الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارحموا غزة - 5 الكهرباء والماء المعاناة متى تنتهي

أكرم أبو عمرو

2010 / 7 / 28
القضية الفلسطينية


ونواصل تناول معاناة سكان قطاع غزة جراء الحصار والانقسام ، فمنذ يوم الخامس والعشرين من شهر يونيو 2006 ، وقطاع غزة يعاني من ظاهرتين خطيرتين هما انقطاع التيار الكهربائي ، وشح المياه، وقد اشتدت وطأتهما في الأشهر الأخيرة بحيث أصبحت كل من الظاهرتين ظاهرة مرضية ، فالأولى وهي انقطاع التيار الكهربائي لا تنشأ نتيجة الأعطال الفنية الغير مقصودة و المعتادة، ولكنها تنشأ عمدا مع سبق الإصرار والترصد ، وهي مبرمجة ومجدولة لدرجة أصبح المواطن العادي يعرف متى ينقطع التيار الكهربائي ومتى يعود ، في بداية المشكلة القينا كامل المسئولية على الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل الإمعان في حصارنا وإذلالنا ، عندما قام بتدمير محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة ، وبعد إصلاحها بدأ في تقليص كميات الوقود اللازم لتشغيل المحطة ، مؤخرا بدأنا نستمع إلى تبادل الاتهامات بين الفلسطينيين حول سبب انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة وهذه المرة تخرج إسرائيل بريئة من هذه المشكلة ، وتبدأ الخلافات الفلسطينية الفلسطينية حول تسديد قيمة فواتير الوقود المستورد لتشغيل المحطة ، وتستمر معاناة المواطن العادي البسيط الذي لاحول له ولا قوة حيث الكثير من القادة والمسئولين لا يشعرون بما يشعر به نتيجة ما يتوفر لهم ولا يتوفر لغيرهم ، مشكلة كبيرة لم تظهر قبل الانقسام.
إن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي مشكلة يجب أن تنتهي نعم يجب أن تنتهي فهي مشكلة فلسطينية بحته كما نراها ، وحلولها هي بالتخلص من ثقافة اللا مبالاة في دفع فاتورة استهلاك الكهرباء ، فعلى الجميع المبادرة بتسديد هذه الفاتورة ، مع ضرورة وضع الحلول المناسبة للمتراكم منها على اعتبار أنها ملك عام لا يسقط استحقاقه بالتقادم، وذلك بإيجاد آلية مريحة للجميع من اجل القيام بالتسديد مع الأخذ في الاعتبار الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد ، وليتذكر الجميع بان قيمة ما يدفع ثمنا لوقود المولدات التي لا ينقطع هديرها ربما يكفي لتسديد فواتير الكهرباء أو جزء كبير منها ، أن مرفق الكهرباء مرفق هام وحيوي لا بد من المحافظة عليه فهو يتصل بكل صغيرة وكبيرة في حياتنا الاجتماعية والصحية والتعليمية والاقتصادية الخ.، وليتذكر الجميع انه لو كنا نعيش في وسط الصحراء الكبرى في إفريقيا أو في مجاهل الغابات الاستوائية لا عتبرنا أن الثماني ساعات من الكهرباء انجازا ضخما ، فما بالكم ونحن نعيش في مركز العالم ورياح حضارات الشرق والغرب تهب علينا ونستنشق هوائها ونشتم روائحها ، فهل يعقل حرماننا من أكثر الضروريات في عصرنا ، أم أننا استمرأنا أصوات وهدير موالدات الكهرباء والتي لا استبعد ان مصانعها كانت مغلقة في بلادها لتعيد فتحها لصناعة المولدات لقطاع غزة حيث أصبحت تجارة رائجة هنا.
وتأتي الماء كظاهرة ثانية من الظواهر التي تحولت إلى مشاكل مستعصية، فمشكلة الماء في قطاع غزة تتلخص في أمرين الأول شح المياه أو تناقصها وهذه لها أسبابها الطبيعية والبشرية والسياسية، الطبيعية ناتجة عن انخفاض في كمية مياه الأمطار وبالتالي انخفاض كمية المياه المتسربة إلى الخزان الجوفي، حيث الاعتماد الأكبر في قطاع غزة نظرا لعدم وجود جريان سطحي للمياه ، والأسباب البشرية ناتجة عن تزايد كمية الاستهلاك من المياه بدرجة اكبر بكثير من كمية الوارد فكمية الوارد من المياه والداخلة في الخزان الجوفي 80 مليون متر مكعب ، وكمية المياه المستهلكة تقدر ب 130 مليون متر مكعب أي أن هناك عجزا مائيا في القطاع يقدر ب 50 مليون متر مكعب، وعلى هذا فإن المياه الجوفية آخذه في التناقص لدرجة أن أصبحت المياه في كثير من مناطق القطاع على درجة كبير من الملوحة نظرا لتزايد معدلات كلوريد الصوديوم في المياه، ما يهدد الحياة الزراعية وتزايد ملوحة التربة ، بالإضافة إلى زيادة نسبة التلوث للمياه الجوفية لدرجة أصبحت فيها المياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي حسب العديد من التقارير الصادرة عن الكثير من الجهات ، أم الأسباب السياسية فمرجعها إلى الاحتلال الإسرائيلي الذي انشأ مجموعة من المصائد المائية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة ، وقيامه بحفر العديد من الآبار ذات القدرات العالية لسحب مياه الخزان الجوفي المنساب إلي قطاع غزة من الشرق ، الأمر الذي انخفض معه تدفق المياه الجوفية إلى القطاع .
ومن تداعيات هذه المشكلة إن سكان القطاع بداوا يعانون من نقص كميات المياه الواردة إلى منازلهم عبر شبكات المياه ، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة السيارات التي تحمل صهاريج المياه للبيع على المواطنين بمسميات عديدة منها المياه العذبه والمياه الصحية ومن غير المعروف مدى جودة هذه المياه لأنني اعتقد ان معظمها غير مراقب ولا يخضع لمعايير الجود والصحة العامة لا من جهة المياه ولا من جهة الخزانات التي تحوي المياه .
إن كل من مشكلتي الكهرباء والماء على علاقة بالوضع الفلسطيني الراهن الذي من ابرز سماته الانقسام فالانقسام يقلل من فرص وضع الخطط والحلول الكفيلة بتخفيف المعاناة عن شعبنا ، فقطاع غزة يحتاج إلى أكثر من محطة توليد للكهرباء أو محتاج إلى عقد العديد من الاتفاقيات مع الدول المجاورة للحصول على الكهرباء ، كما ان القطاع في حاجة ماسة إلى مشاريع مائية كبرى لتفادي تفاقم مشكلة المياه والمرشحة للزيادة مع تزايد عدد السكان ، ان عقد الاتفاقيات وإعداد المشاريع الكبرى لا يمكن إتمامهما في ظل الانقسام الحالي فالعالم لا ينظر ألينا بل يسخر منا ، لا بد من عودة الصف الفلسطيني ، وعودة اللحمة الفلسطينية بوحدة شطري الوطن ، و لا بد من قيادة واحدة تأخذ على عاتقها التخطيط للخروج من مثل هذه الأزمات ، لا بد من العودة إلى أنفسنا فكثير من مشاكلنا حلولها بين أيدينا لنثبت للعالم بأننا شعب جدير بالحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز