الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمهيد الطريق الثالث

محمد نبيل صابر

2010 / 7 / 22
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


تعيش مصر فى حالة من الاضطراب الذى يعتبره البعض مخاضا للتغيير والاخر يعتبره فوضى شديدة لا يدرى احد الى ان يمكن ان تقود هذا البلد العريق فالحقيقة ان الننخبة السياسية فى البلاد مشتتة حتى قوى المعارضة التى تطمح فى التغيير لا تعرف هوية ذلك التغيير الذى تسع اليه فمن ارتماء البرادعى فى حضن الاخوان وخلافات جمعية التغيير التى لا تنتهى الى العراك المستمر بين افراد تحالف احزاب المعارضة (الجبهة والناصرى والتجمع والوفد ) واتهامات العمالة والتخوين بل والامر امتد الى الخلافات الداخلية داخل كل حزب يفترض انهم يمثلوا مركز ثقل فى الشارع المصرى
كل ما سبق ترك مصر امام مفترق طريق يضم طريقين احلاهما مر
الاول هو ان تستسلم مصر الى مخطط التوريث فيتغير مبارك الاب الى مبارك الابن وتظل العصبة الحاكمة المستفيدة كما هى ويأتى مبارك الابن بفكره الرأسمالى شديد التطرف الذى يرفع يد الحكومة عن الاوباش -الذين هم بقية الشعب- ويجعلها تتفرغ لخدمة توسعات رجال الاعمال والمزيد من سحق الطبقات الفقيرة والكادحة والمزيد من اختفاء الطبقة الوسطى والمزيد من السرقة والنهب والانفلات ومخططات التمهيد لتلك الحقة سارية من الان من تدمير لتعليم وصحة وغذاء وكل ما له علاقة بمسئوليات اى ححكومة تتقى الله فى شعبها
الطريق الثانى هو ما تنبأت به مجلة الايكونوميست هذا الاسبوع من سقوط مصر فى مستنقع فوضى بعد وفاة مبارك الاب يؤدى الى سقوطها فى النهاية فى قبضة الاخوان المسلمين لاستكمال مسلسل تدمير مصر والحكم باسم الرب وانهاء ميراث يمتد لاكثر من قرن من الدولة المدنية والتى وان كانت مشتته احيانا اعتمادا على النزعة الدينية للشعب المصرى والتى ظلت سائدة من قبل الاديان وحتى تاريخنا هذا
ولكن كل هذا يتطلب تحرك النخب الواعية بعيدا عن شعارات البراادعى وجمعيته وايمن نور وبكائياته التى لا تنتهى وغيرهم من هواة ركوب الموجة .تحرك يلتزم وجه الوطن ومحاولة انقاذه من براثن هذا الفخ الذى يكاد يدمر وجه مصر الناصع والذى ندفع ثمنه يوميا وان كان بشكل غير مباشر ففى موجة العنف التى تجتاح البلاد العنف المنزلى الذى يمس اقرب الناس من ابن يقتل والده فى مسجد اثناء الصلاة الى مذيع مثقف يقتل زوجته بعد تدخين حشيش الى توترات طائفية لا تنتهى الى ازدياد زنا المحارم الى حوادث انتحار يومية
التحرك يتطلب فتح طريق ثالث امام الوطن طريق يعتمد على مقومات تذكر الوطن بحاله يوم كانت الاشتراكية تحكمه طريق يعتمد على تحقيق العدالة الاجتماعية وان الدولة المدنية هى الحل وان مصر تستحق الحرية والديمقراطية وان يكون معيار الرقى هو العمل الجاد والدوؤب من اجل غد افضل
طريق لا يرمى نفسه فى احضان جماعة من غيلان رجال الاعمال بل يدعم الصناعة والزراعة والتجارة وفى نفس الوقت يوفر للفقير حاجته من الغنى ويجعل العدالة الاجتماعية هدفا ونبراسا لا بفرض مزيد من الضرائب التعسفية ورفع اسعار سلع اساسية تسحق الفقير اكثر من اجل ان يزداد الغنى غنا ولكن باستحداث نظام جديد يفرض ضرائب تصاعدية ويحمل فوارق الميزانية على السلع الاستهلاكية المستفزة كغذاء الحيوانات الاليفة المستورد وضرائب معينه ونظم محاسبة خاصة لاراضى الجولف الشاسعة قرى الساحل الشمالى المحصنة.........الخ
طريق لا يرقع يد الدولة عن احتياجات المواطن بل يسمح بمجال للحركة للقطاع الاهلى فى التعليم والصحة دون ان يترك الفقير للموت والجهل والمرض ويقدم يد المساعدة للمحتاج من ان اجل ان يتعلم فيرتقى او يشفى من المرض فينتج لصالح المجموع
طريق يدرك ان الدولة المدنية هى الطريق لانقاذ مصر من فوضى وتوترات طائفية منتظرة وتزداد اشتعالا يوم بعد يوم
الا من مجيب من اجل مصر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ