الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة - بشرى -

صادق سالم

2010 / 7 / 28
الادب والفن


وجلت الأم وكاد قلبها يتوقف من الخوف وهي ترى الشرار يتطاير من عين زوجها الذي كان يتوعدها ويحلف بأغلظ الأيمان لان أنجبت فتاة رابعة فسوف يرمي المولودة في الشارع فقد ضاق ضرعا بولاداتها من الفتيات فقط
- ثلاث فتيات ثلاث فتيات هل تريديني أن اجن , أريد صبي يحمل اسمي من بعدي ويسندني ويعينني في كبري ماذا افعل بالفتيات
- وماذا افعل أنا وهل الأمر بيدي أليست تلك مشيئة الله أليست الفتيات رزقا من الله ألا ينبغي أن نحمد الله ونشكره بدل أن نكفر بنعمته .
فهز الرجل يده وصرخ بوجهها
- أنا لا افقه شيء من هذا الكلام قلت صبي يعني صبي وإلا .
و شاءت مشيئة القادر أن ترزق الأم المسكينة بفتاة رابعة فجن جنون الأب واسودت الدنيا بعينه وأصر على تنفيذ قسمه فاخذ الفتاة ليرميها وألام المسكينة التي لا حول ولا قوة لها تسير خلفه على غير هدى وهي تتضرعه وتتوسل إليه الذي لم يكن يسمع شيء منها .
وبالفعل وضع الفتاة أمام احد الجوامع وبقي ينتظر بالخفاء على أمل أن يأخذها احد لكن لم يأتي احد لأخذها حتى بزوغ الفجر فخاف أن تموت من البرد فأمر الأم أن ترجعها معها هذه الليلة فقط . لكن تكرر الأمر هكذا عدة ليالي ومرات حتى قنط تماما أن يأتي احد لأخذها .
وفي إحدى المرات وبعد أن رق قلبه قليلا لتوسلات الأم انتبه إلى قطعة على باب الجامع مكتوب عليها (( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )) عندها اهتز شيئا في داخله و تعوذ من الشيطان وقرر إبقاء الفتاة واسماها بشرى .
بعد هذه الحادثة تغير القدر تماما بالنسبة إليهما فقد رزقا بالسنة التي بعدها بمولود ذكر كاد الأب والأم أن يطيرا من الفرح لكن بنفس الوقت توفيت البنت الكبرى ثم بالسنة التي بعدها رزق بمولود ذكر أخر وتوفيت البنت الوسطى ثم رزق بذكر أخر وتوفيت البنت الأخرى وفي الولادة الرابعة وكان ذكر أيضا اخذ الأب يتضرع إلى الله ليلا ونهارا وينذر النذور كي يحفظ بنته الوحيدة بشرى وبالفعل لم يحدث لها أي شيء . عندها كان الأب في غاية السرور ويحس كمن ملك الدنيا بأسرها فقد كان لديه أربعة أولاد وبشرى التي كان يكن لها معزة خاصة وكان الأب لا يأكل ولا يشرب إلا بوجود بشرى معه بل لا يؤنسه في الدنيا شيء إلا عندما يرى بشرى .
ومرت السنين كالسحاب وكبر الأولاد الأربعة وتزوجوا واحد بعد الأخر ورحلوا كلا إلى بيته الخاص ثم توفيت الأم ولم يبقى مع الأب الذي أصبح كهلا لا يقوى على شيء إلا بشرى التي رفضت كل الذين تقدموا إليها مضحية بحياتها إكراما وخدمتا لأبيها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان