الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشأة الكتابة العربية

رضا الشوك

2004 / 8 / 23
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


اكتشف في جنوب وشمال شبه الجزيرة العربية نقوش تذكارية نقشه كتاب محترفين وغير محترفين من رجال القوافل والرعاة يذكرون فيها اسماء آلهتهم وما يقدمون اليها من قرابين كما وجد نقوش على القبور تذكر اسماء الاموات واسماء العشائر وما قام به الميت من اعمال كما يذكرون فيها بعض قوانينهم وشرائعهم وقد عُرف الاكديين في العراق بخطهم المسماري أي الاسفيني بينما عُرف عرب الجنوب بخطهم المسند ومنه نشأ الخط الحبشي وخطوط اللهجات العربية الشمالية القديمة وهي اللحيانية والثمودية والصفوية ، واللحيانيون هم قبيلة عربية شمالية كانت تسكن في منطقة " العلا " وكانوا يستعملون "ها " أداة للتعريف بدلا من " أ ل " وقد إختلف في تاريخهم ، فمن الباحثين من يرجعهم الى القرن الاول ق . م ، ومنهم من يتأخر بهم الى ما بعد الميلاد ، أما الثموديين فيعود تاريخهم الى ما قبل الميلاد بعدة قرون وقد عاشوا الى مابعد الميلاد ويظهر إنهم اصيبوا بكارثة عظيمة فثارت بهم بعض الزلازل ، وبعض البراكين كما جاء في القرآن الكريم " فأخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين " وقد خلفوا كثيراً من النقوش كتبوها بالخط المسند المعيني وهم مثل الليحانيين والصفويين كانوا يستخديمون " ها " أداة للتعريف بدلا من " أ ل " ، واما الكتابات الصفويةفعثر عليها في " الحرّة " الواقعة بين جبل الدروز وتلول ارض الصفا ، وكلمة الصفويين لا تعني شعباً معيناً أو قبيلة معينة انما هي إصطلاح حديث للدلالة على تلك الكتابات التي عثر عليها في تلك المواقع وقد كتبت بالخط المعيني وهي لهجة عربية قديمة كالثمودية والليحانية وكثير من نقوشها يرجع الى القرون الاولى للميلاد ويظهر ان من كتبوها كانوا منهم البدو والرعاة ومنهم الفلاحون ولهم قرى ومزارع وربماكانت لهم تجارات . وهذه النقوش الصفوية والثمودية والليحانية عربية ، خصائصها اللغوية قريبة من خصائص العربية التي نزل بها القرآن الكريم .فهي طور من اطوار اللغة العربية الشمالية ، والى جانب هذه النقوش نجد نقوشاًاخرى بالخط النبطي وهي تنتشر في " بطرا " " وفي الحِجره " عاصمتهم الجنوبية و" بُصْرى " بحوران في الشام عاصمتهم الشمالية وما يتصل بهذه الجهات من شرق الاردن وجبل الدروز حيث كانوا الصلة بين العرب الجنوبين وحوض البحر المتوسط . ولما سقطت دولتهم انتشروا في الحجاز ونجد فأخذ شيوخ العرب وامراؤهم يتخذون خطهم في كتابة نقوشهم وهجروا الخط الليحاني والثمودي والصوفي وسرعان ما تطور هذا الخط النبطي الارامي الى الخط العربي الذي كتب به القرآن الكريم والمؤلفات الاسلامية ، وهناك روايات عند المؤرخين المسلمين تزعم ان الخط العربي منشؤه الحيرة " وانه نقل منها الى مكة والحجاز غير ان هذه الروايات لا تتفق ووثائق النقوش التي كشفت في الحجاز ودرسها علماء اللغات السامية فوجدوا نقوشاً حجازيةوغير حجازية تصور انتقال الخط الارامي الى خط نبطي ثم انتقال هذا الخط الى الخط العربي ، ومن المعروف ان " الحيرة " قبل الاسلام كانت نصرانية وكانت تزخر بالثقافة السريانية كما كانت تكتب بالخط السرياني كتب المسيحيين في هذه البقاع ولا يعقل ان يكونوا هم الذين طوروا الخط النبطي واشتقوا منه الخط العربي لانه لم يشع في ديارهم ولانه كان خط الوثنيين في شمال الحجاز ، وقد يكون هذا الوهم في روايات المؤرخين الاسلامين . ان الخط الكوفي نما وازدهر ، والحق انما حدث التطور في الحجاز نفسها فقد كان بها حياة تجارية مزدهرة جعلهم يأخذون الخط المعيني اولا ويتطورون به الى خطوطهم الليحانية والثمودية والصفوية ، ثم بعد ظهور مملكت " النبط " التي استخدمت الخط الارامي وتطورت به حتى هجر عرب الحجاز الخط المعيني وأخذوا يحاولون التعوذ من الخط النبطي الى خطهم العربي الجديد متطورين به ضروباً من التطور حتى اخذ شكلة النهائي . وعلى طول طريق القوافل الى دمشق تَثَبَتَ تطور الخط النبطي تطوراً سريعاً الى الخط العربي ، واهم النقوش التي عثر عليها شاهداً على ذلك هو قبر ملك من الملوك اللخمين يسمى إمرأ القيس بن عمرو مؤرخ في شهر كانون اول سنة 328 م ، ولعل النص يدل على ان اللغة العربية التي سيشرفها القرآن بنزوله فيها كانت قد اخذت تبسط سلطانها في شمال بلاد العرب منذ اوائل القرن الرابع الميلادي ومعنى هذا ان الخط العربي نشأ وتطور شمال الحجاز من الخط النبطي ، حتى اخذ صيغتة النهائية في اوائل القرن السادس الميلادي في تلك البيئة الوثنية العربية الخالصة ، وهو يختلف اختلافاً تاماًعن الخط الكوفي ، فالحجاز هو موطنه وهو الذي نشره في محيط العرب الشمالين على طول الدروب وااطرق التي كانت تسلكها قوافل المكيين التجارية .
المصادر
1- عن كتاب اصل الخط االعربي وتاريخ تطوره ما قبل الاسلام لخليل يحى نامي ( بحث في مجلة الاداب المجلد الثالث العدد الاول )
2- تاريخ العرب قبل الاسلام لجواد علي الجزء الاول ص 15 والجزء الثالث ص 423 والجزء السابع ص 36
3- تاريخ الادب العربي لبلاشير ( ترجمة ابراهيم الكيلاني طبعة دمشق الجزء الاول ص 70 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية