاء فكرة الدولة وسيطرة طبقة العمل على السلطة وادارة نشاطهم


7 - تعقيب1
نادر قريط ( 2010 / 7 / 22 - 19:59 )
تحية وتقدير للأساتذة خوري وخنجي والحافظ وروفا والزبرجاوي والتميمي وشكرا على تفضلكم بقراءة النص والتعقيب عليه وإسمحوا لي أن أشرح لكم في هذا المقتضب بعض الملابسات والمعاناة التي خضتها حتى أني حذفت بعض المقاطع التي إلتبس فيها المعنى.
فقد حاولت منذ مدة تتبع السياق الذي ورد فيه هذا النص الشهير، وفي البداية ذهلت بلغته وبلاغته ، مع غموض بعض معانيه، فإستشرت بعض الأصدقاء المثقفين (من ناطقي الألمانية كلغة أم) أيضا أحسست بإعجابهم بالنص وغموضه عليهم، حتى أن أحدهم قال لي كان بإمكان ماركس أن يكون أديبا أعظم من غوته .ثم إلتقيت بأحد أساتذة الفلسفة الذي يستغرب جهلي وجهل أصدقائي وأخبرني بأن ـ نقد العقل الخالص لعمانوئيل كانت، الذي يُعتبر ذروة الفلسفة الأوروبية هو كتاب غير مفهوم حتى لبلأساتذة الفلسفة، ما أردت قوله أن ترجمة نص ماركس لايشترط معرفة باللغة فقط بل إلماما بالفلسفة خصوصا جدل هيغل وأخلاق كانت ومعرفة السياق الفكري التاريخي لأوروبا القرن 19 وبإمكاني أن أقول للأستاذ روفا بأن ماركس الشاب لم يكن ماركسيا وقتذاك ولم يكن قد وضع تصوره للمادية التاريخية ورأس المال .


8 - تعقيب2
نادر قريط ( 2010 / 7 / 22 - 20:05 )
وبالتأكيد كان لا دينيا في تلك المرحلة ولم يمكن ملحدا كالماديين الفرنسيين، لابل يخيل لي أنه كان أقرب لروح الإصلاح وليس للثورة ، والحقيقة أن كتاب : نقد فلسفة الحق الهيغلية قد نشره سوية مع روغه أو ( أرنولد روج) في معرض الكتاب الفرنسي أما عن عن علاقة هس وإنجلز ووقوفهم وراء الشعار، فمعرفتي محدودة .. أتذكر أنهما عام 1842 إنضما إلى حركة إشتراكية طوباوية تساند أفكار فيورباخ وهيغل، ولاشك فإن هس من أوائل الإشتراكيين الكبار وحاملي شعار مساواة المرأة بالرجل وإلغاء الطبقات ، لكنه تنقل في أكثر إتجاه قبل أن ينضم إلى أفكار زميله السابق ماركس (في مجلة الراين) لقد كان أيضا ماسونيا عريقا ومن آباء الحركة الصهيونية (قبل ولادتها) لذلك أصرت إسرائيل على نقل جثمانه من كولونيا عام 1961، لذا يا أستاذ خنجي أرجو أن تعذرني إذا ما تأخرت أو فشلت في تلبية طلبك على مبدأ (عواد لن يعيدها) فهذا النص القصير دفعني من أجل فهم مصطلح واحد فيه، لإعادة قراءة كتاب كانت عن ميتافيزيقيا الأخلاق ..مع التحية للجميع


9 - شكرا للأستاذ المحترم نادر قريط
أحمد أبو أحمد ( 2010 / 7 / 22 - 21:20 )
الله في المفهوم الماركسي هو ذات محددة الوجود تماما كما في المفهوم الكهنوتي ورفض مركس لهذه الذات المحددة الوجود وتعامله مع الدين على أنه منتج بشري يجعل منه أقرب للرسالة العليا لو جاز التعبير والمتمثلة في التوراة والقرآن من غيره من المؤمنيين ( العقائديين ) فالرسالة تنفي الذاتية المحددة لفاطر الكون وتجعل من مفهوم أسمه فيها عنوانا للسنن الكونية وقراءة ماركس للدين والإنسان والرأسمالية .. وعدائه لسلطة الكهنوت المتحالفة مع السلطة السياسية تجعل منه نبيا حسب المفهوم الرسالي للفظ .
وشكرا .


10 - احسنت
نيران العبيدي ( 2010 / 7 / 22 - 22:53 )
الاستاذ العزيز اعجبني ما كتبت وفعلا الدين هي الشمس الوهميه للانسان وهي احد نتاجاته ولا ضير منه اذا لم يتجاوز الحدود والسيطره على المجتمع وهو فعلا افيون لان الدكتور والبروفسور بافلوف اوصى لمعالجه المكتئبين مرضيا اي الذين يعانون من اكتئاب نفسي بالتوجه للدين ولاحظ استقرار بعض الحالات بهذا العلاج
تحياتي للطرح الجميل


11 - مجهود طيب
أشرف منصور ( 2010 / 7 / 22 - 23:11 )
في انتظار المزيد من هذه الترجمات الدقيقة الرائعة. لكنني لاحظت أن النص العربي أصعب وأعقد من النص الإنجليزي الذي اعتد قراءته كثيرا.


12 - طولت الغيبة
- الاردن صالح ابو طويلة ( 2010 / 7 / 23 - 07:35 )
صباح الخير استاذ نادر
طولت الغيبة.... وشكرا على تلك الملاحظات القيمة وانا من المتابعين الجادين لكتاباتك ومدونتك ايضا (كتابات نادر قريط) ...وقد ادرج موضوع من قبل في الحوار تحت عنوان الماركسية والدين واعتبر انه قيم وياريت تزودنا ببعض عناوين الكتب المهمة التي تتعلق باللغة او بالاخص قضايا البنيوية من اجل ان ننطلق نحو دراسة لغوية صحيحة وندرك ما تفعله اللغة في الفكر والواقع ، عثرت قبل فترة على كتاب لتشومسكي ولكن الامثلة كانت من اللغة اتوقع الفرنسية فتركته ، شاكرا لك لطفك واهتمامك


13 - تعقيب 3
نادر قريط ( 2010 / 7 / 23 - 09:52 )
أيضا الشكر موصول للأساتذة أبو أحمد والعبيدي واشرف منصور وصالح أبو طويلة .. وأتأسف للأخطاء الطباعية في التعقيب الأول .. فالقصد أن بعض النصوص تصعب أحيانا على ناطقيها فمابالك إذا ترجمت إلى لغات أخرى، لكن ماركس يختلف قليلا فهو مفكر شامل كتب تاريخ الفكر وفلسفة التاريخ والإقتصاد ..وما يعنيني شخصيا الجانب الإنساني والرومانسي أكثر من الأيديولوجي.. وحتى الحتمية التاريخية (ومجتمع اللادولة واللا مال) أجدها حقيقة وبعكسها فإن فناء الكوكب يصبح حتميا. [قبل أيام صرح أحد كبار علماء الميكروبيولوجيا الإستراليين (آسف نسيت إسمه مع أنه مكتشف الوباء الأرنبي في الخمسينيات) بأن الخراب الذي أحدثته الرأسمالية في الأرض لا يوصف وغير قابل للإصلاح وأن إنسان نهاية هذا القرن سيكون ديناصور المستقبل؟]
أ. صالح : لا أستطيع نصحك إلا بجومسكي فهو العالم الأهم في حقل اللسانيات، والأكثر أثرا في عصرنا، وأهم كتبه في هذا السياق (اللغة والعقل ، المعرفة واللغة ، مباني التركيب اللغوي) وفائدها العملية تعتمد على وجود ترجمات جيدة وشكرا


14 - مقالة رائعة
Salma Mousa ( 2010 / 7 / 23 - 12:50 )
الاستاذ نادر قريط المحترم

مقالة رائعة وترجمة فيها عمق وحب, واختيار رائع. ذكرتني بمحاضرات م ل والتي كنا نهرب منها لجفافها وياريت لو كنت استاذنا لما وصل حالنا الحال
تحية واحترام


15 - قبل أن يقولها ماركس فهي حقيقة
حسين محيي الدين ( 2010 / 7 / 23 - 16:18 )
شكرا للباحث الاستاذ نادر. حتى لو لم يقلها ماركس فالدين أشبه مايكون بفردوس الحالمين ونشوة المدمنين ونجاح موئمل للخائبين وسراب للعطاشى البائسين وعمل للتنابلة والمقعدين انما قالها ماركس ليدعوا الناس الى استعمال العقل وتحويل بؤسهم الى قوة حقيقية لتغيير الواقع المؤلم الى سعادة حقيقية بدون مخدرات ونبذ اوهام زرعها عتاولة العصور السالفة


16 - نريد أكثر
الحكيم البابلي ( 2010 / 7 / 24 - 04:07 )
شكراً للسيد نادر قريط على المقال والترجمة
بصراحة .... كنتُ أنتظر منك أكثر بعد طول غياب ، ولكن نُسامحك وعلى أمل أن تعود بنا لنوعية مقالاتك ونكهتك الخاصة
تحياتي


17 - ختاما
نادر قريط ( 2010 / 7 / 24 - 12:35 )
أشكر الأستاذة سلمى موسى والأساتذة الكتاب :حسين محي الدين والحكيم البابلي على آرائهم ومساهمتهم، وأعتذر عن التقصيرفالموضوع يستحق مزيدا من الإهتمام. وما كتبته في هذا المجتزء القصير محاولة لتصويب الرؤية فعندما يقول ماركس (الشاب):الصراع ضد الدين هو صراع غير مباشر ضد عالم، يكوّن الدين نكهته الروحية(إنتهى)فهو يعكس رؤية ناضجة إستوعبت وتجاوزت درس الثورة الفرنسية وإلحادية دولباخ وديدرو وويلات ومقصلة روبسبير ، وشعارات مارا الهستيرية التي أرادت تحريم المسيحية وتجريم معتنقيها.. هذه الرؤية لاتزال سارية المفعول في أيامنا وأراها شديدة القيمة في النقد الديني .. لأنه بالأساس ليس نقدا للمؤسسة الدينية فقط بل لأمهاتنا وآبائنا وشكرا


18 - للأسف
عمار نجار ( 2010 / 7 / 24 - 17:36 )
للاسف يا استاذ نادر و يا جميع الأخوة المعلقين .... فكر السيد ماركس فشل فشلا ذريعا وما زال البعض يتغنى بأقواله و كأنها كتاب مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه.
أين الحتمية التاريخية؟ و أين هو انتصار الإشتراكية ؟ و من اتحد من عمال العالم؟
حان الوقت لنا كعرب أن ننبذ ثوب الإشتراكية الكريه التي لم تأت لمجتمعاتنا إلا بالفساد و الخراب و الويلات ونرميها وراء ظهورنا وندوسها بأقدامنا كما فعل العالم كله و منه روسيا و الصين.
ملاحظة 1: آمنت لسنوات بالاشتراكية و محاربة الرآسمالية و الإمبريالية و بماركس و تروتسكي و لينين و ماوتسي تونغ و أنا نادم على كل لحظة من هذه السنوات لأنني اكتشفت انني كنت أسير في تيار عفا عليه الزمن و ثبت بالممارسة بطلانه.
ملاحظة 2 : الدين أفيون الشعوب ولكن الشيوعية هي السلاح الذي قتل هذه الشعوب .. لماذا يرفض أتباع الإشتراكية و الشيوعية اعتناق مذاهب فكرية أخرى ؟؟؟ ألم ييأسوا بعد من ماركس و انجلز ؟!!


19 - للسيد عمار
نادر قريط ( 2010 / 7 / 25 - 07:58 )
الأستاذ عمار: شكرا لرأيك مع أني كتبت عن موضوع آخر لا علاقة له بالشيوعية (كفكر تطبيقي وممارسة سياسية) تحدثت عن نص شهير كتبه مفكر يشهد له خصومه قبل أصدقاءه، وهذا النص لا علاقة له بفشل أو نجاح الشيوعية(هذا موضوع لا يهمني شخصيا) ..النص يلوم ضمنيا الترجمة ويعترف بصعوبة نقل الأفكار بين لغتين.وشكرا


20 - تعقيب
عمار نجار ( 2010 / 7 / 25 - 15:48 )
الأستاذ نادر
طبعا أستاذي الكريم و جهدك مشكور و أتمنى أن يتاح لك الوقت و الصحة واللياقة الفكرية لتتحف قراءك الكثر [وأنا منهم] لترجمة ما ترى أنه قد أسيئ ترجمته ونقله للعربية من اللغة الألمانية غير المعروفة لدى أكثر القراء العرب [خلافا للإنكيزية و الفرنسية طبعا] رغم وفرة ما كتبه أساطين الفكر و العلم الألمان [هيغل - نيتشة - فرويد-...الخ] الذين ترجمت أغلب كتبهم إلى العربية عبر وسيط من لغة ثالثة مما أضاع الكثير على القارئ العربي.
ولكن هذا لا يمنع أن نقول رأينا في الشيوعية كفكر سياسي و اقتصادي خاصة و أن المقال يندرج كما تم تبويبه ضمن خانة [أبحاث يسارية و اشتراكية]. ودمتم


21 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 8 / 18 - 08:22 )
أخي نادر العزيز ، شكراً لك وتحية لعودتك ، موضوع كعادتك شيق ، ما بين ماركس وريجيس دوبرية فهمان يبدوان متعارضان شكلاً بينما هما تعبير عن حالة واحدة ، دوبرية يعتبر أن الدين فيتامين الفقراء .... وهو فيتامين الوهم بسعادة قادمة مؤجلة .. لكن الأن ألا تلاحظ معي أن الأفيون الديني توحد مع الأفيون الحقيقي ..؟ وتحولت النصوص كافة الى مخدر وحجاب تخفي الحقيقة .. ملامح الموت الطائفي بسبب هذا الأفيون أصبحت أبشع من الموت النووي .. ولعل التفجير الأخير الذي حدث في العراق أبلغ تعبير عن حالة الأفيون الذي - نسي - فاعله، كما يقال أن هذا شهر - حرام - هذه نتائج حشو أدمغة الناس . اخي نادر تحية لك وشكراً على إهتمامك بصحتي .


22 - الشيوعيون العرب و أزمة ماركس الديني أو اللا د
جلال البحراني ( 2010 / 8 / 18 - 09:45 )
شكرا للأستاذ نادر..
دائما مقالاتك و أبحاثك تضيف لمعلوماتنا و تصححها!
لكن و الحق يقال، لقد فشل العرب و الشعوب القريبة منهم، عن تقديم ماركس الحقيقي عالم الإقتصاد، بل وقعوا في دعايات أعدائه من الرأسماليين الذين جهدوا في تعريف، ماركس الكافر، اللاديني إلخ، و يكفي أن تنظر لكم المقالات هنا في الحوار المتمدن التي تتناول ماركس من زاوية الدين و ماركس الإقتصاد ليستنتج الفرد منا ضحالة الشيوعيين العرب وجيرانهم في كيفية تقديم الفكر الماركسي!
زرت الهند مئات المرات، و تجولت في الكثير من مقاطعاتها، و ما يلفت النظر دائما في الشوارع هو كم المتسولين ، في بومبي و نيودلهي و مدراس، إلخ.
هناك مقاطعة كيرلا بالجنوب، وصل الماركسيين ( بقيادة إي أم إس نبودري) السكرتير العام للماركسيي الهند، و هكذا يدعون الحزب، وصلوا عن طريق الإنتخابات لحكمها لأكثر من 16 سنة، و تقريبا نصف شعبها ماركسي ( متدين )!! و فيها أستاذي العزيز لم أجد و يا للغرابة بالرغم من أنها من أفقر محافظات الهند، متسول واحد في الشارع، لا في ترافيندرم عاصمتها و لا غيرها من مدن!!
هناك وجدت حقا ماركس، سواء بالشعارات على الشوارع و حتى في سلوك الناس و في الم


23 - تكملة
جلال البحراني ( 2010 / 8 / 18 - 09:47 )
هناك وجدت حقا ماركس، سواء بالشعارات على الشوارع و حتى في سلوك الناس و في المكتبات العامرة بكتب الماركسيين!
لقد زرت مقار الحزب الشيوعي هناك و حاولت أن أحصل على كتب منهم لتجاربهم، و لكن للأسف كلها بلغتهم، الماليالم.. و ما هو متوفر بالإنجليزية هو لماركس أو لينين إلخ فقط
إني أدعو الشيوعيين العرب للتعرف على تجارب هؤلاء العمالقة و كيف قدموا الماركسية و تغلبوا على عقبة الدين!
إلتقط صورة ( للزعيم نبودري مع ياسر عرفات) كانت تزين أكبر شارع بالعاصمة كيرلا، سوف أحاول العثور عليها ثم أرفعها لكي تروها في تعليق أخر. إن أسعفني الوقت


24 - تكملة للوعد
جلال البحراني ( 2010 / 8 / 18 - 12:48 )
بالمناسبة، لدينا في البحرين و كذلك الخليج الكثير من العمالة الكيرلية.. و هم أكثر عمال الهند مهارة ، في الطب و الهندسة و غيرها، لي صداقات كثيرة معهم، إذ عملت لفترة من حياتي مع أحد مقاولي هندسة الطرقات ،، و تعرفت عليهم، و يفرحون بمجرد أن يعرفوا بأنك شيوعي!! و هم فئتان ، كل صباح يتعاركون مع بعضهم،، أولئك الماركسيين مع مؤيدي حزب المؤتمر!!
و لكن لم أجد واحد منهم سواء أطباء أو مهندسين لا يمارس الدين،، أو حتى يناقشة و يهتم له،، و يستغربون إذ أقول لهم بأن ماركس ضد الدين!!
الصورة
http://img844.imageshack.us/img844/8910/img3890small.jpg

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية


.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت




.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام