الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا قتلتم جمال وأخوانه

أمير جبار الساعدي

2010 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تسارع الأحداث الأمنية في بغداد ومدن العراق خلال هذه الفترة العصيبة التي يشوبها كثرة الصراع على الكراسي وتقاسم المغانم بين الكتل والأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية، والذي يعوق تشكيل الحكومة العراقية ومنع الفراغ الدستوري والأمني الذي يلف كل البلد، حيث ضرب الأرهاب في عدة مناطق ومنها مدينة الأعظمية مستهدفا عدد من السيطرات للشرطة والجيش، فلكل عمل مهما كان نوعه هناك سبب وهدف يرام الوصول له، فما هو السبب وراء أغتيال جمال طاهر العزاوي وهو شرطي في عقده الثالث وأب لطفل عمره لم يتجاوز الثماني أشهر، كان يؤدي هو وأخوانه من الشرطة التابعين لمركز شرطة الأعظمية دورية أعتيادية تستلزم منهم إدامة حفظ الأمن من المجرمين وتلبية نداء الطوارئ في حال وجود أي عمل يعكر صفو الأمن وخرق للقانون، فمن الواضح إن السبب الرئيس للأستهداف هو خلق البلبة وعدم الأستقرار وإيجاد حالة من الفوضى بين رجال الأمن والجيش، وزعزعة ثقة المواطن بمؤسسته العسكرية والأمنية، ونزع ثقة عناصر الجيش وأفراد الشرطة بأهل الأعظمية وتحميلهم مسؤولية هذا الخرق إن لم يكن المجرمون من المدينة، فسوف يبدو أنهم هم من ساعد على أيواءهم وتأمين ملاذا لهم، وهذه واحدة من العقد والحواجز التي يعمل الأرهاب على زرعها بين عموم منتسبي القوى الأمنية والشعب العراقي، عبر ضرب مناطق تضم بين طياتها بُعد طائفي أو أماكن تلم شمل العراقيين من طوائف ومذاهب مختلطة ومن ثم الأنتقال الى مخابئهم بعيدا عن المناطق المستهدفة لتقع تلك المناطق تحت طائلة القانون بشكل يوحي بأنها هي الملامة على ما يجري، ويجب الأنتباه لهذه اللعبة، التي طالما فعلتها القاعدة وأذنابها في العراق عدة مرات من خلال الضرب في الفلوجة والموصل وديالى وبغداد وسامراء وصلاح الدين ومن ثم التنقل بين هذه المدن، ليخفوا حقيقة ما يقومون به، وكذلك فأن أستهدافهم لهذه المنطقة بالتحديد وبهذه الهجمة الموجهة والعنيفة والهمجية التي بانت ملامحها من خلال عملية الأغتيال البشعة، والتي أزدادت هجميتها بحرق أجساد رجال الشرطة، بتفجير عجلاتهم وهم بها جرحى أو مغدورين.
أن الأهداف من وراء سلسلة الهجمات من ضرب مكتب قناة العربية وما تبعها من تفجيرات في عدد من المناطق والمناسبات الدينية كان أولا في أن استغل الأرهاب الطرق والتقنيات المتعلقة بحرب المعلومات النفسية والسياسية لتحقيق أثبات الوجود وبأنه مازال قويا في الساحة، وثانيا استغلالهم حقيقة أن وسائل الأعلام تميل إلى التركيز على الحوادث الدراماتيكية المثيرة التي تخلف الخسائر الكبيرة، والتي تعطي أهمية إعلانية كبيرة، مهاجمة شرعية الحكومة وعملية البناء. أغتيال رجال الدين والوجهاء والقادة، تخويف وتدمير القوات الأمنية والعسكرية.تخويف ومهاجمة مسؤولي الحكومة والمؤسسات الرسمية، والتسبب في زيادة التوتروالصراع المذهبي.
وعوداعلى ذي بدء فأن على الأجهزة الأمنية أن تعالج خلل حصولها على المعلومات الأستخبارية بالشكل الذي يؤهلها للقيام بمهامها بصورة تزرع الأطمئنان بنفوس العراقيين وليس العكس، العمل على نيل ثقة المواطن وبالطريقة التي تساعد أجهزة الشرطة والجيش والأمن على الحصول على المعلومة الأمنية بشكل طوعي وهو من يسارع للمساعدة في التخلص من المجرمين، بذل جهودا أكبر للحصول على التقنيات التكنولوجية اللازمة لجمع المعلومات وتصنيفها بدلا عن وضع الحواجز الكونكرتية، زيادة تدريب أفراد الأجهزة الأمنية والتي من الواضح بأنها كانت ضربة مفاجأة لم يكن رد الفعل بالحجم المناسب لها، ولم يكن بالصورة التي توحي بأن منتسبي الجيش والشرطة على درجة عالية من التدريب، الأستفادة من غرف العمليات المشتركة وزيادة خبرة العراقيين العاملين فيها وإن لم نرى الكثير منها. أتباع السياقات القانونية واللالتزام بالأوامر العسكرية في تنفيذ الأعتقال والضبط والمداهمات حفظ على أرواح العراقيين، وكسب تعاطفهم وأنسجامهم مع تطبيق القانون وليس التذمر منه.
والنتيجة النهائية هي أن التجاذبات السياسية بين الكتل والائتلافات الفائزة قد ألقى بظلال قاتمة على المشهد العراقي الذي يتذمر كل يوم من طول أنتظار رؤية حكومة عتيدة تساعده ولا تتاجر به.

*باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام