الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماكو دخان بلا نار والجمرتحت الرماد

نوري جاسم المياحي

2010 / 7 / 26
حقوق الانسان


المثل العراقي يقول (اسأل مجرب ولا تسأل حكيم ) .. وما اقصده هنا هو معاناة المعتقلين في السجون العراقية والحديث عن الواقع وليس سفسطة كلامية .. فلا مقارنة بين السجان والسجين
كل منهم يتصرف من موقع يختلف عن موقع الاخر .. فمشاعر الذباح ليس كمشاعر االذبيح .. فالاول يسلك السلوك السادي المريح المريض نفسيا وتحت تاثيرعقده الداخلية .. بينما المذبوح فيعتصره الم واوجاع ورعب عملية الذبح عندما تجتز سكين القاتل رقبة وشرايين المذبوح ..
لاتوجد مقارنة بين انسان فقد حريته في زنزانة انفرادية مساحتها متر مربع واحد .. او زنزانة تخنقه مع 10 او 15 معتقل لاتزيد مساحتها عن 4 امتار مربعة .. ولا يرى نور الشمس الا مرة واحدة في الاسبوع او الاسبوعين .. لامقارنة بين حارس يأكل ثلاثة وجبات متى شاء وكيفما شاء واينما شاء ويتناول ما يشتهيه من طعام .. وبين معتقل يقدم له الطعام من فتحة صغيرة في الباب ومرة واحدة في اليوم .. ويشمل ثلاثة ارغفة خبز ( لايعرف احد مم صنع ) لاتكفي لاشباع قطة او كلب .. وصحن من الحساء ( الغريب اللون ) .. تعاف النفس البشرية من تناوله .. ولكن ما حيلة الجائع الا تناوله .. اما حفلات الانس التي يقيمها المحقق لمن اوقعه حظه العائر بين يديه .. فيستدعى المتهم من الزنزانة ماشيا على قدميه ( وعادت تقام وتبدأ هذه الحفلات في الساعة العاشرة ليلا لتستمر الى ساعة متأخرة وربما حتى ساعات الصباح الباكر وتعتمد على مزاجية المحقق وساديته وهل كان صاحيا او سكران .. ؟؟؟
الجرب وما ادراك ما الجرب ؟؟ وهو عبارة عن مرض جلدي يصيب المعتقلين الذين لاتتوفر لهم النظافة ولا يعرضون على اشعة الشمس .. وهو عبارة عن طفح جلدي احمر يصيب الانسان مصحوبا بحكة والهرش .. فتصور ياصا حبي انسان محصور بعيد عن العالم الخارجي وحتى هو عاجز عن طلب النجدة الصحية او المساعدة .. وليس امامه غير الحك والهرش .. فاية مصيبة هو فيها ..؟؟؟..
والمحقق يصيح به أعترف والافعلت وفعلت كذا بك وبعائلتك ّّ!!!
لابد وانكم تسمعون بين اونة واخرى صرخات هنا وهناك للاهتمام بالسجون والمعتقلين .. ولكن لاحياة لمن تنادي ..بين اونة واخري تتعالى الاصوات مطالبة بالكشف عن السجون السرية العراقية والامريكية (سابقا لانهم سلموها للعراقيين كما اعلنوا والله اعلم بالحقيقة ).. وفي كل مرة تبادر الحكومة العراقية راكضة لتكذيب الاشاعات .. كلما تنتشر اخبار المعتقلين هروب سجناء او اعتصامهم او الاضراب عن الطعام او فضيحة تعذيب .. وهنا تسارع الاجهزة المعنية للتفنيد والتبرير .. ويبقى المعتقلين في الامهم ومعاناتهم يتقلبون .. اما ذوي وعوائل المعتقلين فعاجزون عن مد يد المساعدة لاحبتهم ولايدرون ما يفعلون .. سوى الدعاء لخروج الامام المهدي لينصف المظلومين بعد ان ملآت السجون العراقية ظلما وجورا ( لان الحكام الحالين يدعون انهم يمثلون المهدي وهم دعاة المهدي وفي التطبيق لايعترفون لا بالحق ولا بالعدل ولا حتى بالمهدي نفسه ).. وبما أن لاأحد يعرف متى سيظهر المهدي(ع) فسيبقى مصير ابناءهم مجهولا ومعلقا بيد قاضي القضاة وازلامه وحكامه ومحققيه.. وليعلم كل المسؤلين عن السجون وملفات المعتقلين ان ما يدور من اشاعات بين المواطنين عن وجود سجون سرية ومعتقلين مخفية لابد له اساس من الصحة ولا ااحد يصدق الوزيرة او غيرها .. لان العراقي مقتنع بالقول (ماكو دخان بلا نار )
قبل ايام بثت فضائية الحرة الامريكية صور لشهيد القي القبض عليه في الدورة وبعد 20 يوم تسلم ذويه جثته واثار التعذيب واضحة عليها .. من مركز الجعيفر الذي لاعلاقة له بمنطقة الدورة ..وبما ان الصور والخبر بث من فضائية امريكية .. فقد اهتم المسؤولين العراقيين بالرد والشرح والتبرير كانما كانوا ينتظرون الفضائية كي يناقشوا المصيبة التي ابتلي بها العراقيون بعد الغزو الامريكي ومنذ اكثر من سبع سنوات ( العراقيون كانوا ينتظرون الخلاص من سجون العهد الصدامي واذا بهم بالسجون تفرخ وتتطوروتتوسع نحو الاسوأ والالعن واللعنة على كل من تسبب في ذلك سابقا ولاحقا ) ..وفي مقدمة من رفع الراية وزيرة الدفاع عن حقوق الانسان السيدة كاترين سالم .. فبدلا من ان تكون مدافعة عن المعتقلين والمظلومين بحكم واجبها ومسؤليتها الرسمية والاخلاقية .. اذا بها تندفع للدفاع عن الحكومة وسجونها .. واهم ماقالته هي تكذيبها لوجود سجون سرية .. وهي كما يبدوا لي لاتعرف ماذا يعني السجن السري في المفهوم العراقي .. العراقي يطلق وصف سري على السجن او الموقف الذي يحتجز ابنهم فيه ولا يعرفون عنه شيء .. قد يعرف الوزير او قاضي القضاة بموقع السجن ولكن بالنسبة لعوائل المواطنين لايعرفون ولهذا يسموه (سجن سري) .. والامر الثاني اعترفت الوزيرة وبلا خجل ان السجون العراقية هي اماكن للعقوبة وليس للاصلاح ( سؤالي للسيدة الوزيرة .. لعد شنو واجبك ؟؟؟ ) اما الاعتراف الخطير الاخر فهو توجيه اللوم الى قانون العفو العام .. الذي شمل كل فاسد ومجرم وسارق ومرتشي ومزور .. وبما فيهم المتهمون بالتعذيب للمعتقلين فاطلق سراحهم مما أدى الى استمرارهم بعمليات التعذيب .. فهل هذا مقبول يا سيادة الوزيرة ؟؟؟ والغريب ان قانون العفو العام مرر بصفقة مع الاتفاقية الامنية وقانون الميزانية العامة ( الذي منح اهلنا الاكراد في الاقليم اكثر مما يستحقون واقعا وشرعا )على اساس ان القانون يساهم في تخفيف الاحتقان الطائفي ويعجل باطلاق سراح الابرياء من المعتقلين .. فاستفاد منه المجرمون الحقيقيون وبقي الابرياء المظلومين لحد اليوم ينتظرون في السجون الفرج على ايدي الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه واسرع في مخرجه )الذي سيملآ الارض عدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا على ايدي مناصريه واعداءه .. لان السادة الميامين قادة الكتل السياسية ملتهين بالعراك والنزاع على المناصب الرئاسية وغير مستعجلين .. والف طز بالمعتقلين سواء عاشوا او ماتوا ..
ومن غرائب الصدف ان ينشر اليوم في وسائل الاعلام خبر صدور الحكم بالسجن 35 عام على (الرفيق دويك )مدير احد السجون التايلاندية والذي اشرف على اعدام 15 الف تايلندي زمن حكم الخمير الحمر وبعد مرور ما يقارب 30 سنة على سقوط هذا النظام الدموي ..فهل سيأتي يوم يحاكم فيه عشرات من مدراء السجون العراقية من رفاق دويك العراقين ممن شاركوا في تعذيب وقتل العراقيين ؟؟؟؟
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا وارتحلوا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال


.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال




.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا


.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس




.. أمهات الأسرى الإسرائيليين تنظم احتجاجات ضد حكومة نتنياهو في