الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الولدين

مالوم ابو رغيف

2010 / 7 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



أصبح مقتدى الصدر، هكذا فجأة ومن دون مقدمات محل اهتمام الكتل والأحزاب والمنظمات، تبرز الفضائيات والصحف سفراته ومقابلاته، تتصدر تصريحاته العناوين العريضة في الصحف وتذاع نشاطاته في نشرات الإخبار. رؤساء الأحزاب والكتل السياسية يحرصون على اللقاء به وتطييب خاطره ونيل رضاه والتكبير من شانه.
مقتدى الصدر الذي يخاطبه السياسيون الآن بسماحة السيد، كان يتهم بالطائفية والشعوذة والرعونة، وعندما تذكر المليشيات المسلحة والعصابات وفرق الموت كان اسم مقتدى الصدر على طرف لسان المتحدث، قد لا يذكره مباشرة، لكن كل الحديث يقود إليه مثلما كل الطرق تقود إلى روما.
متهم بالاشتراك بجريمة قتل مجيد الخوئي تهدده مذكرة اعتقال تقبع في إدراج المسئولين الأمنيين يلوحون بها بين حين واخر فيطير فزعا وتقتض مضاجعه ويحرم لذيذ نومه فلم يجد بدا إلا حزم حقائبه وتولية الأدبار إلى إيران متحججا بدراسة العلوم الدينية لنيل لقب أية عظمى تعطيه الحق بالفتيا فيتحفنا بالغريب والعجيب منها.
مقتدى الصدر الذي هو وبطانته الخرفة يعتقدون إن الولايات المتحدة الأمريكية قد ساقت جيوشها الجرارة للعراق وأسقطت نظام البعث ليس لغاية أخرى غير غاية محاولة منع ظهور المهدي الحتمية، أسس جيشا مليشياويا لإحباط محاولات أمريكا التصدي للمهدي وتصعيب خروجه، فعاث هذا الجيش بالعراق فساد وخرابا، فقررت الحكومة و اغلب الأحزاب والكتل والمنظمات السياسية والاجتماعية مطالبته بحل هذا الجيش، فادعى مقتدى الصدر بعدم قدرته على ذلك، فالجيش هو جيش المهدي يأتمر بأمره وهو الوحيد الذي له حق حل هذا الجيش من عدمه.
أسس الصدرين محاكمهم الطلبانية بنسختها الشيعية فانتشرت في كافة مدن جنوب العراق، أصدرت أحاكمها الهمجية بالجلد وقطع الأيادي وسمل العيون والتعذيب حتى الموت وحرمت الأغاني وسراويل الجينز ومحلات الحلاقة ومحلات الكمبيوتر وحرمت لعبة كرة القدم و الآيس كريم وفرضت الحجاب والنقاب والكفوف السوداء على النساء وفرض تعليق صور الصدور الثلاثة المولى المقدس صادق الصدر والابن المقدس مقتدى الصدر والمنظر المقدس باقر الصدر وكان العراق خلا من علمائه ومبدعيه ولم ينجب إلا عائلة الصدر، فقد سميت المدن والمستشفيات والمعاهد والمدارس والجامعات والشوارع والجسور والنوادي بأسمائهم مثلما كانت تسمى باسم صدام قبل سقوطه المدوي.


من السهل إدراج الكثير من مساوئ وسلبيات هذا الرجل المزمع إن يكون الآية والمولى المقدس لجمهرة مغسول الأدمغة، لكن من الصعب إيجاد ولو حسنة أو ايجابية واحدة له.
فما سر هذا التهافت على مقتدى الصدر والحرص على اللقاء به وتوجيه بعض الدول له دعوات بزيارتها؟
الجواب ببساطة لأنه غبي.
مقتدى الصدر لا ينظر إلى السياسية إلا كونها منافسه بين أبيه، صاحب نظرية فقه الفضاء التي تنص على تعليم رواد الفضاء كيفية الوضوء والصلاة على سطح الإجرام السماوية والتصرف وفق إرشادات المهدي، وبين مرجعية السستاني وحوزته النجفية ، وبينه الذي ورث أبيهم مركزا وعداوات وبين عمار الحكيم الذي ورث أبيه أيضا.
هذا الآية المستقبلية من السهل الضحك عليه واستدراجه إلى أي فخ ينصبه له عدو أم صديق، وإذا كانت رائحة الجبنة تقود الفأر إلى الوقوع في المصيدة، فان مقتدى الصدر تقوده رائحة العداوة لعمار الحكيم ولمرجعية السستاني.
من هذا المنطلق تعاون هذا الآية المستقبلية المزمع إن تكون عظمى مع هيئة علماء المسلمين الإرهابية وتعاون مع الإرهابيين في معارك عديدة منها معركة الفلوجة.
وإذا كانت جماعة الصدر ضمن الائتلاف الوطني الذي يعلب فيه المجلس الأعلى الإسلامي لصاحبه عمار الحكيم دورا قائدا، فان هدف هذه الجماعة الأساس هو التصدي لمشرح المجلس الأعلى الإسلامي عادل عبد المهدي وفرض مرشحهم إبراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء.
وهكذا يلعب الصراع بين الولدين، مقتدى وعمار دورا أساسيا على المستوى السياسي والاجتماعي والديني.
العملية السياسية في العراق لا تسير وفق موازين المصالح الاقتصادية والبرامج السياسية والتنافس الانتخابي بل وفق موازين العداوات الشخصية والتناقضات الطائفية. وفق موازين البغض والحقد الشخصي والديني وليس وفق موازين الصراع السياسي الحزبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللى عاف داره
فراس فاضل ( 2010 / 7 / 25 - 06:05 )
الاستاذ مالوم المحترم--الا ترى ان هناك علامه استفهام كبيره بين مقتدى الصدر والحزب الشيوعى العراقى--الحزب الشيوعى العراقى تاسس فى ثلاثينات القرن الماضى ولم يحصل على كرسى واحد فى الانتخابات العراقيه والسيد --ماعاف داره --حصل على 40 كرسى --هل ان السيد مقتدى --ادام الله ضله--فهيم هوايه ام ان الحزب الشيوعى انتهى مفعوله فى العراق والعالم --وانا اشاركك الراى --لماذا الناس تلهث خلف هذا المسخ --ماذا يريد الناس منه وهل صحيح ان اكثرهم يعتقد بانه مهدى المنتظر ام منقذ العراق --لكن من من ينقذنا السيد --اللى عاف داره -- فراس فاضل


2 - تعقيب
مالوم ابو رغيف ( 2010 / 7 / 26 - 07:13 )
الاستاذ عباس فاضل
لا اجد تفسيرا اخر غير ان فوز الاحزاب الاسلامية وجماعة الصدر
من بينها بهذا العدد من المقاعد هو مؤشر على عدم وعي عدد كبير من الشعب
بمصلحته الحقيقية واشارة واضح على انتشار الجهل بين اوساط كثيرة من العراقيين. انتشار الجهل وشيوعه يعني انتشار الافكار والطقوس الدينية والطائفية، فالدين وطقوسه يعمي العين والقلب والضمير ايضا وغلق كل منافذ التفكير السليم، في شعب يسير منه الملايين مشيا على الاقدام لطلب الشفاعة الموهومة لا نتوقع منه في هذه اللحظة انتخاب حزبا شيوعيا او حزبا يساريا.. المطلوب وبالحاح الان هو اعادة الوعي الى الشعب، الوعي المسلوب بواسطة رجال الدين والشعوذة واحزابهم الاسلامية
تحياتي

اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ