الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن الشيوعيين الردئ

رزاق عبود

2004 / 8 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بصراحة ابن عبود
فى لقاءات تلفزيونيه عديده، تبجح الداعيه احمد الكبيسي، الذي يعيش فى ألأمارات العربيه المتحدة. عن نضالاته الطويله، وكفاحه المجيد الذي جمع فيه الملايين في سبيل ألأسلام واهله، خاصه الذين يعيشون فقرا مدقعا في اكثر مدن الأرض. بل ويعاملون كعبيد ارقاء في البلد الذي يعيش فيه. فلم يتجرأ يوما، بالأحتجاج على سوء معاملة المسلمين، ألأخوه في الدين، بهذا ألأسلوب الهمجي، او يتبرع كما فعل خليفة المسلمين ألأول بماله لنجدتهم.

الكبيسي هذا اتهم الكويتيين، وغيرهم بالخيانه، والعماله لأنهم ارادو مساعدة انفسهم، ومساعدة الشعب العراقي بالتخلص من صدام حسين وعصابته. بعد سقوط الطاغيه سافر الكبيسي الى العراق ليدعوا المسلمين الى ألأسلام. وليحصل على مغنمه بعد سقوط المسلم المؤمن، صدام حسين. ولما لم يجد من يسير ورائه، ولم يحض بعضوية مجلس الحكم، ولا حتى وزارة، او مديرية ألأوقاف. ولم يجد الرفاه الذي ينعم به في ألأمارات .عاد يلعب على الحبل الطائفي، وتحسر على تفرق السنه، وتشتتهم في مقابل اتحاد الشيعه ومرجعيتهم. متناسيا ان الشيعه عزلوا منذ العهد العثماني في العراق . وهم بعيدون عن الوحده، فلهم اكثر من مرجعيه، وليست مرجعيه واحده. كما ان الساحه الشيعيه تضم عشرات ان لم يكن المئات من الأحزاب الشيعيه. وبدل ان يوحد المسلمين، كما يدعي ويصرح، شجعهم على اقامة مجلس علماء المسلمين الذي يسميه العراقيون( سنه وشيعه) مجلس (العملاء) المسلمين لأنه تشكل بدفع اجنبي، وبتمويل اجنبي، ولمصالح اجنبيه، واختاروا موقف العداء لكل من يقف مع التغير التاريخي في العراق. وشجعوا نزيف الدم العراقي في الفلوجه، وسامراء، وديالى، والرمادي، والثوره، والنجف، وكربلاء، والبصره، والموصل وغيرها. فلا يهمهم سوى استعادة امتيازاتهم الضائعه التي حصلوا عليها مقابل صمتهم على جرائم صدام. الكبيسي هذا عندما يتحدث عن نضالاته في العراق يتحدث انه اعتقل، وعذب وطورد " زمن حكم الشيويين" في العراق.

شخص اخر كنت احترمه لأنتمائه القومي فقط، هو اللواء محمد عارف الذي اجاد فن البقاء، وكان مرافقا للملك غازي، وقريب من نوري السعيد، ووزيرا في عهد قاسم، والبعث، وعبدالسلام، وعبدالحمن عارف. وعاد الى العراق بعد انقلاب صدام/ البكر وبقي حيا حتى هذا اليوم بفعل صداقته لصدام(قالها بعظمة لسانه) .في عام 1963 وبعد انقلاب شباط الفاشي البعثي الذي اجهض ثورة تموز.استدعوه الى ألأذاعه حيث شاهد اعدام بطل الثوره، وقائدها النزيه الشريف المخلص الزاهد والبسيط كما وصفه، دون ان يحاول ولو منع هذه المجزره بحق الثوره وقائدها، وجماهيرها. بل شارك بمنصب وزيرمع بقية المجرمين. في حين رأى بنفسه، وكما يقول، الناس تذبح في الشوارع وهو في طريقه الى الأذاعة. عارف هذا هو الوحيد من المتذكرين والمؤرخين الذي اتهم الشيوعيين بقتل العائله المالكه. في حين انه نفسه يقول ان الثوره كانت عسكريه خالصه. ولم يعرف بها غير قاسم وعارف من دون بقية مجموعات الضباط الأحرار. وفي مذكرات عديده، وتصريحات كثيره قال نفس منفذي الجريمه البشعه، انها عمل فردي، وحدثت خطأ، وصدفه، وبسبب سوء فهم. فمن اين جاء الشيوعيون الى القصر الملكي وصفوا العائله المالكه اذن يا لواء عارف؟ وهذا العارف بكل شئ هو ألأخر يتحدث عن "زمن الشيوعيين" و"حكم الشيوعيين" في العراق. ويحملهم كل المجازر في هذا البلد، حتى قبل مولد ماركس، وانجلز، ولينين، وقبل ان تعدم حكومة نوري السعيد(الزاهد، الشريف، والوطني جدآ حسب عارف) زعماء الشيوعيين الين كانوا يطالبون بطرد الجيوش البريطانيه من العراق. والنظام الملكي لم يكن لا رجعيا، ولا عميلا. ولم يدخل العراق في حلف بغداد، ولم يعدم خلاله: (بس ثلاثه وهذوله كانو شيوعيين).

واليوم يدلي، تايه عبدالكريم، وزير بعثي سابق، وعضو مجلس قيادة ثورة، وقياده قطريه. وهو مثل سابقه عارف يجيد فن البقاء، وبس الله يعرف كيف. هو ألأخر يتحدث عن "حكم الشيوعيين،، و"زمن الشيوعيين"، و"فترة الشيوعيين". وكيف قتلوا، وسحلوا، وذبحوا، وسلخوا. نسي مؤمرات عبد السلام عارف، والبعث ضد سلطة الثوره الوليده. نسي محاولة اغتيال زعيم الثوره. نسي مؤامرات عبدالناصر، وعصاباته ضد ثورة تموز. نسى اعتداءات الحرس القومي على الناس وجرائمهم بعد انقلاب 8 شباط. نسي وقوفهم بوجه ألأصلاح الزراعي . والقانون رقم 80 حول النفط. ونسي محاولة استخدام الثوره الكرديه ضد ثورة تموز. ماذنب الشيوعيين اذا كان العراقيين يكرهون البعثيين من البدايه. منذ تأمرهم على الثوره وزعيمها الذى عفا عنهم فجازوه بقتله، ولا يعرف مكان قبره حتى ألأن. ما ذنب الشيوعيين اذا كان العراقيين قد اكتشفو مبكرا، ان البعث ورم سرطاني يجب استئصاله، والا فالويل، وهذا ماحصل ولا زال سم البعث يجري في الجسد العراقي قتلآ، وذبحا، وارهابآ، وتهريبآ، وسرقه ، وتخريبآ. ما ذنب الشيوعيين اذا كان العراقيين شاهدوا باعينهم، ولمسوا بالتجربه المرعبه سفالة، وعمالة البعث، وصلات قادته مع كل اعداء العراق من احمد سعيد،وفلول ألأقطاع المتضرره، حتى المخابرات الأمريكيه، وألأنجليزيه،واستخبارات الشاه، والرجعيات العربيه. هل يعقل ان الشعب العراقي كله كان من الشيوعيين. فلماذا اذن، اذا عجز الشرطي عن ملاحقه اي لص، او قاتل هارب ما عليه الا ان يصيح : بعثي .حتى يتبرع الناس جميعهم للقبض عليه؟ انا رأيت ذلك بعيني. وقاله تايه عبدالكريم ذلك بعظمة لسانه. فهل كان تايه شيوعيا.

في كل الأزمنه التي يتحدث عنها البعض: العهد الملكي، والجمهوريه القاسميه، والبعث في فترتيه . وألأخوين عارف، ثم ديكتاتورية صدام. كان الشيوعيين هم اول الضحايا، وهم اول من تلقى الضربات، وامتلأت بهم السجون، والمعتقلات، واعدموا، وعلقوا في ساحات ألأعدامات، ودفنوا احياء، والقي بهم من الطائرات في الصحاري، والقفار، وامتلأت بهم المقابر الجماعيه، ولقوا التعذيب، والتغريب. اغتصبت اخواتهم، ونسائهم وامهاتهم امام اعينهم لأجبارهم على الوشايه. قطعت اوصال اطفالهم امام اعينهم، هدمت بيوتهم، فصلوا من وظائفهم. تشردوا وجاعوا، وهاموا في البساتين، والبراري، والقفار، وسمي حزبهم بحزب الشهداء.

ولم اسمع او اقرا في كتب التاريخ مايشير الى حكومه شيوعيه نشرت الذعر، وألأرهاب في العراق. حتى حكومة(وزارة) الثوره ألأولى، وزعيمها المتهم بانه يوالي الشيوعيين كان فيها بعثي، ولم يكن فيها شيوعي. ولما ضغطت الجماهير استوزر سيده شيوعيه في وزارة غير اساسيه، ولفتره لم تدم طويلا. في زمن البكر/ صدام. زمن مايسمى الجبهه الوطنيه والقوميه التقدميه. كان هناك وزيران بألأسم. وزير دوله (لا يحل، ولا يربط) ووزير ري في فتره حرجه، و في اثناء مشكله عويصه. اختير ليكون واجهة خلافاتهم مع سوريا وسد الفرات . او كما يقول العراقيون( وجه كباحه). فعن اي زمن تتحدثون ايها الساده؟ مثلما عاصرتم ألأحداث عاصرها غيركم. اتقوا الله فيما تقولون ان كنتم مؤمنين. واتقوا ضميركم ان كنتم رواة صادقين. واتقوا النتائج أن كنتم وعاظ تقصدون الخير. وقبل كل شيئ اتقوا التاريخ ولعنته، وانتم كبار السن. فما تقولوه تقرؤه، وتسمعه اجيال تريد ان تعيش العراق الجديد. فهل وراء مذابح النجف، وكربلاء، والثوره، وسامراء، والفلوجه، والموصل، وكردستان والبصره و..و... شيوعيون؟

ربما سيأتي ابناء الكبيسي، وعارف، وتايه. ليكتبوا، او يتحدثوا امام شاشات التلفاز عن ذكرياتهم (ألأمينه جدآ) فينسبوا كل ما قام، ويقوم به بن لادن، والزرقاوي، وشارون، وصدام، وعلي كيمياوي وغيرهم من المجرمين القتله الى" زمن" الشيوعيين الموجود في مخيلات مريضه لبعض الناس. متى يتخلص البعض من احقادهم؟ متى يكفوا عن دس سمومهم في عسل الذاكره؟

امل ان يكتب التاريخ اناس لا يعرفون كلمات تحامل، او تزوير، او تحوير. امل ان يحصل ذلك فزمن الشيوعيين الغير ردئ قادم لا محاله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق