الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طفل في سن الثلاثين/قصة قصيرة

محمد كحيل

2010 / 7 / 25
الادب والفن


طفل في سن الثلاثين/ قصة قصيرة

بقلم محمد كحيل
تامر طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره لكن الحياة قد جعلته في سن الثلاثين من عمرة هو اكبر اخوانه من الذكور و الاناث لوالد و ام قد لعب القدر بحالهما حتى اصبحا عاجزين عن تلبية حاجة ابنائهم مثل كثير من ابناء شعبهم بسبب الحصار و قلة العمل و الإنقسام الذي حطم النسيج الاجتماعي لابناء الشعب الواحد تامر خرج من المدرسة للعمل من اجل قوت اخوانه يقف كل يوم عند اشارة المرور بالقرب من السرايا يبيع قطع البسكوت و الشكلس للمارة و للسائقين عند الوقوف لاشارة المرور الحمراء او الشرطي الذي يعطي اوامر للمرور او الوقوف لذلك الاتجاه او بالعكس تامر يتلفظ بكل الفاظ التذلل من اجل ان يبيع قطعة من البسكوت او الشكلس لقد صادف مرة وقوف تامر بقرب سيارة احد الصحفيين كان قد عرض علية ان يشتري مما معه من البسكوت و الشكلس استجاب الصحفي لطلب تامر و قال بشرط ان نحكي مع بعض شوية و ادفع لك ثمن ما معك قال نعم موافق اخذ تامر النقود و صعد الى السيارة بجانب الصحفي فتحت الاشارة السيارة غادرت الى مقهى قريب ليبدا الحديث بينهما بعد ان طلبا كاس من الشاي ليطيب الحديث
تامر : ا تفضل يا سيدي احكي
تامر : انا اشتغل علشان اخواني الصغار بطلت من المدرسة علشان هيك و كل يوم زي منتى شايف اوقف هنا عند الاشارة حتى ابيع الى معي و اروح على البيت اعطي ابويا ما كسبته في اخر كل يوم
الصحفي : بيكفي الى بتكسبه علشان تشتري اكل
نامر: لا لكنه احسن من بلاش على الاقل اخوتي بلاقو اشي ياكلوه
الصحفي : طيب في حد بساعدكة غير الى بتجيبو انت من شغلك
تامر : لا لكن هناك الموئن من الوكالة بتساعدنا
الصحفي : ليش ما تروح على الشئون الاجتماعية
تامر : نحتاج تزكية من الجامع الى جنب البيت الى كانو زمان بسموها واسطة
الصحفي : طيب تامر ليش ما ترجع على المدرسة ؟؟
تامر : يا ريت بس الظروف ما بتسمح
الصحفي : انت مش عارف انك لسه صغير و ممنوع تشتغل انت لازم ترجع على المدرسة
تامر : ا سمعت عن حق الطفولة في التلفزيون و الراديو
لكن الكلام اشي و الفعل اشي تاني الدخان كان حرام و هالوقت حلال
الصحفي : ما فهمت عليك
تامر : بعد ما ترخص صار حلال اول كان حرام
الصحفي : شو تعلمت من الشارع
تامر : اوووووو كتير
الصحفي : مثل ايش
تامر : انا صرت بعرف بالسياسة و بسمع
الصحفي : ايش اسمعت
تامر : قوافل الحرية الى بدها اتفك الحصار بس تعرف بيحكو انهم بجيبوا مساعدات بس ما بنشوف منها اشي
احنا النا قطع الكهرباء كل يوم و غيرنا بياخد المساعدات مع انها جايا باسم الشعب .
الصحفي : كلامك صحيح تامر بس ما بينفع لازم يكون في ناس اتنظم استلام المساعدات
تامر : منا عارف بس انا الى بيهمني اني اشوف منها حاجه انا امبيرح اسمعت ان الادوية نصها خربانه فايت معادها كل الى بنشوفه منها الصالح بس السيارات علشان الاسعاف حتى صرنا نشوفها مع ناس عادين ركبينها
الصحفي : تامر انت ايش بتتمنى
تامر : بدك الصحيح بتمنى ارجع للمدرسة و ابويا يلاقي شغل و نفسي اروح على المنتزهات الى على البحر بس المشكلة لو بدي اروح معناه ما في اكل لخواتي عشرة شيكل علشان ادخل و اشرب ميه سبعه شيكل
الصحفي : متاخد معاك زجاجه مية
تامر : ممنوع كله لازم من جوة تشتري علشان هيك بفكر اروخح من ابعيد اتفرج عليها يمكن احلم فيها بالليل و هيك ما بدفع ولا ملين
الصحفي : و ايش كمان بتتمنى
تامر: احط اعلام البلاد التانية و هما عنا ضيوف مش جيبين النا مساعدات و علمنا يرفرف في النص
الصحفي : وانت ايش عرفك بالاعلام
نامر: كيف اعلام تركيا و قطر و الجزائر و ليبيا و كمان يومين راح نجط علم الكويت مهي بعتالنا مساعدات بقولوو غيرهم كتير من الدول العربية و الاسلامة
الصحفي : انت زعلان يعني الى بدهم يجوا عنا اهنا و حبيبنا
تامر : انا مش زعلان بس بدي اياهم يجي زي مقلت ضيوف نكرمهم و نروح عندهم كمان
الصحفي : و ايش الى مانعك تروح
تامر : كيف اذا الحج قبل سنتين زي ما سمعت ما حجو الناس علشان الانقسام بين غزة و رام الله
لكن تعرف كنت اتمنى لو انا كبير شويه بس كنت رحت اشتغل بالانفاق بس كل اشي نصيب .
الصحفي : تامر بدك اشي قبل ما نخلص نحكي
تامر : حاجه وحده مش انت صحفي قول ابو مازن و مشعل اخلصونا من هالانقسام و ايحطو ايدهم مع بعض خلينا نرجع لايام زمان مثل دايم ما بيحكي ابوي الله يرحم ايام زمان و ما تعود ايام مثل هالايام
عاد تامر الى اشارة المرور و مضى الصحفي في طريقه الى عمله .
.25/7/2010










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر


.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا




.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا