الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم في الانروا الى اين

عصام الحلبي

2004 / 8 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تستوعب الانروا في مدارسها الغالبية العظمى من طلبة شعبنا الفلسطيني والذين ينكبون على العلم بكل جوارحهم لأنهم يعلمون انه السلاح الوحيد في سبيل التطور والرقي الإنساني والحضاري, ولأنه ضمانة ولو نسبية بمواجهة مصاعب الحياة ومخاطرها والتي يعيشها ويكابدها شعبنا الفلسطيني منذ النكبة في العام 1948 وحتى اليوم في مختلف أماكن تواجده وللجوئه ألقسري عن أرضه المغتصبة.
هذه المدارس والتي تشرف عليها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الانروا" باتت تعاني من تقصير متعمد وخطير في أدائها من قبل إدارة الانروا منذ عشر سنوات ونيف تجاه مجمل شعبنا اللاجئ منذ العام 1948 إلى مخيمات الشتات وبشكل خاص في مخيمات لبنان. حيث طالت سياسة الانروا مختلف التقديمات تقريبا في المجلات الصحية والتعليمية والاجتماعية والمعيشية, حيث بدأت في مجال التربية بإلغاء توزيع ألقرطاسيه والدفاتر على الطلاب رغم حالة العسر التي يعانيها ذوي الطلا ب حيث بدأت تطلب منهم دفع رسوم تسجيل سنويةودفع ثمن اوراق الامتحانات , ورغم الزيادة الكبيرة في عدد الطلاب امتنعت عن بناء مدارس جديدة او توسيع الموجود منها لاستيعابهم ولجأت الى نظام الشفتيين في التعليم خلال نظام الدوامين الصباحي والمسائي وتقليص ساعات التعليم وحشر أعداد كبيرة من الطلاب في غرف ضيقة, وأمام هذه الأعداد الكبيرة من التلاميذ والصفوف والمدارس المستخدمة لم توفر الكادر التعليمي الكافي لها وتركت العديد من الصفوف دون مدرسين او موجهين, هذا عدى عن عدم توفير النقاط الأخرى ساهمت ولا زالت تساهم في تدني المستوى التعليمي لطلابنا اللذين كانو مضرب المثل في الوطن العربي بنسبة المتعلمين والمتفوقين منهم.
انطلاقا مما تقدم وحرصا على أخلاقية الانروا الإنسانية ودورها الموجب لإنشائها وحتى لا تتحول الى اداة تساهم مع العدو في هدم الإنسان الفلسطيني, وحتى تبقى في مكانها الخلاق والسامي.
تميز الشعب الفلسطيني بالنسبة الكبيرة من المتعلمين فيه رغم كل ما تعرض له من استلاب لأرضه ووطنه ومن مجازر وأهوال على مدار السنوات التي تلت نكبة العام 1948 التي تولت على اثرها الانروا شؤون الفلسطينيين في مختلف نواحي الحياة وتولت إدارة مؤسساته الصحية والإدارية والخدماتيه والتربوية والتعليمية, وقد برز الطالب الفلسطيني دوما فيها على أقرانه من طلاب الدول المضيفة, وكان للمدارس في الانروا سمعة طيبة في طريقة التعليم ومنهجيته وخرجت العديد من الكفاءات والخبرات والقدرات التي أسهمت بشكل فاعل في تطوير مجتمعاتها المضيفة او في دول الاغتراب ألقصري ولكن منذ سنوات عشر تحولت الانروا إلى اداة تحاول النيل من عزيمة وصمود وتمسك هذا الشعب بحقه وأرضه, وعودته الى ارض وطنه. والشعب الفلسطيني في دول اللجوء وقد يقبل ان يحرم من الاعاشة ومن حبة الدواء ضمن سياسة التقليصات التي قامت بها الانروا في السنوات الاخيرة ولكنه يعتبر العلم ومستقبل اولاده خط احمر لا يمكن وغير مقبول المساس به. ولكن الانروا لم تابه بوجبها الاخلاقي والانساني والمبادئ التي قانت عليها, ولم تأخذ أية اعتبار لتزايد اللاجئين الفلسطينيين في دول اللجوء وخصوصا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان, فلم تتوسع ببناء المدارس بما يتناسب مع الزيادة بعدد الطلاب, بل حولت المدارس القامة أصلا لاستيعاب 5000 تلميذ إلى مستودع كبير يضم في جنباه 30000 طالب دون أي اعتبار أخلاقي او إنساني وقلت عدد ساعات الدراسة المعروفة عالميا لتعمل نظام الدوامين وأنجبت كل مدرسة مدرسة أخرى وحشر الطلاب في صفوف لا تستوعب نصف ما يحشر فيها من تلاميذ كما المواد المراد تعليمها في أذهان الطلاب حشرا دون توفير أي مواد توضيحية او استبيانية مما اثر على نفسية الطالب وبينما نرى ارتفاع نسبة الأمية والجهل وعدم الثقافة بين صفوف الطلبة, وارتفاع معدلات الرسوب والتسرب من المدارس بل أصيب الجسم التعليمي بالترهل وعدم المسؤولية أحيانا تجاه ما يجري لطلابهم.
وحتى هذا الجسم التعليمي لم يعد يخضع لدورات تاهيلية لمتابعة تطورات العلوم الحديثة ومستجداتها, بل وحرم هذا المعلم مثل تلاميذه من المناخ والأدوات المختبرية والتعليمية التي تساعده على إيصال المعلومة إلى ذهن الطلاب, وبات المعلم أيضا محشورا مع تلاميذه الكثر بين كثرة المواد وضيق الوقت أن لشرحها او للطلب من التلاميذ قراءتها او شرحها.
إلى متى تبقى الانروا تمارس هذه السياسة تجاه اللاجئين الفلسطينيين والتي أصبحت يقينا حلقة من مسلسل التآمر على القضية الفلسطينية وحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها بفعل الاحتلال الصهيوني وجرائمه ومجازره ضدهم نساء وشيوخا وأطفالا ومؤسسات على مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي الحضارة ويغمض عينه حيال جريمة بحق الفلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران