الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحفيون بين قانون تنظيم الإعلام و الفوضى الخلاقة

فراس الغضبان الحمداني

2010 / 7 / 28
الصحافة والاعلام


نظمت هيئة الإعلام والاتصالات مؤخرا ورشة حوار بحضور نخبة من الإعلاميين الذين يمثلون اتجاهات الصحافة العراقية ومعهم معنيون بتشريعات إعلامية لغرض التوصل إلى قناعات مشتركة لحسم النقاش الدائر حول القانون وحرية الإعلام .

المفارقة إن اغلب الأوراق الخاصة بالتشريعات الإعلامية تم إعدادها من قبل أشخاص لا علاقة لهم بالتشريعات وان قادت ظروف ما بعد 2003 للسيطرة على المشهد الإعلامي وما يرتبط به من منظمات تدعي دعم الإعلام العراقي ، ورغم ذلك فان الحرص والحس الطيب للإعلاميين العراقيين التواقين لبناء مشغل رصين للإعلام العراقي يمنحه الفرصة لنيل ثقة الناس وانتزاع حقوقه وحرياته في البرلمان قبل الحكومة ومن عموم أبناء الشعب قبل غيرهم ، عرضت العديد من الأفكار في هذه الورشة ( المستعجلة جدا ) والتي أرادت إن تخرج بمجرد توصيات من باب إسقاط الفرض .

نقول إن هذه الورشة هي امتداد لمئات الورش السابقة وقد عرضت فيها أفكار متعددة وكان ابرز اتجاهين متناقضين هما الأول : يدعو لتنظيم الإعلام بقوانين تثبت الحقوق والواجبات وتمثل المعيار القانوني والأخلاقي والمرجعية في فض المنازعات ما بين سلطة الصحافة بإبداء الرأي وتحفظ الحكومة واحتياطاتها لحماية نفسها والبعض من مفسديها من الإعلام ، وتطرق البعض من دعاة هذا الاتجاه للموازنة ما بين الحرية والمسؤولية والاعتقاد بان غياب القانون سيقودنا إلى مشكلات خطيرة تعطي المبرر والذريعة لانتهاك حقوق الصحفيين وفي مقدمتها حرياتهم .

ويرى الاتجاه الثاني : ضرورة الاستمرار بالفوضى الخلاقة بدون قوانين اعتمادا فقط على المادة 38 التي وضعها الدستور لحماية الحريات ، ويعتقدون إن القانون سيتضمن قيودا تحد من حركة الإعلاميين وتعطل حرية التعبير .

وأخيرا يبدو إن الحاضرين اتفقوا على أن لا يتفقوا فاتحين الأبواب لكل الاحتمالات مؤكدين بذلك انقسام بل تشضي الوسط الصحفي إلى نزعات واتجاهات وميول وأمزجة لا يمكن لكائن من يكون إن يوحد هذه الرؤى المعبرة حقيقة عن مصالح شخصية متقاطعة جميعها تغلف نفسها بالحديث عن الحريات والانتهاكات والى آخر مسلسل تلك الشعارات التي تاجر البعض فيها وأصبحوا أغنياء ماديا وما زال الوسط الصحفي يعاني من الحرمان ، وأصبحت اسر الشهداء وسيلة للمتاجرة والمزايدة ، وبين هذا وذاك تستغل العناصر المفسدة وسائل الإعلام وسيلة لإرهاب الآخرين وجمعت ثروات كبيرة باسم محاربة الفساد وتثقيف العباد .


وتساؤلنا متى ينجح الرأي العام الصحفي في إظهار نخبة من الصحفيين الأحرار يصححون المسار ويعيدون للصحافة كرامتها وسطوتها المستمدة من الحقيقة والمهنية والنزاهة لتكون فعلا سلطة رابعة تراقب كل السلطات وحينها تكون للصحفيين كلمة مسموعة يساندها كل الشعب وتخشاها كل الأحزاب والحكومات وأعضاء البرلمان وحينها سيحصل كل الصحفيين على حقوقهم كاملة وبطرق نظيفة لسبب بسيط إنهم نجحوا في تطهير جسدهم الصحفي من كل القاذورات التي علقت بهم ولا يصح إلا الصحيح .



[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت