الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا تمازح نفسها

ريبر يوسف

2010 / 7 / 28
كتابات ساخرة



سوريا احتفلت، وعلى مدار أسبوع كامل، بيوم اللاجئ العالمي. سعياً منها إلى إيجاد النية في تفسير الغرب المندلق في مفهوم أن "الحكومة السورية.. من الحكومات التي تقمع شعبها وتدفعهم إلى طلب اللجوء في دول عالمية كثيرة"؛ مما دعت سوريا إلى رفع بطاقة اللاجئين العراقيين على أراضيها لتلوح بحالة إنسانية إلى العالم بأسره، مستفيدة بطريقة ما من الاحتلال الأمريكي للعراق. ربما في نية الحكومة السورية فتح باب اللجوء أمام المقموعين في دولهم، ومن المعلوم أنه يُعطى حق اللجوء، حسب قانون اللاجئين في الأمم المتحدة، للأشخاص الذين يعانون من القمع نتيجة انتماءاتهم القومية والدينية، ومن يعانون من اضطهاد يسقطهم عن قيمة التعبير وإبداء الرأي في بلدانهم؛ الأمر الذي سيجعل ثلاثة ملايين كردي، يعيشون في سوريا وهم سوريّو الأصل، و 300 ألف منهم، مجرّدين من الجنسية السورية، ومحرومين من حق المواطنة، رغم أن أجداد أجدادهم ولدوا في سوريا بل وحتى أسهموا في بناء سوريا التي هي عليها الآن. ثلاثة ملايين كردي سيقدمون طلب اللجوء السياسي إلى سوريا وتكون بذلك المعادلة محلية، وعوضاً عن هجرة الكرد بعائلاتهم وأطفالهم من سوريا إلى دول عالمية كثيرة وقطْعهم مشياً حدود دول عديدة تتجاوز أحياناً الأربع دول وسيرهم لأيام بأكملها عبر غابات ومستنقعات ونومهم في العراء؛ البعض منهم لأشهر حتى يتسنى للمهرّب تحيُّن اللحظة الشائكة ليعبر بهم الحدود، ودفعهم أموال طائلة أجرة الهرب من الموت الذي يتحقق عبر براثين رجال الدولة السورية بالإضافة إلى الظروف المعيشية التي لا تحتمل البتة. لذلك، لن يتعذب الكرد في حال الهجرة من سوريا، أي أنهم جمعاً سيستقلون باصات ذات الحجم العائلي، والتي ستقلّهم إلى سوريا بمبلغ لا يزيد عن ال 5 يورو للاجئ الواحد طلباً للجوء السياسي إلى سوريا؛ هذا بالنسبة إلى أكراد الجزيرة السورية، أما بالنسبة إلى أكراد عفرين وكوباني وهم أقرب إلى سوريا منها إلى أكراد الجزيرة السورية، الأمر الذي سيجعلهم يدفعون مبلغاً يقل عن ال 3 يورو للكردي الواحد لشركات النقل المحلية داخل سوريا، وسيكونون أقل معاناةً من أقرانهم الجزراويين حيث الطريق قصيرة من كوباني وعفرين إلى سوريا، أما بالنسبة إلى الأكراد الذين يسكنون مدينة دمشق فستكون لهم الحصة الأكبر من السلامة نسبة إلى أقرانهم الآخرين والوفرة في المال؛ أي أنهم ما إن يغادروا بيوتهم حتى يصلوا إلى سوريا ليتقدموا إليها بطلب اللجوء السياسي، هناك, بيوتهم المترامية على الجبال المحيطة بمدينة دمشق كما لو أنها حجارة شطرنج على طاولة رئيس خاسر. سوريا ستحقق في أمر الثلاثة ملايين كردي هم سوريو الأصل، بل وستحاسب نفسها بشدة على ما اقترفته بحق الشعب الكردي السوري من جرائم وتشويه لبنيته الإنسانية والنفسية وتمييز عنصري، وستوبخ نفسها وتهدد نفسها وسترسل رسالة مفصلة إلى الأمم المتحدة تشرح فيها الظلم الذي لاقاه الكرد في سوريا على يد الحكومة السورية، وستقول أيضاً سوريا في رسالتها إلى الأمم المتحدة أنها ستعطي حق اللجوء السياسي لثلاثة مليون كردي لأنهم عانوا من ظلم الحكومة السورية، وستعطي سوريا للكرد اللاجئين حق الإقامة المفتوحة في سوريا وجوازات سفر سورية يحق عبرها السفر إلى جميع دول الاتحاد العربي من دون الحصول على الفيزا، إذ إن الحدود بين دول الاتحاد مفتوحة على بعضها البعض كنوافذ الشقة الواحدة المفروشة، إلى جانب السماح بالسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً من دون الحصول على فيزا وإعطائهم الرعاية الصحية وحقهم في التعليم وإرسالهم إلى دورات الإدماج لتعلم اللغة السورية مع حقوق تخوّلهم من متابعة جميع الأنشطة الثقافية والفنية وزيارة المتاحف في سوريا وبالمجان وعلى مدى الحياة، ومن الجدير ذكره أن سوريا تحتل المرتبة الأولى عالمياً من باب الاهتمام بالآثار والحرص على عدم انمحاء الثقافات الإنسانية، فهي تحتضن أكبر متحف في العالم يحتوي على بقايا جدار برلين وبوابة بابل ورأس نفرتيتي مع نظاراتها إلى جانب أكبر متحف للشمع في العالم حيث تحتضن المايزيد عن 20 مليون تمثال مصنوع من الشمع. أما بالنسبة إلى سكان مدن حلب وإدلب وحماه، فسيستقلون بدورهم باصات ضخمة هرباً من سوريا ليتقدموا بطلب اللجوء السياسي إلى سوريا، وستتأسف الحكومة السورية على القمع الذي عاناه الناس في تلك المدن بسبب معتقداتهم الدينية على يد الحكومة السورية، وستحاسب نفسها بشدة على المجازر التي ارتكبتها بحق الناس هناك واعتقالها الآلاف من سكان تلك المدن واختفاء الكثيرين منهم، وستحث سوريا نفسها على إلغاء القانون رقم 49 والذي يفضي إلى إعدام كل مواطن سوري يثبت انتماؤه إلى الأخوان المسلمين، وستقدم لهم الرعاية النفسية.. تحثهم على النسيان.
أما اللاجئين من مدينة السويداء السورية، والتي تقع في جنوب سوريا، وهي ليست بعيدة عن سوريا، الأمر الذي أدى بالحكومة السورية قبل سنوات عديدة إلى تحريض رجال المخابرات عليهم ومعاقبة الجنبلاطيين اللبنانيين عبرهم وذبح المئات منهم بعد أن صبّت الحادثة الفظيعة في إناء الخلافات بين الدروز والبدو هناك. سيتمتع الدروز بكامل حقوقهم كلاجئين سياسيين في سوريا، وستخصص لهم تعويضات مادية ومعنوية على ما اقترفته سوريا بحقهم، سترسل سوريا رسائل إلى دول أوروبية كثيرة تحثها على احترام الإنسان على أراضيها وستفتح باب اللجوء أمام الأمريكيين المقموعين في الولايات المتحدة الأمريكية وما يمارس بحقهم من قبل الحكومة الأمريكية من تعريب وإلغاء هويتهم الإنسانية، وسترسل سوريا رسائل إلى كل من إيران وتركيا تحثم على الكف عن جعل الأراضي السورية ساحة الصراعات العالمية وتوقيف حالات التشييع التي تدعمها الحكومة الإيرانية.. لأنها تزرع النار في المنطقة عموماً. ستتحول سوريا إلى أهم الدول الصناعية في العالم لأنها ستكون مزيجاً من السوريين اللاجئين؛ ما سيجعل منها مجتمعاً ذات ثقافات متنوعة تقدم للإنسانية السلام
وسينتقل مقر الأمم المتحدة من نيويورك إلى سوريا، وستعطي سوريا حق اللجوء السياسي إلى شاعرة ألمانية وستكتب باللغة السورية وستنال جائزة نوبل للآداب باسم سوريا.
ستتحول سوريا إلى أهم دولة في العالم وأكثرها سلماً وأماناً إلى الحد الذي ستُنفُخ الأرواح في التماثيل الموضوعة في متحف الشمع السوري والذي يربو عددها على ما يزيد عن 20 مليون تمثال مصنوع من الشمع، سيسيرون جمعاً في الشوارع السورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم