الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاي فرحة وبعد فرحة

طارق الحارس

2004 / 8 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تأهلنا الى الأولمبياد ففرحنا ... فزنا على البرتغال ، ذلك الفريق الأوروبي الكبير ففرحنا ... فزنا على كوستاريكا ففرحنا ... تأهلنا الى الدور الثاني بعد أن تصدرنا مجموعتنا بالرغم من خسارتنا أمام المغرب في المباراة الأخيرة ففرحنا ... فزنا على استراليا ففرحنا . لم يكن الفوز وحده هو سبب فرحتنا هذه المرة فالأمر الأهم هو أننا أصبحنا من أفضل أربع منتخبات أولمبية بالعالم .
نعم ، الفرحة هذه المرة كبيرة جدا فهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها منتخبنا الأولمبي الى دور الأربعة في نهائيات الأولمبياد .
لقد بذل لاعبونا جهدا كبيرا منذ الدقيقة الأولى من المباراة الى الثانية الأخيرة منها ليزرعوا على شفاهنا بسمة جديدة وفرحة كبيرة .
هذه الفرحة هي عبارة عن رسالة الى جميع الارهابيين والجهلة الذين يحاولون أن يقفوا بوجه أفراح العراق الجديد فبالرغم من عياراتهم النارية التي تغتال أبناء العراق الشرفاء وبالرغم من سياراتهم المفخخة وبالرغم من أفعالهم الشنيعة التي وصلت الى المساجد والكنائس ، بالرغم من ذلك كله فقد تمكن هذا المنتخب من زرع فرحة كبيرة في قلوبنا ليؤكد لهم أن العراقي سيسير في طريق الأفراح ولن يعود الى الخلف أبدا ... لن يعود الى عهد الظلم والبكاء . هذه الفرحة شوكة في عيون هؤلاء جميعا . هؤلاء الذين أرادوا أن يسرقوا فرحتنا الكبيرة يوم سقوط النظام الصدامي .
فرحة فوزنا هي عبارة عن رسالة محبة أيضا الى جميع الناس في أرجاء المعمورة كلها . هذه الرسالة تريد أن توضح لهم أن هذا هو ابن العراق ... ابن الحضارات العريقة ... ابن السلام الذي ليست له علاقة بالمجرمين الذين يذبحون الأبرياء .
مبروك للشعب العراقي بمناسبة هذا الفوز الكبير ... مبروك للمدرب عدنان حمد الذي نجح بالرغم من صعوبة مهمته وبالرغم من الظروف الصعبة التي يعاني منها البلد حاليا ، تلك الظروف التي يعرف حمد قبل غيره الأطراف التي تقف وراءها . مبروك تحقيقه هذا الانجاز للعراق وله شخصيا ، إذ أنه تمكن من الوصول لأول مرة بمنتخب عراقي الى مثل هذا الدور في بطولات الأولمبياد . مبروك لكل اللاعبين الذين شاركوا في تحقيق هذا الانجاز . مبروك لاتحاد الكرة الذي راهن على هذا الفريق ومبروك للجنة الأولمبية العراقية أيضا .
أكثر ما أفرحني بعد فوزنا في هذه المباراة أن مدربنا ولاعبينا لم يهدوا هذا الفوز لرئيس الجمهورية الشيخ غازي الياور أو لرئيس الوزراء الدكتور أياد علاوي مع احترامي لهما ، إذ أهدوا الفوز الى العراق وأبناء الشعب العراقي والى كل من ساهم فيه . هذا هو العراق الجديد الذي تحدثنا عنه فالشيخ الياور وأياد علاوي لا يحتاجان الى من يتملق لهما بهذه الطريقة أو تلك .
سألني أحدهم عن سبب تمكن هذا الفريق من تحقيق هذه الانتصارات في هذا الوقت بالذات . قلت له أن العراقي يتمتع بمواصفات فريدة من نوعها ، لكن كانت مدفونة ... محبوسة بسبب سياسة النظام السابق وفي الرياضة بالذات كان الخوف من العقوبات القاسية التي يفكر بها أثناء اللعب والتي تنتظره حال عودته الى العراق هي السبب في عدم اظهار قدراته الحقيقية ، أما الآن فانه يلعب دون خوف .. يلعب من أجل العراق وشعب العراق لذا فانه لايبخل باظهار قدراته على أرض الملعب لاسعاد هذا الشعب وقد فعلها مرات عديدة منذ سقوط النظام وسيفعلها مرات أخرى .
نحن على يقين تام أن أفراحا عديدة سيعيشها العراق بفضل فهم أبنائه معنى الحياة الجديدة .. معنى الحرية التي دفعنا ثمنا باهضا من أجل الحصول عليها ويبدو أن علينا أن ندفع دماء جديدة لكي تشرق الشمس بكاملها على أرض الرافدين لأن هناك بعض الجراثيم التي لازالت تدنس هذه الأرض الطيبة .
دعونا نهزج سوية الاهزوجة العراقية التي كدنا أن ننساها :
هاي فرحة وبعد فرحة والقلب ما طاب جرحه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو