الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم كرتون عراقي

عبدالمنعم الاعسم

2010 / 7 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


فيلم كرتون عراقي

يستطيع اولئك الذين يبحثون عن موضوعات مثيرة لافلام كارتون مسلية ان يتابعوا فصول الصراع على منصب رئيس الوزراء في العراق، فسيعثرون على كنز ثمين من المفارقات واجواء المتعة والطرائف والمغامرات واضطراب الاقدار والحظوظ وتداخل العناد بالاستفراد بادعاءات الفضيلة الزائفة مما يستهوي الاطفال ويحملهم على الالتصاق إزاء الشاشات الملونة وعيونهم مفتوحة على وسعها.

ويمكن لفيلم الكارتون المقترح هذا، ان يجري مجرى المسلسلات التركية المدبلجة الباذخة من حيث غزارة الدموع وقصر التنانير وفخامة صالات الاستقبال ووجود اكثر من بطل يجلب الشفقة، لكي يتوزع الاطفال المشاهدون عليهم ويصفقوا لاي واحد يكسب جولة في التنافس، كما يمكن لهذا الفيلم ان يحاكي قصص ارسين لوبين من حيث احتشادها بالبطولات الفارغة والصفقات المفضوحة والتحالفات الفاشلة والنداءات الفضفاضة، وكلها في الاخير تقع في حبائل رجل الشرطة الذي لا يقهر، ولا يقلل من شأن هذه الافكار الكبيرة ان تحملها طيور صغيرة او حيوانات منزلية اليفة، فالصغار المولعون بمثل هذه الافلام يحبذون القطط والعصافير والفئران التي تناقش قضايا كبيرة تهم مصائر بني جلدتها.

ويستطيع المؤلف الحاذق ان يستخدم تاثيرات صوتية من النوع الذي يجيّش عواطف الصغار. طبول. زعيق خفيف. حفيف اشجار. رعد. وذلك من خلال سيناريو ياخذ بالاعتبار الابعاد المكانية للحدث، مع مراعاة الحبكة والاقناع واللقطات المقربة "الكلوز" والبناء الدرامي الرشيق، مع الحذر من زج مشاهد الدم والقسوة في ثيمة الفيلم الذي يراد له ان يهئ الاطفال الى النوم من غير كوابيس.

ويحسن بكاتب السيناريو ان يركز على الهدف الذي تتصارع عليه، وتتسابق نحوه، جحافل الطيور، وان لا يثقل رؤوس الصغار المشاهدين بالعبارات الفلسفية مثل السيادي والسيادية، او المصطلحات الدستورية مثل الاستحقاق والفراغ ، فان مكانة الفلسفة قد تراجعت، وسمعة الدستور قد تردت، وقد يجد بدائل عنها في اغان خفيفة لجوقة من الزرازير تردد اغنية "تاذيني" بصوت كورالي منعش.

في احد افلام الكارتون الامريكية كان الهدف هو "جبنة" أخفيت طي سلة ملابس قديمة، فيما يبحث عنها اثنان من القطط كانا يعتزمان العثور عليها ويتسابقان اليها ليستأثران بها، وطوال وقت العرض يقدم مخرج ومؤلف وسيناريست الفيلم مشاهد شيقة، كان آخرها العثور على الجبنة وقد تعفنت.. للاسف.

ـــــــــــــ

كلام مفيد:

"- زاوية واحدة من الكون تستطيع إصلاحها ، هي نفسك ".

هكسلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وماذا عن جبنتنا العراقية ؟
مارسيل فيليب / ابو فادي ( 2010 / 7 / 28 - 08:03 )
إلا تعتقد انها تعفنت منذ أن جَلد بريمر العقل العراقي بثلاثيته المشهورة ( شيعة وسنة وأكراد ) ، وبناء على هذه المعادلة الطائفية والأثنية المقيتة رسم خارطة العراق القادم على الطريقة الأمريكية .

اخر الافلام

.. ماذا وراء تقارب السودان وروسيا؟


.. الاحتجاجات الداعمة لغزة: رئيسة جامعة كولومبيا تهدد بفصل طلاب




.. بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. ماذا قال مصدر ل


.. الانتخابات الأميركية.. شعبية بايدن | #الظهيرة




.. ملك بريطانيا تشارلز يستأنف مهامه العامة | #عاجل