الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-عبد الحسين شعبان- يكيل بمعيارين

يعقوب ابراهامي

2010 / 7 / 31
القضية الفلسطينية


"ان الهجمة المسعورة على عضوة الكنيست حنين زوعبي وسلب حقوقها هي ضربة قاضية للديمقراطية الأسرائيلية. هذا الحادث الأثيم يضاف الى عدد من التشريعات العنصرية التي شرعتها الكنيست. ان الجو الذي يطغي على الكنيست الأسرائيلية هذه الأيام يذكرنا بابشع الأنظمة السوداء، ويعيد الى الأذهان مظاهرات التحريض التي سبقت اغتيال اسحاق رابين. الفرق الوحيد هو ان تظاهرات العربدة قد انتقلت اليوم من تحت المنصة الى فوق المنصة.
"قبل عقدين من الزمن سنت الكنيست الأسرائيلية مشروع قانون اعتبر بموجبه حزب كهانا منظمة خارجة عن القانون. اما اليوم فإن الكنيست بأجمعها ترقص على انغام واحد من اتباع كهانا الأشد تعصباً، وهو يحول الديمقراطية نفسها الى مؤسسة خارجة عن القانون.
"نحن الموقعون ادناه نعلن ان التحالف المؤلف من اقلية ضئيلة من المشعوذين المؤمنين بعودة المسيح اليهودي، من رأي عام لا يكترث، من حكومة متطرفة عديمة المسؤولية ومن رجال سياسة لا يعرفون حدوداً في استهتارهم، كل هذا يؤلف وصفة جاهزة ومؤكدة للقضاء على الحريات.
"ان خطر القضاء على الديمقراطية، الذي تواجهه اسرائيل اليوم، يتفاقم وهو يهدد بالغاء وثيقة الأستقلال التي ضمنت "المساواة التامة في الحقوق للجميع دون تمييز في الدين او الجنس او العرق".
"أن بقاء اسرائيل نفسها معرض للخطر إذا لم تقف الأكثرية صفاً واحداً للدفاع عن الديمقراطية."
(من بيان لكتاب ومفكرين اسرائيليين نشر في الصحافة الأسرائيلية. المثقفون الأسرائيليون التقدميون يقولون الحقيقة لشعبهم، يهاجمون "رجعيتهم" هم لا رجعية الآخرين، ولا يختفون وراء التعصب القومي العربي او الأسلام الفاشي، بل يحذرون شعبهم من "فاشييهم" هم، اي من الفاشيين اليهود، ويشيرون الى الخطر المحدق باسرائيل جراء هذه السياسة الطائشة المجرمة.)

" وبغض النظر عن وجود أنظمة لا ديمقراطية أو مستبدة في العالم العربي، فقد أخذ العالم يتلمس تدريجياً حقيقة الديمقراطية “الإسرائيلية” . . . أما العرب والفلسطينيون، فهم من يدرك حقيقة الهرطقات الديمقراطية “الاسرائيلية”، خصوصاً وهم ضحايا عدوان مستمر ومتكرر منذ 62 عاماً حتى الآن . . .
"إن الكنيست باتخاذه طائفة من القرارات ذات النزعة العنصرية، وتحت باب العقيدة الصهيونية وحماية أمن “إسرائيل”، تعيد التذكير بالقرار 3379 الصادر في 10 تشرين الثاني (نوفمبر) العام 1975 من الأمم المتحدة، وهو القرار الذي دان الصهيونية واعتبرها شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري . . .
"ومن بين مشاريع القوانين الغريبة والمعادية للديمقراطية التي ناقشها الكنيست وصادق على أغلبيتها، قانون يقضي بحجب المساعدات عن منتجي فيلم سينمائي “إسرائيلي” ينتقد الدولة وذلك بهدف منع الفن من أداء رسالته في نقد الممارسات الصهيونية، وقانون يقضي بفرض غرامات مالية على هيئات وجهات “إسرائيلية” تدعو الى فرض مقاطعة أكاديمية أو اقتصادية على “إسرائيل” . . . وقانون يقضي بحجب مساعدات حكومية من هيئات تتآمر على الدولة وتضرّها من خلال دعوتها لإقامة محاكم خارج “إسرائيل” لمحاكمة سياسيين وضباط “إسرائيليين” بارتكاب جرائم حرب، مثلما حصل لشارون في بلجيكا وبن اليعازار و6 من زملائه في إسبانيا وتسيبي ليفني في بريطانيا، واحتمال اتساع دائرة الداعمين لملاحقة مرتكبي الجرائم “الإسرائيليين” أمام القضاء الوطني لبعض الدول التي تسمح بذلك قوانينها . . .
"وصادق الكنيست على قانون يعلن أن الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح “غير قانونية” بزعم أن رسائلها تتسم بالتحريض الآيديولوجي وهي معادية ل”إسرائيل” واليهود .
"لعل الهرطقات “الإسرائيلية” بشأن الديمقراطية أخذت تتبخّر بل إنها تكشف نفسها بنفسها من خلال استمرار أعمال العدوان على غزة، فضلاً عن استمرار الحصار منذ ثلاث سنوات ومهاجمة قافلة الحرية وقتل 9 من ركابها والاستخفاف بالقانون الدولي وبشرعة حقوق الانسان الدولية"
("عبد الحسين شعبان"، باحث ومفكر عربي، في مقال نشر في "الحوار المتمدن" بتاريخ 28/7/2010. صاحب نظرية "البؤرة الصهيونية" يشرح للمواطن العربي، الذي يرغد في بحبوحة من الديمقراطية والحرية، مساوئ العيش في ظل الديمقراطية "الأسرائيلية")

"عبد الحسين شعبان" هو انسان شجاع. فهو يكشف النقاب، بلا خوف وبجرأة لا نظير لها، عن الهرطقات “الإسرائيلية” بشأن الديمقراطية، وهو يفعل ذلك على الرغم "من وجود أنظمة لا ديمقراطية أو مستبدة في العالم العربي".
انسان شجاع دون ادنى شك. ولكن لماذا يفعل "عبد الحسين شعبان" كل ذلك؟
هل يعتقد "عبد الحسين شعبان" ان واجب المثقف التقدمي العربي هو محاربة الرجعية الأسرائيلية "بغض النظر عن وجود أنظمة لا ديمقراطية أو مستبدة في العالم العربي"، ام ان واجبه الأول هو، على العكس من ذلك تماماً، محاربة "الأنظمة اللا ديمقراطية أوالمستبدة في العالم العربي" بغض النظر عن الهرطقات “الإسرائيلية” بشأن الديمقراطية؟

هل يجوز لمثقف تقدمي عربي ان يحتج، وبحق، على مقتل تسعة من ركاب "سفينة الشهداء المحترفين" دون ان يشير ولو بكلمة واحدة الى ان هذه السفن (المحملة، كما كشفت "الجزيرة"، بادوية فاسدة وباكفان اطفال) ما جاءت لأنقاذ سكان غزة بل جاءت لأنقاذ المنظمة الفاشية حماس من الحصار؟

هل يجوز لمثقف تقدمي عربي ان يحتج على قانون يجعل الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح “غير قانونية” (وبالمناسبة، هذا غير صحيح. لم تصادق الكنيست على قانون كهذا) دون ان يدين الأديولوجيا الأسلامية-الفاشية لهذا الشيخ الوقور الذي يريد ان يحول الصراع القومي بين اليهود والعرب الى صراع ديني يغرق المنطقة في بحر من الدماء؟

هل يجوز لكاتب تقدمي عربي ان يحتج على "استمرار حصار غزة منذ ثلاث سنوات" دون ان يندد ولو بكلمة واحدة بالحصار الذي تفرضه المنظمة الفاشية حماس على شعب غزة المغتصبة ودون ان يطالب حماس بالتمسك بقرارات الشرعية الدولية والأعتراف باسرائيل؟

"عبد الحسين شعبان"، كما يشهد هو على نفسه، خبير بالقانون الدولي. ولكن خبرته هذه لا تتعدى حدود "البؤرة الصهيونية" (هو لم يسمع بعد ان القانون الدولي قد اقر بوجود دولة اسمها اسرائيل). وهو يحمل في جعبته دائماً قائمة جاهزة باسماء "مرتكبي الجرائم الإسرائيليين" ويدعو الى ملاحقتهم امام القضاء الدولي.
هذا الحرص الذي يبديه "عبد الحسين شعبان" على القانون الدولي يدعو الى الأعجاب طبعاً، ولكن لماذا يلزم هذا القانوني الصمت المريب كلما تعلق الأمر بمجرم حرب عربي، في حين ان من البديهي ان يكون المثقف العربي التقدمي في مقدمة من يدعو الى محاكمة "مجرميه" هو؟

الرئيس السوداني عمر حسن البشير متهم بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب في دارفور وقد اصدرت محكمة الجنايات الدولية امراً باعتقاله وتقديمه الى محكمة العدل الدولية. ومنذ صدور امر التوقيف بحقه لم يجرأ عمر البشير على مغادرة السودان خشية اعتقاله.
كل منظمات حقوق الأنسان في العالم طالبت وتطالب باعتقال البشير وتقديمه الى العدالة الدولية. وقد اشتدت حملات المطالبة باعتقاله في الأيام الأخيرة بعد ان عادت محكمة الجنايات الدولية وأكدت تهمة الأبادة الجماعية ضد عمر البشير وبعد ان تحدى البشير المجتمع الدولي بالسفر الى التشاد للمشاركة في قمة دول الساحل والصحراء.
في كل هذه الأثناء لم يسمع "عبد الحسين شعبان"، الخبير بالقانون الدولي والحريص على حقوق الأنسان، صوته، وكأن الأمر لا يعنيه، وكأن الأمر لا يتعلق برئيس دولة عربية، وكأن التهم الموجهة الى البشير لا تتحدث عن جرائم يندى لها الجبين رغم ان مرتكبيها لم يكونوا صهاينة ورغم انها لم تقع داخل حدود "البؤرة الصهيونية" (قال احد الشهود: "عندما نراهم نفر هرباً. فينجو بعضنا، ويقبض على البعض الآخر، فيقاد ويغتصب – يغتصب‬ جماعيا. فقد يغتصب حوالي عشرين رجلا امرأة واحدة . . . وهذا أمر عادي بالنسبة لنا نحن هنا في دارفور . . . إنه أمر يحدث باستمرار. لقد شهدت أنا أيضا عمليات اغتصاب. لا يهمهم ان يروهم وهم يغتصبون إحدى‬ ‫النساء – إنهم لا يأ‪بهون. فهم يغتصبون الفتيات بحضور أمهاتهن وأبوا‪تهن")

في 2010 / 7 / 16 كتبت في "الحوار المتمدن" الرسالة المفتوحة التالية ل"عبد الحسين شعبان":
" اريد ان اذكر من نصب نفسه مدافعاً عن حقوق الأنسان ان محكمة العدل الدولية قد اكدت قبل بضعة ايام تهمة الجرائم ضد الأنسانية والأبادة الجماعية الموجهة ضد الرئيس السوداني عمر البشير
نحن بانتظار مقال من السيد "عبد الحسين شعبان" يطالب فيه بتسليم مجرم الحرب عمر البشير إلى العدالة الدولية"

"عبد الحسين شعبان" التزم طبعاً صمت أبي الهول

















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ويعقوب كمان بكيل بمكيالين
خالد عبد القادر احمد ( 2010 / 7 / 31 - 19:12 )
عزيزي يعقوب
في مقالك تصف الاسلام كدين و العروبة كعرقية ولكنك توحدهما في اليهودية فتعتبرها دينا وعرقية معا؟ لماذا؟
ثم لماذا تضع شرط ان انتقد رجعيتي اولا حتى تسمح لي بنقد رجعيتك؟ اي تعاليم تقدمية حددت ذلك؟
وانا معك في ان البشير ليس صهيونيا ولكن اليس كلاهما مجرم؟
اما الديموقراطية كاساس في صيغة العلاقات القومية فهي نتاج مسار تطور حضاري تاريخي طبيعي فمن اين لمجتمع الكيان الصهيوني تاريخ يمنحه هذا النتاج
ما هو تناسخ النظم الاجتماعية والاسس الاقتصادية في التاريخ الذي اورثكم اساسا للديموقراطية
عزيزي يعقوب من الطبيعي ان تدافع عن مصالحك الشخصية في الحالة الصهيونية التي ارتضيتها لنفسك ودونما اعتبار على حساب من وكيف ولكن ان تطرحها كاساس لاخلاقية تطلب بها هدالة التعامل... اترك لك انت ان تسمي هذا السلوك شرط ان لا تناقشي من فوهة بندقية ( اليمين) الذي يحمي رفاهيتك المادية والفكرية
على فكرة انا ما بصوت


2 - الى اخي الاكاديمي المخضرم
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 8 / 1 - 07:53 )
شكراً من صميم القلب على تعليقاتك. وصلتني جميعها وقرأتها بما في ذلك تلك التي حجبها الرقيب. يشهد الله انني لا افهم سياسة الرقابة في الحوار المتمدن. هل هم ايضاً يكيلون بمعيارين او اكثر؟
شكراً لك مرة اخرى يا اخي، ولا تبخل علينا بمداخلاتك فنحن مشتاقون إليها


3 - الى الأخ جاسم الزيرجاوي
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 8 / 1 - 08:20 )
قرأت مداخلتك رغم انف الرقيب الذي منع نشرها. اما لماذا منع نشرها فالله اعلم
تسألني يا اخي : الا تشكل الازمة العراقية حيزا من وجدناك؟
وانا اجيبك بما اجاب به الجواهري:
أنا العراق لساني قلبه ودمي فراته ... وكياني منه أشطار

اريد ان انتهز هذه الفرصة لأقول لصديقنا المشترك الأكاديمي المخضرم ان جاسم الزيرجاوي يبعث لك في مداخلته المحجوبة تحياته الحارة


4 - الى خالد عبد القادر احمد 1
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 8 / 1 - 10:35 )
1. العلاقة بين مفهوم الدين اليهودي ومفهوم الشعب اليهودي هي علاقة معقدة متشابكة ومبهمة
هل هناك دين يهودي؟ نعم
هل هناك شعب يهودي؟ نعم
هل هناك علاقة بين الشعب اليهودي والدين اليهودي؟ لا شك في ذلك
ما هي هذه العلاقة؟ انا لا اعرف ذلك بالضبط

2. انا لا اكيل بمكيالين. انا احارب رجعيتي ورجعية الآخرين على حد سواء. بل انا احارب رجعيتي قبل ان احارب رجعية الآخرين. فلماذا تقول اني اكيل بمكيالين؟

3. انت تقول: ان البشير ليس صهيونيا. ثم تتساءل: ولكن اليس كلاهما مجرم؟
لا يا سيدي الفاضل. ليس كل صهيوني مجرماً. انا اعرف صهيونياً واحداً على الأقل ليس مجرماُ، بل ان الأغلبية الساحقة من الصهاينة ليسوا مجرمين

4. انا لا اضع شروطاً. انا اقول ان التقدمي يجب ان ينتقد رجعيته هو قبل ان ينتقد رجعية الآخرين وإلا فانه يفقد مصداقيته

5. اسرائيل هي دولة ديمقراطية حسب كل المقاييس. الديمقراطية الأسرائيلية تواجه هجوماُ شرساُ من جانب اليمين المتطرف والرجعية الدينية، واعداء الديمقراطية احرزوا في الآونة الأخيرة نجاحات كبيرة، ولكن اسرائيل لا زالت دولة ديمقراطية

6. ليس اليمين هو الذي يحميني

7. لم افهم الجملة الأخيرة

اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة