الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنتزهات بين ابتزاز الأغنياء وحسرة الفقراء !!

عماد الاخرس

2010 / 7 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد أصبحت ظاهرة ارتفاع أسعار التذاكر وغلاء الخدمات داخل المنتزهات والمنتجعات العامة في عموم المحافظات بشعة تستحق متابعة ومراقبة الجهات المسئولة عنها.
وواحد منها منتجع ومتنزه ( بين الجسرين ) في مدينة بعقوبة حيث إن الزائر لهذا المتنزه يلمس بوضوح ظاهرة الابتزاز لشريحة الأغنياء من ذوى الدخل العالي ممن لهم المقدرة على الدخول لهذا المكان الترفيهي الوحيد في المدينة وكذلك يشعر بالأسى والحزن لاستحالة قرب الفقراء وذوى الدخل المحدود من أبوابه !
إن حبي لرؤية البسمة على وجوه الأطفال دفعني لزيارة هذا المنتجع ثلاث مرات وفى كل مره أحس بألم شديد بسبب ارتفاع أسعار التذاكر والخدمات الأخرى فيه وبما يثقل كاهل الشريحة الأولى ( الأغنياء من ذوى الدخل العالي ) أما بالنسبة للشريحة الثانية ( الفقراء من ذوى الدخل المحدود ) فالمصيبة أعظم لان أطفالهم لا حيله لهم سوى النظر إلى الألعاب الجميلة التي يحتويها المنتجع من خلف الأسوار !
لقد ازداد ألمي كثيرا في زيارتي الثالثة لأنني كنت مصطحب لأربعة أطفال وعليك أيها القارئ الكريم أن تحسب مجموع مصاريفي فيها ومن المعلومات المبينة أدناه..
إن تذكرة الدخول للمنتجع يتم احتسابها على عدد أفراد الأسرة وحتى الطفل الرضيع فيها وفى هذه الحالة يصاب صاحب الأسرة ذو العدد الكبير من الأطفال بالصدمة ويلعن اليوم الذي أنجبهم فيه وهنا من المفروض أن يعتمد سعر التذكرة على الأسرة وليس على عدد أفرادها إلا إذا كانت نية إدارة المنتجع القيام بحمله لتقليل الإنجاب بهذه الوسيلة!
أما سعر التذكرة لأي لعبه فهي ألف دينار وعليك أن تحسب المصاريف في حالة استخدام أربعة أطفال لثلاثة لعب على الأقل.. وهنا اعتقد بان خمس مئة دينار سعر مناسب لها.
والعجيب في زيارتي الأخيرة استحداث قسم للألعاب المائية و لكن سعر التذكرة فيه ألفان دينار ومدة اللعبة لا تتجاوز 30 ثانيه! .. ومن دهشتي سألت المشرف عليها عن سبب ارتفاع سعر تذكرتها وقصر وقتها وأجابني بان هذا تبليغ الإدارة.. ذهبت إلى الإدارة واتصلت بأحد أفرادها وإذا به يجيبني بان هذه هي التسعيرة ولا علم لي بالتفاصيل!
ولا أريد أن استمع لمن يقول بان الأسرة ذو العدد الكبير من الأطفال أو الفقيرة غير مضطرة لدخول المنتجع لان إجابتي في هذه الحالة بان هؤلاء يستحقون الحياة مثلما يستحقها أطفال الأغنياء وهذا القول ينبع من شعور غير إنساني ودليل على انعدام الرحمة والتفكير المجرد بالربح والمال واعتباره الغاية والوسيلة.
لذا فغاية مقالي مطالبة الأخوة العاملين في إدارة المنتزهات ومنها ( بين الجسرين ) بضرورة إعادة النظر في الأسعار وتقليلها لان هذا يثقل كاهل الغنى ويزيد الفقير بؤسا وحرمان علما إن غايتها جميعا إدخال الفرح والسرور لنفس المواطن غنيا كان أم فقير وليس زيادة أموال المتعهدين لها.
إن الإصرار على الأسعار المرتفعة يتطلب التدخل المباشر والسريع لمجالس المحافظات في الضغط على إدارات هذه المرافق وإجبارهم على إعادة النظر بالأسعار وعدم ترك حبلهم على الغارب لفرض الأسعار الخيالية حسب مزاجهم ضمن حسابات الربح فقط وبما لا يتناسب مطلقا مع دخل الفرد العراقي مستغلين اضطراب البلد السياسي.
شكرا لإدارة المنتجع على اهتمامها ومبادراتها بإضافة المزيد من الألعاب والأقسام إليه ولكن ليس من الضروري إعادة الكلفة والأرباح في الأيام الأولى بعد افتتاحها!
أخيرا أرجوكم لا تقولوا لزائريكم لتكن الأولى والأخيرة بل قولوا لهم نرحب بكم في أي وقت والرجاء تكرار الزيارة ويصيبنا الفرح ونحن نرى البسمة على وجوه أطفالكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا