الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النوح على السيادة والتفريط بها

أمير جبار الساعدي

2010 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نتيجة اللعبة الديمقراطية ومرونة سياسينا المفرطة التي أدت الى مطاطية مواد الدستور العراقي بخرقه مرارا وتكرارا، وتأخر تشكيل الحكومة بسبب الصراع السياسي المحتدم منذ أنتهاء الأنتخابات العامة في السابع من آذار، ينتظر الشعب العراقي المجهول فيما يؤول اليه أمر حكومته القادمة، فمع كل ما مر به هذا الشعب ومارأه من وعود سرابية وتجربة ديمقراطية مشوهة المعالم وزيادة معاناته اليومية، وبعد كل هذه الأرهاصات أصبح لديه الوعي الذي يؤهله لفهم كيف يلعب ساسة العراق بمصير هذا الشعب، فهم(ساستنا) ينتحبوا على سيادة العراق التي ستنتقص إذا ما تدخل مجلس الأمن تحت طائلة الفصل السابع، فيما إذا بقت الأمور على ما هي عليه بكل عللها وتجاذباتها العقيمة والتي أوصلت البلد الى طريق مسدود يكون من الصعب أن يفتح المسير فيه خلال الأيام القادمة وقبيل أن يتخذ مجلس الأمن اجراءات قانونية ضمن صلاحيته والتي يمكن أن تكون غير مقبولة لدى الشعب العراقي، فإذا كان هناك بعض الساسة الذين لديهم الرغبة بأن ينظر مجلس الأمن في جلسته القادمة في الرابع من آب في القضية العراقية ومدى تطبيقه لقراراته، ولبحث شؤون العراق ونشاطات بعثة الأمم المتحدة، ومدى تقدم الوضع العراقي، وهل ان العراق مؤهل للخروج من الفصل السابع الذي فرض عليه نتيجة سياسة النظام السابق، ولم يعملو على تصحيح الأمر حتى بعد أحتلال العراق، وغيروا كل ما يستطعوا تغييره، فهل تصورا بأن الشعب سيقبل بهذه القرارات والذي غالبا ما تم تجاهله، وعدم وضعه في المقام الذي يمكن به أن يكون العنصر المفاجئ لجميع السياسيين والحسابات الخارجية الضاغطة على عمليته السياسية.
فمن يعتقد بأن البحث عن حقوق الشعب لا تأتي إلا من خلال قرارات مجلس الأمن فحسب فهذا دليل على عدم مقدرته السياسية في إدارة مصالح الشعب العراقي، وكيف سيتمكن لاحقا من أن يحمي هذه المصالح مستقبلا إذا كان في كل أزمة يهرع مهرولا الى الخارج؟؟؟.
ومن المؤسف له بأن ساسة العراق بمختلف كتلهم وائتلافتهم يخشون من أن يكون تقرير أد مليكرت المبعوث الخاص للامين العام والقرارات التي ستتمخض عن جلسة آب القادم لمجلس الأمن ستفرض شروط وتوصيات معيبة بحق سياسينا وسيادة البلد التي"ستخترق" نتيجة ذلك،
والبعض الأخر يرفض التدخل الأممي كونه خارج صلاحيته، إلا بطلب من الحكومة العراقية، وأن السيادة أصبحت كاملة.
فما ما هو موقفكم من طائلة الفصل السابع، وأمكانية التعامل مع كل قوانين بنوده التي يمكن أن تُدخل الحكومة في مأزق حقيقي إذا أردوا أن يفعلوا ذلك.
فأين كنتم كل هذه الفترة من بعد أنتهاء الانتخابات النيابية لليوم؟؟؟، ومن جعل الأمر يصل الى حافة الهاوية التي تخشوها؟؟؟.
ألستم أنتم يا من تتباكون على السيادة التي هي مخترقة حقا ومن قبل جميع الأطراف المتصارعة على مصالحها في العراق عربيا وإقليميا ودوليا، فلماذا هذا التلاعب بالالفاظ ومحاولة الأستهانة بوعي الشارع العراقي الذي يعاني من عدم أتفاقكم وتناقضات مفاوضاتكم وتسوياتكم السياسية المبهمة والغير مبررة في كثير من الأحيان لأنها تتعالى على دموع العراقيين وأهاتهم وحبهم العيش ببحبوحة خيرات هذا البلد الذي أنتم تتمعون بخيره بدءً من رواتبكم المجزية وحتى نهاية حبل الأمتيازات ما علمنا منها وما لم نعلم.
فهل نترقب هلال تشكيل الحكومة العراقية قبل رؤية هلال رمضان عبر توصيات مجلس الأمن للأطراف السياسية العراقية للإسراع في تشكيل الحكومة، أم ننتظر صحوة السياسيين قبل أنتفاضة الشعب.
إن دخول أزمة تشكيل الحكومة في حيص بيص لا تتعلق بشخص او حزب أو ائتلاف، إذ أن جميع الكتل السياسية مشتركة بها، وجميعهم مسؤولون أمام الشعب أولا وقبل أي شيء أخر، لأنه هو من سلطهم على رقابنا، أملين بيوم جديد وغد مشرق لهم ولعوائلهم التي مازالت تواجه مصيرا، مثل جهلهم بأقدارهم، وبحقيقة سيادتهم التي يناح عليها صباحا ومساءا.

*باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى