الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشرذم اليسار نصر لليمين، سلوفاكيا مثلا

نضال الصالح

2010 / 7 / 24
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


قبل أسابيع إنتهت الإنتخابات البرلمانية في جمهورية سلوفاكيا بفوز الحزب الحاكم حزب الإتجاه (سمير) ولكن فوزه لم يمكنه من إستلام الحكم بسبب إتحاد الأحزاب اليمينية ضده والتي إستطاع إئتلافها أن يفوز عليه بسبع نواب مما خولها بتشكيل الحكومة. حزب الإتجاه، حزب يساري وسطي، حكم سلوفاكيا لمدة خمس سنوات في إئتلاف مع حزبين صغيرين، قام خلال فترة حكمه بعدد من الإجرائات في مصلحة القوى العاملة والمتقاعدين. لقد ألغى رسوم زيارة الطبيب ورسوم الوصفات الطبية ورسوم الإقامة في المستشفيات ومنح المتقاعدين شهرا إضافيا فاصبح المتقاعد يقبض ثلاثة عشر راتبا. ورغم الأخطاء الذي وقع فيها خلال حكمه إلا أنه منح القوى العاملة مكاسب مهمة كما رفع من مستوى معيشتهم وبنى الطرق السريعة وشجع الإستثمارات المحلية والأجنبية. ولقد كانت سياسته الخارجية متزنة فسحب الجنود السلوفاك من العراق وأبقى على المختصين بنزع المتفجرات لمساعدة العراق في نزع المتفجرات التي خلفتها الحرب عليه. كما طور العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع روسيا والصين.
لقد إشترك في الإنتخابات عدد من الأحزاب اليسارية الصغيرة والتي ظهر بعضها قبل الإنتخابات بوقت قصير، مما فرق أصوات المؤيدين لليسار وأعطى الفرصة لنجاح قوى اليمين. لقد حصلت هذه الأحزاب نسب بسيطة من أصوات الناخبين بعضها لم يتعد الواحد في المئة ولم ينجح أي من هذه الحزاب بما فيها الحزب الشيوعي وحزب العمال من إيصال أي عضو للبرلمان. ولو أن هذه الأحزاب تخلت عن انانيتها وإصرارها على الظهور ودعمت حزب الإتجاه لمنحت هذا الحزب العدد اللازم من النواب ولتفوق على إئتلاف اليمين وقام بتشكيل حكومة تحافظ على المكاسب التي حصلت عليها القوى العاملة.
منذ الأيام الأولى لتأليف حكومة إئتلاف اليمين كان واضحا أن الحكومة اليمينية ستقضي على جميع المكتسبات التي حصلت عليها القوى العاملة وستقوم بإجراءات توفيرية مشددة ولكن على حساب مدخول القوى العاملة والمتقاعدين والأمهات وسترفع العمر التقاعدي لعدة سنوات إلى غيره من الإجراءات التعسفية مثل زيادة الضرائب على السلع والوقود.إن نتائج الإنتخابات السلوفاكية ومثيلتها في جمهورية التشيك تعطي خير مثل على نتائج التشرذم اليساري في أي بلد كان والذي تكون نتيجته إنتصار قوى اليمين وخسارة مكتسبات القوى العاملة.
إن شرذمة قوى اليسار وخاصة في البلدان العربية هي من أهم أسباب ضعفه. إن نظره واحدة على خارطة اليسار في الوطن العربي لنجد أعدادا كبيرة من أحزاب اليسار تحت أسماء مختلفة من الشيوعي والشيوعي الثوري والشيوعي الديمقراطي والإشتراكي بأطيافه المختلفة واليسار الإجتماعي وغيره كثير، وكثير من هذه الأحزاب تحولت إلى أحزاب صالونات وليس لها أي علاقة بالواقع السياسي او الإجتماعي للجماهير التي تدعي تمثيلها. أما آن الوقت لكي تتخلى قوى اليسار عن فرديتها وأنانيتها وأن تتحد في جبهة يسارية موحدة تستطيع من خلالها التاثير في المسار السياسي والإجتماعي في البلدان العربية في مصلحة القوى العاملة والجماهير الكادحة.

د. نضال الصالح/ فلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج


.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي


.. وقفة احتجاجية لأنصار الحزب الاشتراكي الإسباني تضامنا مع رئيس




.. مشاهد لمتظاهرين يحتجون بالأعلام والكوفية الفلسطينية في شوارع