الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيت الأشباح -قصة فرجينيا وولف

رقية كنعان
شاعرة وكاتبة

(Ruqaia Kanaan)

2004 / 8 / 23
الادب والفن


ترجمة رقية كنعان –كاتبة أردنية

في أي ساعة استيقظت فإن هناك باب يقفل، من غرفة لأخرى كانا ينتقلان يداً بيد يرفعان هنا ويفتحان هناك، مشكلين بتأكيد – زوج أشباح.
"هنا تركناها "، قالت، وأضاف هو "أوه، ولكن هنا أيضا!"
ثم تمتمت "إنها أعلى الدرج"، و "في الحديقة" قال هامساً، "بهدوء"، قالا، " و إلا فأننا قد نوقظهم".
ولكن لم تكونوا أنتم من أيقظنا، " أوه، لا ،أنهما يبحثان عنها، يسحبان الستائر" كما يمكن للمرء أن يقول أو يقرأ في صفحة أو اثنتين. "الآن لقد وجداها"، كما يمكن التأكيد، وإيقاف قلم الرصاص على هامش الصفحة، ثم كمتعب من القراءة يمكن للمرء أن ينهض لينظر آخر،البيت فارغ والأبواب تقف مفتوحة، وحدها يمامات الغابة تهدل برضا وصوت آلة الحصاد يأتي من المزرعة.

"لماذا جئت أنا هنا؟ ماذا أردت أن أجد؟"، يداي كانتا فارغتين، "ربما هي فوق الآن؟"، التفاح كان في العلية، وكذلك في الأسفل الحديقة كانت ساكنة كما هي أبداً عدا أن الكتاب انزلق فوق العشب.

ولكنهم وجداها في غرفة الرسم، ليس هناك من استطاع أن يراهما، أسطح النافذة عكست التفاح وعكست الورود، كل أوراق الشجر كانت خضراء من خلال الزجاج، لو تحركا في غرفة الرسم فإن التفاحة فقط تدير جانبها الأصفر. بعد لحظة، لو فتح الباب، ينتشر بقرب الأرض، يعلق بالجدران، يتعلق من السقف – ماذا ؟، كانت يداي فارغتين. ظلُّ طائرٍ عبر السجادة، من أعمق آبار الصمت، سحبت يمامة فقاعتها من الصوت، "آمن، آمن، آمن"، نبض البيت يردد بنعومة. "الكنز مدفون، الغرفة .. " توقف النبض لبرهة، أكان ذاك هو الكنز المدفون؟

بعد لحظة .. الضوء خبا، في الخارج، في الحديقة إذن ؟
ولكن الأشجار غزلت الظلام لحزمة متجولة من الشمس. ناعمً جداُ، نادراً جداً ويُمتص بسهولة تحت السطح، كان الشعاع الذي أردتُ محترقاً خلف الزجاج.

الموت كان هو الزجاج، الموت كان بيننا، آتيا إلى المرأة أولا، قبل مئات من السنين الماضية، مغادرا المنزل ومحكما إغلاق كل النوافذ، الغرف كانت مظلمة.
هو ترك البيت، تركها وارتحل تجاه الشمال، تجاه الشرق .. ورأى النجوم تتحول في سماء الجنوب. أراد المنزل ولكنه وجده ساقطاً تحت الأطلال، " آمن، آمن، آمن، نبض صوت البيت بسرور، "الكنز لك".

الريح تزأر أعلى الجادة، الأشجار تنحني و تتمايل بهذا الاتجاه أو ذاك، و أشعة القمر تبعثرت بشكل واسع في المطر، ولكن الشعاع المنبعث من المصباح يسقط باستقامة من النافذة، الشمعة تحترق بصرامة وسكون.
متجولين عبر المنزل، فاتحين النوافذ، هامسين خشية إيقاظنا، يبحث الشبحان عن متعتهما.
تقول "هنا نمنا "،ثم أضاف هو:"قبلات بلا عدد"، "الاستيقاظ في الصباح-"، "الفضة بين الأشجار"، "أعلى الدرج"، "في الحديقة-"، "عندما جاء الصيف"، "وقت تساقط الثلج في الشتاء- "، الأبواب تغلق بمسافة بعيدة، تطرق برقة كخفقة قلب.

يقتربان أكثر، يتوقفان عند المدخل، الريح تسقط والمطر ينزلق فضياً على الحشائش، تظلم عيوننا، لا نسمع أية خطوات بمحاذاتنا، لا نرى سيدة تنشر رداءها الشبحيّ، يديه تغلّفان الفنار، "انظر"، يتنفس: "يبدوان نائمين والحب بين شفاههما".

منحنيين وحاملين مصباحهما فوقنا، يتأملان بعمق وأناة، يجمدان لمدة طويلة. الريح تعصف مباشرة، ينحني اللهب بشكل طفيف، أشعة القمر البرية تخترق الأرض والجدران معاً وتلتقي رقعة الوجوه المنحنية، الوجوه تتأمل، الوجوه التي تفتش النائمين بحثاً عن متعتها الخفية.

"آمن، آمن، آمن"، يخفق قلب البيت بزهو، " سنوات طوال – " يقولها وهو يتنهد، "هاأنت تجدني ثانية"، تمتمت:" هنا"، "نائمين، في الحديقة نقرأ، نضحك، ندحرج التفاح في العلية، هنا تركنا كنزنا– " .

بانحناء كان ضوءهما يسحب الغطاء تجاه عينيّ، "آمن! آمن! آمن!" كان نبض البيت يخفق بقوة، أستيقظ وأنا أصرخ "أه، أهو ذاك كنزك المدفون ؟ الضوء في القلب "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا