الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المراكز الثقافية في الخارج

ليث فائز الايوبي

2010 / 7 / 30
الادب والفن


المراكز الثقافية في الخارج
وضرورة تفعيل دورها


اضطلعت وزارة الثقافة مؤخرا بالشروع في تأسيس وافتتاح مراكز ثقافية خارج العراق , تكون نواة لصروح ثقافية رصينة على غرار البيوت الثقافية المنتشرة في جميع انحاء البلاد , بهدف التواصل مع المثقفين في تلك المناطق وتمتين الاواصر على اسس سليمة مع جميع الثقافات الانسانية بصرف النظر عن المعتقد او الدين او القومية , ولكن ولاسباب تتعلق باكتمال الاجراءات الفنية او بالاحرى عدم موافقة بعض الدول العربية حصرا على اقامة هذه المراكز الثقافية على اراضيها بذرائع واهية تتعلق بخطر الاوضاع الامنية في العراق ! لم يتسن للوزارة ياللمفارقة سوى افتتاح المركز الثقافي في نيويورك , وهو انجاز لافت لاينبغي تجاهله او التقليل من شأنه خصوصا اذا ما علمنا ان الوزارة مكبلة بتخصيصات مالية ضئيلة لا تتناسب وحجم المهام النبيلة الملقاة على عاتقها بالاضافة الى معاناتها اداريا مع كادر وظيفي مترهل وشبه معطل من موظفي الدوائر المنحلة لم تجد السبل المتاحة والملائمة لتوجيه هذه الطاقات بما يعزز من شأن ثقافتنا , رغم اننا كنا نأمل من السادة المسؤولين في وزارة الثقافة تكليف هذا الفائض عن الحاجة والمعطلين اداريا لتولي مهمة ثقافية وطنية نبيلة لاتقل اهمية عن اقامة اي مهرجان ادبي رصين او محفل ثقافي خارجي .. الا وهو ارشفة كل المطبوعات الصادرة عن مديريات وزارة الثقافة خلال نصف قرن او اكثر بصورة جدية وبتكاليف طفيفة جدا , لا تقتضي ربما اكثر من من توفير اجهزة (سكنر) حديثة والشروع في تصوير آلاف المطبوعات والآثار المهمة بدل تكدسها في مخازن دار الشؤون الثقافية او دار الكتب والوثائق , لغرض عرضها في موقع خاص على الانترنت امام كل الباحثين والمتعطشين للاطلاع على فكرنا وثقافتنا في العالم .
وعودة الى موضوع المراكز الثقافية في الخارج نعتقد ان على وزارة الثقافة ان تواصل بذات الروحية افتتاح المزيد من المراكز الثقافية في مناطق مهمة من اوربا والعالم العربي وتوفير كل ما من شأنه تعزيز مكانة الثقافة العراقية في الخارج وتفعيل دورها من خلال ترشيح العناصر الكفوءة من ادبائنا من موظفي الوزارة او من خارجها بلا معايير جانبية تتنافى مع معيار الكفاءة والرصيد الادبي الرصين , على ان تكون مراكز ثقافية للتواصل وليس للعزلة وعدم الاعتماد اعتمادا كليا على العناصر المتواجدة والمقيمة في تلك البلدان لاسباب يستحسن عدم اثارتها , والتوجه جديا نحو خدمة الثقافة العراقية وتأمين سبل انتشارها حضورا وترجمة من خلال عقد الصلات مع هذه المؤسسة الثقافية العالمية او تلك , اما الرفض الذي ابدته بعض الدول العربية في هذا الشأن فيجب علينا ان لا نولي هذا التصرف المنافي لكل اسس التحضر اي اهمية بتاتا والتعامل فقط مع من يحترم الثقافة لأجل الثقافة , خصوصا اذا ما علمنا ان عقليات بعض تلك الدول مازالت غارقة في بداوتها حتى ان احداها منعت ياللسخرية قبل اعوام دخول دواوين ابو الطيب المتنبي فقط لكونه من العراق !
فهل علينا ان نرضخ لهذه العقلية الديماغوجية ام ان نحاول بشتى السبل المتاحة ايجاد نوافذ مشرعة للتواصل مع العالم الخارجي , على اسس ثقافية وادبية لا على اساس آخر , فقط لو احسنا اختيار الكادر المناسب والمؤهل لاداء هذه المهام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل