الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلب الملك وحكمة دجلة.. قصتان قصيرتان

نهار حسب الله

2010 / 8 / 1
الادب والفن


كلب الملك
يعيش في القصر الملكي كلب يحكم الملك وشعبه.
كلب يخدمه الملك على حساب كل الناس جميعاً.
كلب يسبح في أرقى وأجود أنواع الشامبو، فيما الناس يسبحون بالدم!
كلب يأكل ما طاب له من لحم.. والناس لا يجدون حتى العظم!
هكذا كان حال البلاد بعد ان حكمها حاكم جديد استمد قراراته من كلبه الذي كان يدير البلاد بنباحه المزعج المقزز الذي لا يفهمه سوى الملك.
تنبه الملك الى ان أكل الكلاب مباح في عدد من البلدان، فعمل على مقاطعتها على جميع الاصعدة، وغير علم المملكة الى صورة كلب، وأصدر أوامر صارمة لحماية حقوق الكلاب.. وجعل في بطاقة التموين الغذائية حصة خاصة بطعام الكلاب.. أجبر الناس على تربية ورعاية الكلاب لابراز الهوية الوطنية للبلاد وإعلان ولائهم للملك.
استمرت البلاد على هذه الحال الى ان هرب الكلب الملكي مما جعل حزن الحاكم يمتد في سائر البلاد ولأمد طويل حتى يوم القيامة.
وبعد عام...
تبين الحاكم ان كلبه الوفي قد خرج عن مألوف طبعه وانخرط ضمن الجهات المعارضة للحكم.. وكان قد شكل من الكلاب السائبة قاعدة واسعة، نظمت عملاً انقلابياً على الحاكم كان يهدف الى احتلال القصر الملكي وتسليمه الى الشعب لكي يعيشوا ما تبقى من العمر أحراراً من دون حاكم ولا محكوم!

حكمة دجلة

عاش قصة غرامية رائعة.. كان كثيرا ما يذكر أحداثها بأدق تفاصيلها.. تأخذه الذكريات الى انفعالاتها وابتساماتها وأيامها بحلاوتها ومرارتها.
بحلول ساعات المساء الأولى من كل يوم كان يجلس وحيداً على شاطئ نهر دجلة ويشكو للنهر ما مر به من أحداث يصعب نسيانها، حتى أصبح النهر صندوق أسراره وأفضل أصدقائه.
وذات مساء ممطر شديد البرد، شكا للنهر كعادته:
-أذكر إنها قالت لي مرة: إن دمي خفيف.. وكلماتي أعذب من نسمات الخريف.. وابتسامتي مساء هادئ وألوان طيف.. وسكوتي ألحان من تراث الريف.
وقالت بعد أقل من شهر كلاماً يختلف عن سابقه لا احب ان اذكره لكنه مازال عالقاً في مخيلتي:
-لقد اخطأت التعبير عن مشاعري عندما التقينا في المرة السابقة..
للاسف تبين لي ان دمك ملح مُركز غير قابل للذوبان والتخفيف.. وكلماتك أشد من ألف طعنة سيف.. وابتسامتك زائفة كالطيف.. وسكوتك جيش احتلال ودبابات ووحيف.
ثم تركتني وحيداً في هذا المكان نفسه من دون معرفة أسباب هذا التغيير..
كانت تحبني جداً وانت خير شاهد..
هل تذكر..؟
هنا كتبنا شعراً..
وهناك صنعنا بيتاً من الطين..
هل تذكر كم ركضنا ولعبنا وضحكنا على شاطئك الهادئ..
كلها أشياء ملموسة لا يمكن تجاوزها أو نسيانها.
نهر دجلة الذي امتاز بالهدوء.. انتفض عبر موجة عالية قوية مسحت كلمات الشعر وهدمت بيت الرمل وأسكتت الكلمات واغتسلتها ولم يبق لها أي أثر.. تبعها سكوت غريب اختلط بكلام النهر:
-من الصعب ان أذكر شخصاً لا يؤمن بوجودي.. ومن المستحيل ان أقرر الانتحار وأنا أعشق الحياة، موجتي اغتسلتك نفسياً وجسدياً.. فأمضِ بسرعة فالحياة لا تعشق الكسل ولا تعرف اليأس.
ترك النهر وهو يحمل حكمته.. ولم يعد يجلس الى الشاطئ إلا في أوقات متباعدة.. وانصرف الى حياته العادية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا


.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا




.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر