الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الحلفاء في أرض الغرباء

ئارام باله ته ي

2010 / 7 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لايخفى على أي مراقب سياسي التقارب الحا صل بين تركيا وسوريا وايران ، بعد تولي حزب (العدالة و التنمية) زمام السلطة في بلد العثمانيين ، إلا أن التحالف الاستراتيجي المتين بين سوريا وايران يعود الى ما قبل هذا التاريخ بكثير . طبيعة العلاقات الدولية مبنية على المصالح ، وهذا شىء طبيعي اذ أن التحالف السوري – الايراني يعود الى أيام الخلاف بين جناحي البعث في كل من سوريا والعراق ، وحرب الخليج . أما تركيا فدخلت على الخط من أجل القيام بدور ريادي في العالم الاسلامي عبر لعبها دور الوسيط بين اسرائيل و سوريا لأحياء عملية السلام في الشرق الأوسط والتوسط لحل أزمة ملف طهران النووي ، هذا بالاضافة الى التبادل التجاري والمصالح الاقتصادية التي تجمع بين الدول الثلاثة (تركيا – سوريا – ايران ) .
هذه الدول الثلاثة ، متفقة على حق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية ، ومتفقون على إعادة جولان السورية ، و ثلاثتهم ، يؤيدون قمع حزب العمال الكوردستاني (P.K.K) . المشكلة بين هؤلاء تكمن في رؤيتهم للمشهد العراقي ، حيث تتعدد الرؤي ، وهنا تختلف المصالح . وكل يسعى الى فرض أجندته . ويتدخلون في الشأن العراقي بشكل صارخ ويتلاعيون بمصيره بصورة فاضحة . فايران تريد العراق كعمق استراتيجي لها ، و لاتريد خسارة الشيعة للسلطة . ان غرضها ايديولوجي مذهبي بالدرجة الأساس . في حين أن سوريا ترى في بعض حلفاء طهران خطراً عليها ، لاسيما بعد اتهام حكومة (حزب الدعوة) سوريا بتفجيرات عدة حصلت في العراق ، والمطالبة بتشكيل محكمة دولية تكون سوريا فيها متهمة . إن هاجس السوريين أمني قبل كل شي ، و لايريدون في السلطة من يثيرلهم المشاكل . أما تركيا تسعى الى إيجاد حل لمشكلة حزب العمال الكوردستاني الذي ينطلق في بعض هجماته من جبال اقليم كوردستان . وتسعى اسطنبول لأغراق السوق العراقية بالبضاعة التركية والحصول على مصادر الطاقة العراقية بأرخص الأثمان .
وفقاً لهذه المصالح المختلفة والأهداف المتبانية . فان كل دولة من هذه الدول الثلاث تسعى الى وجود حكومة عراقية حسب مقاساتها .اذ ان ايران قد لاتهتم بشخص معين أو حزب معين ، بقدر ما تنصب اهتمامها على تشكيل حكومة شيعية موالية لطهران . السوريون يفضلون وجود حكومة علمانية أقرب الى الايديولوجيا القومية العربية ، لذلك فان وجود (علاوي) في السلطة قد يريح السوريين ، و تكون هذه الصيغة المثلى لهم . المشكلة أن ايران لا تريد (علاوي) . وسوريا لاتريد المالكي ، في حين أن الرؤية التركية هو ايجاد شراكة وطنية بين (علاوي + المالكي) لتشكيل حكومة قادرة على فرض الأمن لخدمة شركات الأستثمار التركية ، و موقف حازم تجاه قضية ( P.k.k) . اللافت للأنتباه أن لا أحد من هذه الدول تطالب بتهميش الكورد !! . ربما لخدمة الأطراف التي يدعمونها في العملية السياسية العراقية ، لما للكورد من ثقل وتأثير .
ان المشهد العراقي أصبح اليوم أكثر تأزماً مما هو عليه الأمر في لبنان ، لأن ظهور الحكومة في الأخيرة تحتاج الى توافق سوري – سعودي ، حيث الرؤية الايرانية لاتختتلف عن رؤية دمشق في تلك الساحة . أما في العراق هناك تضارب بين الأجندة والمصالح السورية والايرانية والتركية . مع وجود تدخلات أو ملاحظات سعودية أيضاً ، هذا ولا يخفى الدور الأمريكي ، الذي أراه في مصلحة العراق أكثر من الأدوار الاقليمية ، لكن مع وصول الديمقراطيين الى البيت الأبيض ، بدأ هذا الدور يتقلص ، ومع انسحاب القوات الأمريكية عام 2011 وبقاء هذا التشظي السياسي في العراق . فان العراق سيكون مضمار تجارب القوى الاقليمية المتصارعة على النفوذ في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط .

ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
[email protected]

# يمكن قراءة النسخة الكوردية من المقال في جريدة ئه فرو ، عدد يوم الخميس http://www.evropress.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت