الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تصبح مصلحة الوطن اعلى من مصالحكم؟

كوهر يوحنان عوديش

2010 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


انتهت الانتخابات العراقية لمجلس النواب قبل اشهر وفاز بالعضوية مرشحين من تيارات واتجاهات وفصائل مختلفة تمثل اطياف الشعب العراقي المتعدد بقومياته ومذاهبه، حيث تقدمت شعبية بعض الفصائل وتراجعت شعبية البعض الاخرى وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان الفرد العراقي بدأ يبتعد عن الانتخاب الاعمى ويقترب رويدا رويدا من الانتخاب العقلاني الذي يتطلب الكثير من الجرأة والانفتاح وقبول الاخر ونبذ الطائفية ورفض الانصياع الكامل لقرارات تتخذ بدلا عنه على اساس طائفته او قوميته او مذهبه، هذه الافكار والتقاليد والاحكام التعسفية التي جردت الفرد العراقي من انسانيته وجعلته الة مسيرة حسب اهواء ورغبات ومصالح سياسييه ورجال دينه لسنين طويلة، لكن هذا لا يدل على ان الشعب العراقي باكمله قد هضم العملية الديمقراطية وعرف حقوقه الدستورية وفهم مسؤوليته التاريخية لبناء مجتمع مدني ديمقراطي يحفظ كرامة الفرد ويحترم ارادته، لانه لا زالت شرائح وفئات كثيرة من الشعب العراقي منقادة بشكل عمياوي لاوامر وفتاوى السياسيين ورجال الدين الذين يفرضون مصلحتهم على مصلحة الشعب والوطن.
يمكن اعتبار الانتخابات الخطوة الاولى لتوجيه المجتمع نحو الديمقراطية حيث يشارك الشعب فعليا في العملية السياسية من خلال انتخابه لممثليه الذين يحكمون البلد لفترة محددة من الزمن، لكن لا يمكن اختصار العملية الديمقراطية بالانتخابات وحدها، فالدول الديمقراطية اضافة الى الانتخابات تحترم ارادة الشعب وتصون كرامته وتحفظ حقوقه دستوريا وكل مسؤول فيها يحاسب ويعاقب على ادائه الفاشل بغض النظر عن انتمائه الطائفي والسياسي وحجم الكتلة البرلمانية التي ينتمي اليها ويحتمي تحت مظلتها لان القانون ونصوص الدستور اعلى من كل الاعتبارات الاخرى.
في عراقنا الديمقراطي الجديد! ( الذي هو جزء من الشرق المبتلى بشتى انواع الدكتاتورية ) يستطيع المرء ان يلمس كل مظاهر الديمقراطية ظاهريا، اما ما يحدث في الظلام خلف الستار فهو امر مختلف كلياً، فالديمقراطية التي يتشدقون بها ويبكون عليها ما هي سوى وسيلة لاعتلاء المناصب وابتلاع اكبر قدر ممكن من ثروات البلد، فكل من يحكم يحسب الوطن ضيعة من ضيعاته والشعب قطيع غنم يوجه كيفما يشاء، فلو اهملنا الفوضى التي تعم البلد منذ اسقاط النظام السابق وشطبنا من تاريخ بلدنا المعاصر ( ابتداءأ من نيسان 2003 طبعاً ) كل الاموال التي سرقت والاف الاطنان من النفط التي نهبت ومليارات الدولارت التي قدمت من قبل المواطنين كرشاوى للحصول على جوازات السفر او بعض الاعمال الخدمية التي هي ابسط حق من حقوقهم! المشروعة واغمضنا عن كل الاتفاقات المعلنة وغير المعلنة التي ابرمت على حساب معاناة الشعب العراقي ومستقبل اجياله القادمة، فلو محينا كل هذا من تاريخ العراق وذاكرة شعبه وتوجهنا بسؤال الى الماسكين بدفة الحكم لماذا لم تشكل الحكومة الجديدة لحد الان رغم مرور كل المدة!؟ ( المعتاد والمعمول في الدول الديمقراطية ان تسلم المناصب الى الفائزين وتشكل الحكومة حسب نصوص الدستور خلال فترة محددة، اما عندنا فالامر مختلف لان الدستور ليس سوى حبر على ورق دون لخداع الشعب )، ترى ماذا سيكون جوابهم!؟ هل هي مصلحة الشعب والوطن ام مصلحة حفنة الاشخاص الانتهازيين؟ اجيبونا يحفظكم الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا