الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جواب جديد على رسالة

حسقيل قوجمان

2010 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


جواب على رسالة
في رسالة الكترونية من احد القراء الاعزاء جاء السؤال التالي: "كثرت في الاونة الاخيرة التعليقات والنقاشات حول مقالاتك المنشورة في الحوار المتمدن ولكننا لم نقرأ اية ردود فعل منك على هذه التعليقات. فما سبب ذلك؟"
عزيزي القارئ. في المقالات القديمة في الحوار المتمدن كان يجري تصويت على المقالات وتحديد نسب مئوية تقديرا للمقال. ولم يكن هذا يهمني ولذلك لم اتعود على فتح المقال بعد نشره لغرض فحص الدرجة التي اعطيت لي في امتحان المقال. وقد استمر ذلك حتى حين فتح باب التعليقات على المقالات قبل مدة وجيزة. ولكن الامر تغير الان حين اخذت ادارة الحوار المتمدن ترسل لي رسالة منفصلة عن كل تعليق جديد بخصوص المقال. اذ اصبحت مضطرا الى قراءة التعليق المرفق بالرسالة او العزوف عن قراءته قبل محوه.
ونشأ موقفي من التعليقات والنقاشات عن مفهومي لملكيتي للمقال بعد نشره. فقد بينت رايي مرارا في مقالات سابقة عن هذا الموضوع. انا اعتقد ان ما يكتبه اي كاتب يبقى ملكا له طالما بقي ما يكتبه محفوظا في درج مكتبه او في الحاسب في ايامنا. وفي اللحظة التي يرسل المقال او الكتاب للنشر لا يبقى ملكا له بل يصبح ملكا لقرائه. وللقراء حق مطلق في التعليق على المقال او الكتابة عنه سلبا او ايجابا وانتقاده او تأييده او شجبه او اي موقف توحيه اليهم قراءة المقال او الكتاب. لذا لا اجد من الضروري التدخل في التعليقات او النقاشات الجارية حول المقال.
ولكن ثمة فوائد اخرى للانتقادات والتعليقات والنقاشات. ان المعلق حين يبدي ملاحظاته او اراءه يعبر اولا عن نفسه، عن مستواه الثقافي والنظري والاخلاقي والادبي. وقراء التعليقات وانا احدهم يستطيعون ان يكونوا فكرة عن شخصية المعلق سلبا او ايجابا.
في هذه المناسبة اود ان ابدي ملاحظات عن موضوعين كانا في التعليقات التي قرأتها. جرى نقاش حول محاصرة القوى التي انزلتها بريطانيا واميركا وفرنسا في اوروبا من قبل الجيش الالماني في اواخر ايام الحرب العالمية الثانية. وقد قرأت عن هذا الموضوع في حينه. فقد طلب تشرتشل في رسالة الى ستالين مساعدته على اشغال الجيوش الالمانية المحاصرة لهذه القوات والى استجابة ستالين الى طلب تشرتشل والى رسالة شكر من تشرتشل الى ستالين حول هذه المساعدة. فكرت في ان ترجمة هذه الرسائل المتبادلة في هذا الخصوص ونشرها افضل حل للنقاشات الدائرة حولها. لذا لجأت الى الجزء السابع عشر من مؤلفات ستالين حيث يوجد عدد كبير من رسائل ستالين الى روزفلت وتشرتشل وبعد ذلك الى ترومان. ولكني لم اعثر في رسائل ستالين الى تشرتشل على اي ذكر بهذا الخصوص. فلجأت الى مراسلات تشرتشل ستالين في الانترنت ولم اجد في رسائل تشرتشل الى ستالين اي ذكر لهذا الموضوع.
ما زلت اعتقد ان ترجمة هذه الرسائل اذا وجدت مفيد لاقناع الطرفين المتجادلين بالحقيقة التاريخية. فاذا كان بين القراء او المعلقين من يعرف شيئا عن وجود مثل هذه الرسائل ارجو منه ترجمتها او ارسالها الي لكي اترجمها حتى اذا كانت باللغة الروسية. فقد اصبحت لي تجربة في هذا الموضوع عند بحثي عن مقالة خروشوف الاولى التي اقتبست منها في مقالي الاخير. لقد فشلت كل محاولاتي الحصول عليها باللغة الانجليزية حتى بعد استفادتي من مساعدة الكلية السلافية في جامعة لندن والفرع السلافي في المكتبة البريطانية. ولكن احد الاصدقاء ارسلها لي باللغة الروسية ونصحني بان اطلب من غوغل ترجمتها وفعلا نجحت التجربة وحصلت على ترجمة معقولة الى الانجليزية اقتبست منها جميع الاقتباسات في المجموعة الاولى من الاقتباسات. ولكني حين طلبت ترجمتها الى العربية كانت الترجمة سخيفة.
والتعليق الثاني الذي جذبني هو تعليق ظريف وشيق ليعقوب عرف فيه الستالينية. ومن المعروف ان يعقوب يتتبع العلوم ويدرسها ولا يؤمن بها. ولا شك انه درس الماركسية دراسة دقيقة ودرس اللينينية دراسة دقيقة قبل ان اصبحت جثة محنطة ودرس الستالينية دراسة دقيقة ايضا وتوصل عن طريق الدراسات الثلاث الى تعريف الستالينية بكلمات ثلاث، الستالينية نقض الماركسية. وطلب من قرائه ان يتفقوا معه على هذا التعريف حتى بدون ان ينورهم بمثل او مثلين عن كيفية نقض الماركسية من قبل الستالينية.
ملاحظة: قلت لا يؤمن بها تحاشيا لتكرار الانتقاد الغاضب الطويل الذي صبه يعقوب علي حين قلت ما معناه ان على الماركسي لا ان يدرس الماركسية وحسب بل ان يؤمن بها على اساس ان كلمة يؤمن تعني تحويل الماركسية الى ديانة.
وكون اللينينية اصبحت جثة محنطة لم تبدأ باشمئزازه عند زيارة ضريح لينين لدى زيارته لروسيا وتقاطر الزوار على هذا الضريح، وتطورت الان الى تحول اللينينية ذاتها الى جثة محنطة. بل ان لهذا المفهوم لدى يعقوب تاريخ اقدم من ذلك بكثير. حين وصلتنا اخبار خطاب خروشوف ضد ستالين في سجن نقرة السلمان نشأت في المنظمة بلبلة شبيهة بالبلبلة التي حصلت في كامل الحركة الشيوعية العالمية جراء هذا الخطاب. وكانت احدى مظاهر هذه البلبلة ان نشأت مجموعة من السجناء ذهبت في انتقاد ستالين ابعد من خروشوف. فبينما زعم خروشوف انه في انتقاد ستالين يعود الى اللينينية رأت هذه المجموعة ان الخطأ ليس خطأ ستالين وحده وانما في الاساس خطأ لينين. كان السجينان البارزان في هذه الجماعة يعقوب ابراهامي وارا خاجادور. ولا ادري بالتأكيد من منهما كان اللولب المحرك لهذه الجماعة ولكن انطباعي في حينه كان ان يعقوب هو اللولب المحرك لها.
كنت انذاك معاقبا من حكم محكمة شيوعية بمنعي من التثقيف بينما كان ارا خاجادور عضوا في اللجنة القيادية الثانية في المنظمة ووثيق العلاقات بالقيادة. ومع ذلك حين خشي يعقوب من ان تؤدي اراؤه حول لينين الى اضطهاده من قبل القيادة توجه الي للتعبير عن خشيته من مثل هذا الاضطهاد. وقلت له في حينه انني لا اتفق معه في ارائه ولكنه اذا تعرض للا ضطهاد بسبب ارائه فسأقف الى جانبه. اسرد هذه الواقعة للتاريخ لان ادعاء يعقوب بتحول اللينينية الى جثة محنطة كانت في الواقع عملية تاريخية تطورت تدريجيا الى هذا الاستنتاج.
ساواصل عزيزي القارئ قراءة او العزوف عن قراءة التعليقات التي ترسلها الي ادارة الحوار المتمدن طالما بقيت تردني هذه الرسائل واواصل عدم تعليقي على المناقشات والمحاورات التي تدور فيها الا اذا وجدت ما يضطرني الى ذلك. واليك تحياتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة أولية
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 7 / 27 - 12:02 )
سأعود فيما بعد إلى التعليق على ما ورد في المقال عن موقفي من الستالينية واللينينية
اريد الآن ان اقول فقط ان ردود الكاتب على تعليقات القراء على ما يكتبه هو واجب من الكاتب تجاه قرائه ويعبر عن احترامه لهم ولا يجوز لكاتب يحترم قراءه ان يتغاضى عن واجبه هذا


2 - ملاحظة ثانية: إسأل فؤاد النمري
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 7 / 27 - 15:11 )
حسقيل قوجمان يطلب من القراء مساعدته في البحث عن وثائق (مزعومة؟) تتعلق برسائل بعث بها تشرشل إلى ستالين يطلب فيها تشرتشل من ستالين مساعدته على اشغال الجيوش الالمانية التي تحاصر القوى التي انزلتها بريطانيا واميركا وفرنسا في اوروبا، أو يشكره على تلبية ستالين لطلبه. حسقيل قوجمان بحث في كل مكان ولم يجد أثراً لهذه الرسالة او الرسائل. لم يخطر ببال حسقيل قوجمان طبعاً ان لا وجود لهذه الوثائق على الأطلاق
نصيحتيً لحسقيل قوجمان هي كما يلي: إسأل فؤاد النمري فهو معروف بقدرته الفائقة على خلق شيء من لا شيء
وفقاً لما كتبه فؤاد النمري في الماضي القريب فانه، كما فهمت، رأى هذه الوثائق أو قسماً منها، قرأها، ترجمها إلى العربية ونشر محتواها أو أشار إليها في الحوار المتمدن
اكثر من ذلك، بحوزة فؤاد النمري نص مكالمة تلفونية بهذا الخصوص جرت بين تشرتشل وستالين اجهش فيها تشرتشل بالبكاء


3 - مراسلات تشرشل ستالين
عبد المطلب العلمي ( 2010 / 7 / 27 - 17:15 )
ان المراسلات التي اشار اليها الرفيقان النمري و قوجمان فالفعل موجوده ، و بعد مقال الرفيق حسقيل انبياء و اولياء باشرت بالبحث عنها و لقد وجدتها في نهايه الاسبوع الماضي و باشرت بترجمتها الى العربيه امل ان انتهى من هذا يوم السبت او الاحد و ساقوم بنشرها فورا على هذا المنبر.
ملاحظه :انا اترجم ما يتعلق فقط بالعمليات العسكريه اما ما يتعلق بالمفاوضات حول يوغوسلافيا و بولندا و رومانيا و فرنسا و وضعهم بعد انتهاء الحرب فاهملته و ذلك لكثره الرسائل و طولها و ما يتطلب من وضع هوامش توضيحيه للترجمه


4 - ملاحظة ثالثة واخيرة
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 7 / 28 - 17:24 )
كان بودي ان اعلق (او اكمل) على ما جاء في مقال حسقيل قوجمان حول موقفي من الستالينية واللينينية وحول كيف يجب فهم الماركسية، ولكني عدلت عن ذلك لأن الموضوع اوسع من ان يمكن تناوله بتعليق لا يتجاوز 1000 حرف. ربما اكتب عن ذلك في مناسبة اخرى
اريد هنا فقط ان اسجل تعريفي (الذي اشير له في المقال) للستالينية: الستالينية هي تجريد الماركسية (والأفكار الشيوعية) من محتواها الأنساني، وماركسية بلا محتوى انساني تتحول إلى عقيدة فاشية
هذا التعريف هو نتيجة تجربتي الخاصة


5 - تحية حب ليهود العراق
احمد قره صو ( 2010 / 7 / 28 - 19:33 )
الأخ يعقوب ابراهامي أحييك وأحيي كل احبتنا من يهود بلاد الرافدين
لقد اشتقنا اليكم و لا ندري كيف نعتذر لكم للجرائم التي ارتكبت بحقكم
رجائي لا تنسونا و لا نريدكم ان تنسوا اسرائيل فبدونكم لا عراق و لا الرافدان و لا الخير


http://www.youtube.com/watch?v=BoY1A3GtWss&feature=related


6 - هو لا يفرق عن هتلر في قتله لأبرياء اليهود
سمير فاضل ( 2010 / 7 / 29 - 04:25 )
رغم ان ستالين تصرف بذكاء وحزم في فترة الحرب العالميه الثانيه لأيصال الاتحاد السوفيتي الى عتبة النصر على النازيه الالمانيه وهى تحسب له.

الا انه مارس وبدون كلل اسلوب التصفيه الجسديه لخصومه الشخصيين او السياسيين ، اي انه لا يصلح ان يكون رمزاً لقيم يحاول فرضها بالأرهاب ، ان هذا الأسلوب مدان ومستهجن ابد الدهر هو لا يفرق عن هتلر في قتله لأبرياء اليهود

تحياتي


7 - الى احمد قره صو 5
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 7 / 29 - 06:53 )
شكراً لك يا اخي
أنا العراق لساني قلبه ودمي فراته ... وكياني منه أشطار - الجواهري


8 - الإمّعات
فؤاد النمري ( 2010 / 7 / 29 - 07:00 )
بعض الإمّعات وهم أغبياء الأغبياء يقولون بالمحتوى الإنساني للماركسية. الماركسية أنساق من القوانين العلمية تأسست على قانون الحركة في الطبيعة الذي لم تضعه الإنسانية ولا أية حياة عاقلة. تأسيساً على هذه الحقيقة على هؤلاء الإمعات أن يغلقوا أفواههم إلى الأبد كيلا تتلوث الإنسانية بأنفاسهم


9 - اشارة لطلب تشرتشل من ستالين
يوسف سلامه ( 2010 / 7 / 29 - 07:27 )
في مذكرات العقيد سيرجي شتيمنكو المناوب في غرفة عمليات القيادة السوفياتية طيلة الحرب يقول في الصفحة 395 ما يلي :ـ
- وأهم هذه التعديلات ــ تبديل موعد بدء العمليات ــ كان ذلك مرتبطاً بوضع حلفائنا الحرج في جبال الأردن. ففي أواسط شهر كانون الأول قام الألمان هناك بأعمال نشيطة جداً مما اضطر رئيس حكومة بريطانيا العظمى آنذاك ونستون تشرتشل إلى طلب المعونة من ي. ف. ستالين .-ـ ويكمل .. - انتقلت القوات السوفياتية المخلصة لتعهداتها أمام الحلفاء إلى الهجوم الحاسم في 12 كانون الثاني وفاقت وتائر هذا الهجوم، كما سبق وذكرنا، كل توقعاتنا - .
يلاحظ أن في هذه المذكرات تطابق كبير مع قصة النمري التي يكذبها الابراهامي بغير سند


10 - إلى فؤاد النمري 8
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 7 / 29 - 09:54 )
هذا بالضبط هو ما اعنيه عندما اقول: تجريد الماركسية والأفكار الشيوعية من محتواها الأنساني
شكراً للمساعدة في توضيح الفكرة


11 - إلى يوسف سلامه 9
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 7 / 29 - 10:00 )
كذبت ان تشرشل اجهش بالبكاء
انا اعرف عن التنسيقات في العمليات العسكرية التي كانت بين الحلفاء في الحرب ضد المانيا النازية


12 - الى السيد يعقوب
عبد المطلب العلمي ( 2010 / 7 / 29 - 16:39 )
كفى مهاترات ان الوثائق (المزعومه) و التي تدعي انه لا وجود لها على الاطلاق في تعقيبك رقم 2 قمت بترجمتها و ارسلتها للنشر قبل دقائق،ادخل على موقعي الفرعي بعد قليل ،انتظر اعتذارك للرفاق قوجمان و النمري..

اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب