الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظمة «الفيفا» والأمم المتحدة

عصام عبدالله

2010 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في عام 1998 أصدر " بسكال بونيفاس " مدير المعهد الفرنسي للأبحاث في العلاقات الاستراتيجية، كتابا مهما.. جديدا في بابه ومضمونه هو "الأرض مستديرة مثل الكرة "، وقبل أيام من بدء مونديال 2010 ، أصدر كتابا آخر عنونه بـ" كرة القدم والعولمة ".

في هذا الكتاب الجديد يرسم بونيفاس المعالم الكاملة لخريطة العلاقات الدولية في ضوء رياضة " كرة القدم " أو الساحرة المستديرة ، ويكشف عبر صفحاته كيف أن هذه اللعبة تفوقت علي كل الامبراطوريات في التاريخ من حيث الهيمنة والسيطرة (باستخدام القوة الناعمة)، بل وكيف انتشرت في أركان العالم الأربع أكثر من شبكة الانترنت.

كرة القدم - برأيه - هي النموذج المثالي للعولمة وملعبها الأساسي، فقد اخترقت الحدود وأذابت الفوارق العرقية واللغوية والدينية وحشدت المجتمعات وراء منتخباتها، ورغم تعدد المرجعيات الثقافية في العالم، فإن كرة القدم وحدت الأذواق.

خصوصية المنافسة في كرة القدم ، كما يقول بونيفاس، أنها مفتوحة علي كل الاحتمالات ، كل المتنافسين سواسية عند نقطة الانطلاق ، الأمر الذي يجعل من كرة القدم نشاطا " ديمقراطيا " حقيقيا.

عبر سنوات طويلة ومراجع كثيرة، اجتهدت شخصيا في تحديد تاريخ تقريبي لبداية العولمة ، ولكنني فشلت فشلا ذريعا إلي أن عثرت علي هذه المعلومة عنده، يقول : "في 26 أكتوبر عام 1863، اجتمع 17 ممثلا للمدارس في بريطانيا لتوحيد قواعد لعبة كرة القدم".. هذا الاجتماع التأسيسي ربما يؤرخ لبداية العولمة ، ولميلاد " الفيفا " أو (الاتحاد الدولي لكرة القدم) .

بونيفاس يدهشك بمقارباته ومقارناته، التي تحرج المنظمات الدولية أمام أنفسها وأمام العالم (3 مليارات مشاهد عبر العالم)، يقول قرارات "الفيفا": أكثر احتراما والزاما من قرارات هيئة الأمم المتحدة، ناهيك عن انها نجحت فيما فشلت فيه الأمم المتحدة ، فهي تجمع في هياكلها اسرائيل وفلسطين، الصين وتايوان.

" كرة القدم تتميز بأنها انفلتت من السيطرة والهيمنة الأمريكية ، وسبقت بكثير مجال الجيوسياسية الذي يتجه اليوم إلي التعددية القطبية ، بينما لم تفلت الأمم المتحدة من سيطرة الولايات المتحدة".

"عدد الأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) 208 دول بينما عدد أعضاء منظمة الأمم المتحدة 192 دولة"!

خلاصة كتاب "بونيفاس"، في تصوري، هو ما سبق وطالب به "جورج سوروس" عام 2002 في كتابه (حول العولمة)، الذي رأي أن سبب ظلم وإجحاف العولمة الرأسمالية يعود إلي أن "تطور مؤسساتنا الدولية لم يتناسب من حيث الإيقاع والسرعة مع تطور الأسواق المصرفية العالمية.

يضاف إلي ذلك أن التدابير السياسية (خاصة إصلاح منظمة الأمم المتحدة) التي اتخذناها كانت بطيئة ومتخلفة عن السرعة التي تمت بها العولمة الاقتصادية. بمعني آخر فإن العولمة السياسية لم تتحقق حتي الآن لكي تتساوق مع العولمة الاقتصادية التي قطعت شوطًا كبيرًا في التحقق".

الملياردير "سوروس"، بالمناسبة، هو أحد أكبر المستفيدين من العولمة، فضلاً عن كونه الشخصية النموذجية للعولمة، وهو ثمرة هواياته المتعددة: يهودي من أصل مجري يحمل الجنسية الأمريكية ورجل مالي ومحسن منهمك في تمويل بلدان الشرق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟