الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التدخلات الخارجية وازمة تشكيل الحكومة

وصفي احمد

2010 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ان التدخلات الخارجية , اقليمية كانت ام دولية , ليست وليدة الساعة فقد شهدت البلاد صراعا شرسا بين الدولة العثمانية التي كانت تعتبر العراق خاصرتها الرخوة مع معظم الامبراطوريات التي حكمت المنطقة المسماة اليوم (ايران ) حيث ما ان يقع البلد تحت حكم الاولى حتى تعمل الثانية على استغلال الضروف لتعود و تحتله وقد اثرت ممارساتهما سلبا في النسيج الاجتماعي له . بعدها دخل ضمن الاطماع الاستعمارية خصوصا البريطانية التي استطاعت طرد البقية لتسيطر علبه . الا ان الاوضاع لم تصفوا لها بسبب الاطماع الالمانية التي برزت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر اذ اخذت الدلائل تشير الى وجود كميات هائلة من البترول تحت اراضيه لكن الصراع حسم لصالح الامبراطورية البريطانية بعد الحرب العالمية الاولى لدخول العراق ضمن النفوذ البريطاني وفق المعاهدات الموقعة بين الحلفاء.
ابدى الشعب العراقي ممانعة قوية ازاء هذا الانتداب سلميا في البداية لكنه تحول الى صراع مسلح نتيجة وصول العلاقة بين الطرفين الى طريق مسدود . و على الرغم من فشل الثورة التي تعرف في تاريخ العراق الحديث ب (ثورة العشرين ) لكنها اجبرت المحتل على ايجاد حكومة محلية بحكم البلاد من خلالها . غير ان هذا الاجراء لم يعجب العراقيين اذ ظلوا يعارضون الحكومة الموالية للمصالح البريطانية و المعادية لمصالحهحتى تمكنوا من اسقاطها في الرابع عشر من تموز 1958.
وبعد نجاح الحركة المذكورة و محاولتها لاجراء حزمة من الاصلاحات الاقتصادية و الاجتماعية اخذت التدخلات الاقليمية المدعومة غربيا سواء من خلال دعم الجمهورية العربية المتحدة ايام حكم الرئيس جمال عبد الناصر للاحزاب و القوى القومية العروبية التي تحالفت مع كل القوى التي تظررت مصالحها جراء التغيير بحجة تحقيق الوحدة الفورية مع الجمهورية المذكورة . في حين سعى النظام الشاهنشاهي في ايران الى تحريك مجموعة من الاغوات الاكراد ممن استغلوا الاوضاع الصعبة للجماهير الكردية ليقوموا برفع السلاح بوجه الحكومة المركزية في الوقت الذي كانت هذه الحكومة تتفاوض مع شركات النفط الاحتكارية لتعديل الاتفاقات الجائرة المعقودة في ظل ضرف استثنائي كان يمر به البلد .
و هكذا ظل الطرفان يسعيان لاسقاط نظام قاسم حتى تم لهم ما ارادوا في الثامن من شباط 1963 و لكن الاوضاع سرعان ما تفجرت من جديد حيث حصل صراع بين اقطاب النظام انتهى بانقلاب تشرين حبث تمكن عبد السلام عارف من ازاحة البعثيين على الرغم من انهم هم من نصبوه رئيسا للبلاد لعدم امتلاكهم شخصبة قادرة على شغل هذا المنصب . الا ان الامور لم تصفوا له فقد ظلت التدخلات الخارجية مستمرة عن طريق دعم شاه ايران لمرجعية الحكيم و ما كانت تقوم به من بث الاشاعات المعادية للنظام رغم محاولاته المتكررة للتقرب منها لكنه لم يفلح . وفي الوقت نفسه كانت المخابرات الامريكية تخطط مع البعث جناح ( البكر - صدام ) للاطاحة بالنظام العارفي بسبب التقارب الكبير الذي حصل بينه و بين الاتحاد السوفيتي السابق.
وبعد نجاح البعث الوصول الى السلطة ثانية بعد السابع عشر من تموز 1968 و ما قام به من تصفية لكل الاحزاب السياسية العاملة على الساحة العراقية ثم قيامه بتفريغ المنظمات الجماهيرية من محتواها و تحويلها الى مؤسسات امنية و دخوله الحرب مع ايران اضطرت المواطن الى اللجوء الى الهويات الفرعية للدفاع عن مصالحه.
وبعد انتهاء الحرب شعر صدام بانه اصبح القوة الاقليمية الاولى في المنطقة بما دفعه الى تهديد دول الخليج و من ثم ابتزازها مما دفعها الى اللجوء الى طلب الحماية الامريكية . وقد استغلت ادارة بوش الاب تورطه في الكويت لتشكل اكبر تحالف دولي بحجة اخراجه من الكويت بعد ان استصدرت العديد من القرارات من مجلس الامن و اهمها ادخال العراق ضمن البند السابع الذي يعني بالضرورة انتهاء استقلالية الدولة العراقية .
و على الرغم من عدم اسقاطها لنظام صدام لكنها عملت , اي الادارة الامريكية , على افشال اي محاولة لاسقاطه. ثم استغلت احداث الحادي عشر من سبتمبر لتقوم بغزوا البلاد في سنة 2003 من دون غطاء دولي لتفتح الابواب على مصراعيها لتدخل دولي و اقليمي حتى من اقرب حلفائها بعد ان شعروا انها سلمت العراق لنظام الملالي في طهران .
اليوم وبعد ان جرت الانتخابات البرلمانية الاخيرة في اذار المنصرم و ما نتج عنها من صعود كبير للتيار القومي العروبي المتمثل بالعراقية اوحت ايران الى حلفائها من قوى الاسلام السياسي الشيعي كي يتكتلا لمنع تحول السلطة الى غيرها رغم التاكيدات التي اطلقتها العراقية بعدم تهميش اي طرف شارك في الانتخابات حتى اولائك الذين لم بحصلوا و لو على مقعد برلماني واحد ليبدا السباق المارثوني لتشكيل الحكومة الجديد عن طريق حوارات متعددة بين كل الاطراف لكن بدون فائدة لتمترس كل الكتل على مواقفها المدعومة دوليا و اقليميا . ان الحالة هذه ستستمر بعد كل انتخابات في ظل هذا الدستور الذي وضع كي يمنع تفرد اي قوة سياسية بالسلطة بييب ازمة الثقة بين هذه الكتل الحاكمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار