الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب رؤية فلسطينية ثورية

جورج حزبون

2010 / 7 / 24
القضية الفلسطينية



بتاريخ 27 نوفمبر عقد مؤتمر أنابوليس، بدعوة أمريكية وبحضور أربعون دولة منها سوريا والسعودية، وأقر المؤتمر إلى جانب الدعم المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية، مبادئ سياسة هامة، أبرزها البدء بمباحثات فورية ومباشرة، وقف الاستيطان، دولتين لشعبين كقاعدة تفاوض. كان ذلك في نهاية فترة رئاسة جورج بوش وبرعاية وزيرة خارجيته (رايس) وفي فترة النهاية لحكومة أولمرت ووزيرة خارجيته ليفني ، وبالفعل جرت المحادثات ،وتوقفت انتظارا لعملية التغيير قي الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية، واعتبار القضايا التي توصل إليها المتفاوضون ملزمة، والمطلوب المواصلة والدخول في أمور الحل النهائي.
ثم جاءت إدارة أوباما وقدمت منظورا إيجابيا برؤية منفتحة تجسد في خطاب الرئيس أوباما في جامعة القاهرة، التي اختارها لتوجيه رسالة للعام العربي والإسلامي، وقد حدد موقفه حين دعا لدولتين لشعبين، ودعا للسلم وحق تقرير المصير.
وفي إسرائيل اختار الناخبون حكومة يمينية برئاسة ( نتنياههو ) المتحالف مع ممثلي المستوطنين، فتنكر لكل ما سبق، واعتبر عصره بداية جديدة لتاريخ العلاقة مع الفلسطينيين!! واستند الفلسطينيين إلى الموقف الأمريكي حيث هو من رعى المفاوضات وعليه مسؤولية أخلاقية، وماطلت إدارة أوباما، وناورت، وعينت مبعوثا خاصا (جورج ميتشل) ودعت لمفاوضات مباشرة، دون أية مراعاة لنا سلف وما شهدت عليه وما طالبت به وما وعدت، واختارت أهون الشرين وهو دعم إسرائيل.
لقد أصبح مملا القول بالعلاقة بين أمريكا وإسرائيل، فهي محسومة بالتاريخ والديمغرافيا والإستراتيجية، خاصة حين تجد أمريكا نفسها تفقد نفوذها بالشرق الأوسط، وتتفاقم الأزمة الإيرانية، وتشتد أزمتها في أفغانستان وباكستان، فإنها تجد حليفا مضمونا في إسرائيل لا تغيره المبادئ ولا الأخلاق، بل إن وجود هذا الحليف مرتهن بالتحالف مع أمريكا وإن كون إسرائيل عبارة عن كيان مسلح ونظام إسبرطي، فلا مجال لأية خسارة أو ضرر بهم مضافا لذلك أن حوالي 40.10% من إجمالي يهود العالم يعيشون في أمريكا، وإن 40.09% يعيش في إسرائيل، وهذا تداخل غير معروف في التاريخ كما وإن أمريكا إمبراطورية مستوطنين وإسرائيل كذلك، وإن بينهما نشأة واحدة، وليس صدفة إن أغلب المستوطنون الإرهابيون هم القادمون من أمريكا، فهماك ثقافة الإشادة بالاستيطان والاعتداء على المواطنين الأصليين، هناك هنود وهنا فلسطينيون.
تتجه السلطة الفلسطينية، إلى تعريب الصراع، والعودة إلى قومية المعركة، وهي عودة صحيحة، تنشط العمق العربي، وتعيد الروح لحركة القومية العربية، لكن الإشكال إن العودة متأخرة خاصة وإنها تعود للأنظمة والجامعة العربية، وهي جميعها غارقة حتى النخاع في أزمات لا متناهية في اليمن ولبنان والسودان والعراق والقائمة طويلة، وفلسطين لا تستطيع أن تكون بندا على الأجندة العربية، والأنظمة العربية لا تستطيع أن تدخل في مواجهة مع أمريكان سواء بالنفط أو بالشراكة الاقتصادية ناهيك عن الأزمة الإيرانية وضرورة وقف التمدد السياسي الإيراني، الذي أصبح هاجسا قوميا ودينيا للدول العربية، رغم أن هناك من يحاول الاستفادة من الحراك السياسي التركي، لعله يوازي الدور الإيراني دون احتساب أن للأتراك أيضا غايات لا تدخل في أجندتها معاداة أمريكا دفاعا عن العرب، فهي مرتبطة باتفاقات عسكرية واقتصادية هائلة مع أمريكا تجعل من الخلاف معها خطرا لتركيا الصاعدة ذات الطموح السياسي بفعل تنامي إمكانياتها الاقتصادية المدعمة أمريكيا وليس فقط عبر اتفاقية(الكويز) التي اقرها الكونغرس تشرين الثاني 1996 وبموجبها تنشئ مناطق صناعية وفق قانون( 6955) حيث يسمح للدولة الراغبة في الانضمام بإدخال منتجاتها دون ضرائب أو جمارك لأمريكا شريطة أن تكون إسرائيل شريكا في تلك المناطق الصناعية بنسبة 11.7% وأمريكا15% وقد وقعت تركيا وأنشأت عدد من تلك المناطق مما حفز اقتصادها وساهم بتطويره.
في ظل تلك القراءة، ومع تفاقم الأزمة السياسية الفلسطينية خارجيا وداخليا، والتي كان أخرها إلغاء الانتخابات المفترض إجرائها يوم 17-7-2010، فإن الانقسام يزداد عمقا، والتفاوت بين الأطر السياسية يتسع، والشعب الفلسطيني أصبح يعيش أزمة ثقة، وقلق من القادم، رغم إن السلطة وفرت حالة مريحة من الأمن الداخلي، إلا أن شعبنا يعيش بدون رؤية مستقبلية لا تعنيه أو تسمنه الشعارات فقد رفعناها قرونا، وقدمنا من التضحيات بحورا من الدماء والعذاب.
ومع عدم الإنكار لحالة التحسن الداخلي، إلا أن انسداد الأفق السياسي وارتفاع الأسعار، وتدني الأجور، لا تجعل المواطن يشعر بالاستقرار، بالإضافة إلى القائم من التنظيمات السياسية لم يعد مقنعا بقدر ما أصبح يملك هامشا ضيقا تم فحصه في معركة الانتخابات لصيف 2010 والتي ألغيت بفعل قناعة كافة الأطر وفي مقدمتها حركة فتح بضعفها المزري حيث يكفي أن الجميع التجئ إلى العشائر بما فيها اليسارية لتفقد مصداقيتها وتظهر للجمهور هشاشة بنيانها وصعوبة أزمتها.
تستطيع القضية الفلسطينية أن تنتظر، ويملك الشعب الفلسطيني من المقومات والتراث ما يجعله جاهزا للصمود أجيالا دون تفريط أو مساومة، لكنه لا يستطيع أن يظل في خانة الانتظار حتى تنتهي القيادات من إشكالاتها وأساليبها التجريبية، فالمرحلة بكل ما تحمل من مفارقات وصعوبات، إلا أنها تطرح رؤية هامة لمواصلة الكفاح وهي إنهاء حالة التعابث الداخلي والخارجي، وفقط طرح برنامج سياسي يقدم لأمريكا وإسرائيل تصادما يوقف الدعم المالي واللوجستي وإسرائيل لم تعد تملك ما تفعل أكثر فالقدس لا زالت تحت التهويد والجدار يبنى والأرض تصادر فلماذا نفاوض؟ على رفع بعض الحواجز؟ وبعض V I P (فبلا منها) .
شرق القدس عام 1967 6.5كلم مربع والغربية 24كلم مربع والآن وصلت القدس إلى مساحة 126كلم مربع والجدار طوله 651كلم مربع، وإسرائيل تعلن القدس موحدة وتستمر في المنهج العدواني للمدن والقرى، وتستوطن الغور ويعلن نتنياهو أن منطقة الأغوار خط الدفاع الإستراتيجي، ونصر نحن الفلسطينيون على حدود حزيران والقدس عاصمتنا، ونحن هنا أمام برنامجين مختلفين، لا يشعر الاحتلال انه مأزوم في هذا الوضع، ولا يشعر أنه لا يستطيع المواصلة والصمود حتى يحقق أفضل ما يمكنه، فهذه حال يجب دراستها والتعامل على أساسها وليس بالعودة إلى شعار السادات 99% من الأوراق بيد أمريكا، مما يعني أنن نفاوض من موقع ضعيف ولا نملك خيارا آخر مع أن الخيارات مفتوحة بالعمق الشعبي العربي وبالاستناد إلى طاقات الشعب الفلسطيني ومصارحته بدل إدخاله في حالة تنافس على المناصب والوزارات التي كثر فيها التقول والازدراء وغير ذلك. خاصة هذه الايام والحديث جاري عن تشكيل وزاري ، وكان المهم المناصب وليس البرامج الكفاحية ، الرحلات وليس الفاءت مع الجماهير ،.....









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ جورج حزبون
خالد عبد القادر احمد ( 2010 / 7 / 24 - 08:47 )
تحية وبعد
اتفق مع رسمك لصورة الوضع الفلسطيني في الصراع, والمطلب الذي جعلته عنوانا للمادة, ولا يمنع ذلك اختلافي مع اتفاقك على تعريب القضية فانا ارى ان تثوير الرؤية الفلسطينية ياتي من (استكمال ) فلسطنتها لتوضيح تخوم المصالح المتحققة (التخوم ) في الواقع الموضوعي, وتمييز ذلك عن وجود حالة عداء مشتركة لعدو واحد, تتطلب تنسيق جهود مواجهته فليس مهمة النضال الفلسطيني التراجع الى هدف شعار لا دراسة ولا تدريس بدنا الوحدة مع الرئيس كمقدمة لعملية تحرير فلسطين والتي تعني الان تحقيق انجاز تفاوضي

اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله