الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش المؤتمر النقابي اللبناني - مؤتمر في خضم المعارك

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 8 / 23
الحركة العمالية والنقابية



يعقد في الرابعة من بعد ظهر اليوم (الاثنين 23/08/04) في مقر الاتحاد العمالي العام، المؤتمر النقابي الوطني العام في العاصمة اللبنانية بيروت ، وذلك في فترة يخوض فيها الاتحاد العمالي العام بالتحالف مع هيئلت المجتمع المدني وغيرهم نضالات هامة ، تهدف الى حماية جمهور العاملين والمتضررين من مظاهر الاستغلال في الاسعار ، والاثقال في الضرائب المفروضة على الجميع بدون أي مبرر ، وتآكل الاجور التي لم ترتفع منذ العام (1996)، بالاضافة الى الهم الاكبر ، الا وهو قضية صندوق الضمان الاجتماعي والتامين الصحي الذي يحتل حصة الاسد في النضالات التي يخوضها الاتحاد الى جانب القضايا المذكورة اعلاه .

النضال الجماهيري الذي نظمه الاتحاد العام بالتعاون مع الهيئات الاخرى بخصوص اضراب مقاطعة على هواتف الخليوي بسبب ارتفاع الاسعار والاستغلال ضد المستهلكين ، وما تبعه من محاولات من قبل الشركات ومعها جهات حكوميه، الى المبادرة لتخفيض الفاتورة ، ورغم هذا "الاغراء" الا أن الاتحاد وهيئات المجتمع المدني قرروا عدم التوقف عن نضالهم هذا ومواصلة طريق "اضراب المستهلكين" يوم في الشهر ... هذا الانجاز كان خطوة مباركة في طريق النضال ضد قوى الاستغلال التي بدأت تحتل كل زاوية من مناحي حياتنا من خلال فرض سلع استهلاكية ستحولنا الى "عبيد"لها ، عاجلا أم آجلا... الا أن المهام المطروحة أمام قيادة الاتحاد العمالي العام في لبنان ، هي مهام كبيرة وتحديات قوية ..في ظل انتشار البطالة وعدم الاستقرار الاقتصادي ...ورفع الاسعار المتواصل وفقدان العديد من المستحقات بسبب القصور الحكومي وما يرافقه من صراعات حول السلطة والمعارك الانتخابية المحلية والرئاسية والحكومية والبرلمانية .

هناك من حاول طرح العديد من التساؤلات حول انعقاد هذا المؤتمر، في هذا الوقت بالذات ، في ظل احتدام الصراعات والنقاش بخصوص المعارك الانتخابية مؤكدا " أن الحركة النقابية لن تستطيع أن تسجل هدفا في مرمى الحكومة ، في الوقت الضائع الباقي من عمر هذه الحكومة ، ولا في أول فترة من ولاية الحكومة في العهد الجديد ، أيا يكن ..." (السفير 21/08/04)... حتى لو كان هذا التوقع الرياضي صحيحا ، وأن قيادة الاتحاد لن تتمكن من اختراق دفاع الحكومة وتسجيل الهدف في "الوقت الضائع" على حد تعبير الكاتب ، الا أن النضالات التي ينظمها الاتحاد العام وفي هذه الفترة بالذات ستؤدي الى انهاك "الدفاع" الحكومي الذي أنهك قوى العمال وغيرهم وجعل جيوبهم خاوية ... ولذلك يأتي انعقاد المؤتمر العام ، الذي تقرر نتيجة مداولات مستفيضة و"نقاشات اتسمت ببعض الحدة ..." احيانا ، في موعده كي لا يضيع الوقت ... وعلى ما يبدو أن قيادة الاتحاد تحاول استغلال هذه الفترة ، من أجل تحقيق بعض المطالب العادلة لجماهير العمال، التي تمثلها والشرائح الضعيفة في المجتمع اللبناني .من خلال الدخول في حوار سبق ودعا اليه الاتحاد العمالي مع كل من الحكومة وهيئات اصحاب العمل " من أجل وضع حد عملي للتدهور الاقتصادي وانعكاساته الاجتماعية على ظروف العمال والفئات الشعبية " كما جاء في التصريح الذي أدلى به النقابي جورج شاغوري رئيس مجلس المندوبين في الاتحاد ، بعد انتهاء الجلسة التي أقرت عقد هذا المؤتمر النقابي العام . ووفقا للقرارات الصادرة عن الاجتماع نفسه ، لم تسقط قيادة الاتحاد العمالي العام ورقة النضال العمالي" والنزول الى الشارع "، في حال فشلت محاولات التفاوض هذه ، كما جاء في البند الخامس من لائحة القرارات ، بالاضافة الى مواصلة "..نهج مقاطعة الخدمات والسلع التي لا مبرر لاسعارها الخيالية سوى السطو على جيوب المواطنين ...." كما ورد في البند السادس من القرارات نفسها .


ربما من السابق لاوانه أن نتوقع تحقيق كافة المطالب التي تطرحها الحركة النقابية اللبنانية منذ فترة طويلة ، لمجرد انعقاد هذا المؤتمر النقابي ، اننا نتجنى على قيادة الاتحاد العمالي لو توقعنا أنها تستطيع ترجمة تلك المطالب جميعا "الى واقع ملموس" ... ولم نتوقع من هذا المؤتمر أن يقوم بحل كافة القضايا التنظيمية من "هيكلية الاتحاد" و"تعديل النظام الداخلي " له ...لكن المطلب بوضع هذه القضايا على جدول الاعمال وتحريك اللجان المكلفة باعداد الاقتراح العملي لذلك ، هو مطلب عادل ومسؤول ،اذا كانت قيادة الاتحاد تود مواصلة طريق الدمقرطة حقا ، واعادة العديد من الكوادر النقابية ذات الخبرة والدرايه والتي لها باع طويل في العمل النقابي الى ساحة النشاط، وتم تجاهلها بدون أي سبب لذلك . ونحن نطرح هذه الملاحظه لاننا نؤمن حتى النخاع بضرورة تكثيف الوحدة في صفوف الطبقة العاملة وقياداتها من أجل حماية حقوق العاملين ومصالحهم في ظروف تتعرض فيها هذه الطبقة الى هجوم عنيف ومبرمج من قبل الرأسمالية العالميه وفروعها المحلية في الدول المختلفه . هذا الهجوم يسير وفقا لاستراتيجية تهدف الى تفكيك الوحدة العمالية ... والتشكيك في الاتحادات النقابية وقياداتها ، والتي ترتكب بعض الاخطاء احيانا . ظاهرة البطالة التي تصل الى مئات الملايين في عالمنا اليوم تستغلها هذه القوى من أجل الغاء اتفاقيات العمل الجماعية ، من أجل تخفيض الاجور ، من أجل تصفية حرية التنظيم النقابي ، ومن أجل ايصالنا الى مجتمعات رأسمالية تبقى بدون عمل ، أي بدون حقوق ، بدون ضمان اجتماعي وأمن واستقرار معيشي نستطيع من خلاله تنظيم حياتنا ومستقبلنا كعمال ، بل يريدون لنا أن نعود مجددا الى مجتمع العبودية لا غير .


نتمنى لقيادة الاتحاد العمالي العام في لبنان تحقيق النجاح في هذا المؤتمر من خلال ترسيخ الوحدة العمالية وتوسيع رقعة لغة الحوار الديمقراطي وترجمة تصريح رئيس مجلس المندوبين الى لغة العمل حيث قال:" ان المؤتمر النقابي الوطني سيتخذ قرارات محددة وواضحة سواء لجهة اشكال التحرك أم لجهة توقيته ، لان الاتحاد العمالي العام جهة مسؤولة تجاه من يمثل ولا يمكن له ان يستمر في حوار لا آفاق له او من أجل تقطيع الوقت ."
(السفير 18/08/04) . واضح أن قيادة الاتحاد وعلى رأسها الامين العام غسان غصن تعي حقيقة ما يجري على الساحة اللبنانية بما يتعلق بآلام العمال خاصة والمواطنين عامة من عمليات تآكل الاجور وحتى تحديد سقف لسعر صفيحة البنزين وفاتورة الهاتف الخليوي وضمان الحقوق في صندوق الضمان الاجتماعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نقابة الصحفيين تحتفي بمئوية فؤاد المهندس على هامش فعاليات مع


.. مظاهرات في نيويورك احتجاجا على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي




.. وزارة المالية تعلن مواعيد صرف رواتب العاملين بالدولة يوم 24


.. لأول مرة تسليم جوائز هيكل للصحافة في نقابة الصحفيين




.. محتجون يحملون لافتات كاريكاتورية لخامنئي خلال وقفة احتجاجية