الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحملات الإنتخابية

حميد المصباحي

2010 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الحملات الإنتخابية فعل سياسي،الغاية منه حث الناس على المشاركة في التصويت،واختيار المرشح أو البرنامج المعبر عن تطلعات الناس والمحقق لحاجياتهم المادية والرمزية،إنه فعل سياسي في عمقه،به يتقرب الساسة من المصوتين،ولكنه أيضا وسيلة لقياس درجة تفاعل الناس مع الأحزاب السياسية ومدى تأثيرهم على اختياراتهم،التي تتحول بفعل متغيرات كثيرة،أهمها التحولات التي تطال ذهنية الناس وسلوكاتهم تجاه الكثير من القضايا ،فالأحزاب تعتبرها أيضا جسا لنبض الشارع وما يعتمل فيه من أفكار حول السياسة العامة والساسة أيضا من مختلف التوجهات السياسية والإيديولوجية،بهذا الشكل يدرك الحزب انتصاراته وهزائمه،فهي لحظة إنصات للمصوتين،ليست معتركا لتجريب الخطابة السياسية ولا طريقة لتجديد التواصل الذي قطع منذ فترة طويلة،لكن من له القدرة على جس نبض الشارع وهو في لحظة غضب من كل شيء؟
وكيف ينبغي أن تتم عملية التقرب منه وهو في أوج تجاهله لما هو سياسي؟وكيف يمكن إقناعه بالمشاركة وتجسيد اختياراته؟لا أحد له القدرة على القول بأنه يملك حقيقة المصوتين في المغرب،فالسياسي لا ينطلق من بحوث ميدانية،أو استقراءات الأصوات،اللهم بعض المبادرات التي تلجأ إليها مؤسسات أجنبية تثار حولها ضجة سياسية من حيث مصداقيتها والغاية السياسية منها،لكأن رجل السياسة في المغرب يريد احتكار القول السياسي له وحده،إنها لعبة الخوف من الإحصاء والتتبع اليومي لما يتحرك في الشارع المغربي،فرجل السياسة راكم أشكالا للتواصل مع داعميه الذين يعرف اللغة التي يفهمونها،فما هي أشكال التواصل المعتمدة من طرف الساسة المغاربة؟
1لغة الوعود
هناك ساسة في المغرب لا يعتمدون إلا على الوعود التي يوزعونها على الناس،خصوصا ذوي الحاجات والمكتوون بنار الفقر والعطالة التي طالت كل الفئات،وليس أمامهم إلا تصديق الوعود،مهما كانت صعوبة تحقيقها،فالحلم حاجة ليس بإمكان المغربي الإستغناء عنها في كل الظروف،فهو يربح ولاء صاحب سلطة يمكنه اللجوء إليه كلما ضاقت به السبل ولم يجد من ينقذه من المصائب التي تحاك ضده أو تتربص به في معترك الحياة القاسية،عليه أن يتعلق برجل له نفوذ،اللجوء إليه عادة مغربية لا محالة مطلوبة ومستساغة في المستشفيات ومصالح الأمن ومؤسسات القضاء،فهو يحتمي بذوي الخبرات من هؤلاء المصوت عليهم من طرفه وطرف أفراد أسرته،التي يتاجر بها،لربح مثل هذه العلاقات.
لغة الإنتماء2
لكل حزب في المغرب قاعدته الثابتة،تلك التي يلجأ إليها في صراعاته وتنافسه مع خصومه السياسيين،هي لحمة التحالف بين مناضليه والمتعاطفين معه،ما أن يسمعوا بتعرضه لهجوم حتى ينسوا كل ما لم يتحقق لهم من امتيازات ومصالح،ولذلك عندما تقترب الإنتخابات تزداد حدة الصراعات السياسية،وتستخدم فيها كل أساليب الحث على تجسيد الإنتماء للحزب المعرض لهجوم يتطلب ردا حاسما على الأعداء والخصوم،هنا تحدث عملية استنفار كلي،لا يتخلف عنها إلا من تنكروا لتاريخهم المجيد،وعظمائهم من القادة الذين رصعوا وجودهم بإشراقات النضال والصمود في وجه الإستعمار وأعوانه من الخونة ،هي لحظة المواجهة والدفاع عن عزة الوطن والمباديء،بهذا الشكل تنبعث القاعدة من الرماد وتتجدد الصلات السياسية موظفة كل العلاقات ،العائلية والمهنية والسياسية العامة،لأجل الوقوف في وجوه المهاجمين وردهم كواجب بعيدا عن كل الحسابات السياسية والإنتخابية.
3لغة التدين
حيث يصور الحزب الديني فعله السياسي كجهاد ضد الكفار والمارقين،مما يدفع بالمتدين إلى الإستجابة الفورية وكأنه مهاجم يتماهى مع الناشرين للدين في أوج المواجهة مع كفار قريش أو ملحدي الإتحاد السوفياتي،فيعوض الحالمون بالهجرة نشرا للديانة هجرتهم بالإمتثال لأمر حزبي وكأنه أمر إلاهي الغاية منه نشر الدعوة والتصدي للفساد وروح الجاهلية،وكل من تخلف عنه فهو مرتد أو معطل لواجب النصرة،التي حث الإسلام عليها ودعا كل القادرين إلى استنفار قواهم،تطبيقا لحكمة الحملة ذات الأجر الدنيوي والأخروي،بهذا الشكل تتحرك فعالية الإنتماء العقدي وتتخذ لها شكلا سياسيا دو أبعاد دينية،تعفي المنتخب من شرح البرامج ومحاسبة الخصوم،من خلال اختزالهم في الكفر أو الفسق,
حميد المصباحي عضو اتحاد كتاب المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية