الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنظمة المطايا!

هشام نفاع

2010 / 7 / 30
القضية الفلسطينية


"لقد آن الأوان لتبديل الكراهية بالأمل والتفكير الحقيقي في كيفية صنع وخلق مستقبل أفضل للجميع، إن تفويت هذه الفرصة الحقيقية ستكون له عواقب وخيمة تطال تبعاتها جميع الإطراف في المنطقة.. ظروف الحل قد نضجت والتهديدات للسلام قد نضجت هي الأخرى".
مِن إبداع يراع مَن هذه الكلمات السديدة؟
للوهلة الأولى تظنّ أنها صادرة عن مناضلة أو مناضل لأجل العدالة والسلام؛ عن شخص يعتريه القلق من سياسات وممارسات الحرب في منطقتنا. ولكن كلا..
إنها شيء مما أنشأه الوزير الاسرائيلي (الجنرال احتياط في جيش الاحتلال) بنيامين بن اليعيزر فيما أسماه "نداء مباشر وصريح" وجّهه الى رئيس الجامعة العربية. وهو نصّ يطالب في سطوره وفيما بينها الدول العربية بالضغط على الفلسطينيين كي يدخلوا مسار المفاوضات المباشرة فورًا. لا بل إنه يتحدث عن الفلسطيني وكأنه قاصر بحاجة لوليّ أمر، حين كتب أن "الرفض الفلسطيني (...) يجب أن يقابله نضوج عربي"! وأكثر من ذلك، فهو يعتبر تصريح رئيس السلطة محمود عباس بأنه "لا مفاوضات مباشره من دون وضوح" دليلا على الرفضيّة. (وهو من نوع التصريحات التي نكاد نصلّي كي يكثَِر أبو مازن منها..).
بالإضافة الى هذه الاتهامات الأقرب الى ماء في غربال، نقرأ الوزير الإسرائيلي وهو يلوّح بهراوة قائلا: "مع اقتراب موعد انتهاء قرار تجميد الاستيطان الذي تم اتخاذه من قبل الحكومة الإسرائيلية سوف تدخل المنطقة إلى مرحلة فاصلة إزاء مستقبل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بشكل خاص ومستقبل المنطقة بشكل عام"!
حسنًا، إذا كان انتهاء فترة التجميد يحمل كلّ هذه الخطورة البارودية، فلماذا لا تمددها حكومة إسرائيل المبجّلة؟!
من هنا يبدأ النقاش. أصلا، فالسؤال ليس تجميد وإرجاء وتخفيف الاستيطان.. الاستيطان وفقًا لكافة المواثيق المتعارف عليها جريمة حرب. ومن غير المعقول التعاطي مع الجريمة بصيغ التجميد والتخفيف كمكرمة من سعادة المجرم، بل يجب وقفه ومعاقبته أيضًا.
إن وقف الاستيطان بشكل تام يشكل حتى أقلّ من شرط للبدء في تفاوض يُفترض به أن يُنهي الاحتلال واستيطانه. فما معنى جلوس الفلسطيني مقابل حكومة إسرائيل للتفاوض على الدولة والسيادة فيما يتواصل سرطان الاستيطان بالتفشي خلف ظهره، بل قـُل في قلبه، وبموافقته؟ هذا يسمى انتحارًا لا أقلّ.
حاليًا، من يدفع بهذا الاتجاه الخطير هم وكلاء البطش الإمريكي والنفاق الأوروبي من العرب الرسميين. هذا بالضبط ما يعنيه قرارهم (أمس) منح رئيس السلطة الفلسطينية "ضوءًا أخضر" للانتقال الى التفاوض المباشر. وهو يُعتبر من جهة الحريصين على مصالح الشعب الفلسطيني الحقيقية ضوءًا أحمرَ قانيًا خطيرًا. لأنها، في الظروف الحالية، ستكون مفاوضات تحت التهديد والابتزاز والتعنّت الاسرائيلي المتغطرس.
ما يؤمَل هو ألا تسارع السلطة الفلسطينية للرضوخ، وهو ما يستدعي موقفًا فلسطينيًا صلبًا، ليس في وجه المراوغات الاسرائيلية والبطش الأمريكي والنفاق الأوروبي فحسب، بل في وجه أولئك العرب الرسميين ممّن احترفوا دور المطايا بإتقان مهنيّ مثير للغثيان.. ومن نافلة القول إن صلابة الموقف مرهونة أولاً وأخيرًا باستعادة وحدة النضال الفلسطيني ووضع برنامج طوارئ كفاحيّ يخدم المصالح الوطنية الفلسطينية العليا، وليس أية مصالح فئوية أو فصائلية، هنا أو هناك، باتت تصبّ بسلاسة وانسياب بعيدًا عن المصلحة الوطنية العليا لشعبنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح