الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس في الحرية والديمقراطية

محمد الحاج ابراهيم

2004 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الكل يتغنى اليوم بالديموقراطية كما كان القوميون العرب يتغنوا بأغاني عبد الحليم للثوره واليساريون الذين تغنوا بأغاني الشيخ إمام ولم يكن لهم جميعا أي فعل لافي الثورة ولا الإشتراكيّه ،بقوا على حالهم دون إمكانية التقدّم شبرا واحدا على الأرض لأسباب عديدة ذاتية وموضوعيه ،وحتى لا نحمّل الاستعمار هروبنا في المواقف التي تستدعي الصمود لابد من تحمّل ما يترتب علينا من استحقاقات بلحظة صدق لنرى إلى أي حد نحن ديموقراطيون بالمعنى النفسي والذهني والثقافي والمعرفي والفلسفي أي باختراق بنيتنا كاملة مجتمعيا وفرديا، وحتى يخرج مجتمعنا عن سلطة مطلقه المصطنع/ كآلهة التمر التي كانت تؤكل بعد انتهاء الطقس العبادي /لابد له من الإنعتاق ليتفعّل بتلقائية على قاعدة الحريّة المفتقد لها منذ عقود طويلة في المجتمع بأكمله سطحا سياسيا أم بنية مجتمعيه نتيجة للاضطهاد الذي مورس باسم الله والوطن والحزب وكانت المتاجرة بالله والوطن والحزب هي ما أوصلتنا إلى مانحن عليه من مآسي وأحزان بمنطق الوصاية على الثلاثي المذكور الذي يؤسس للاستبداد بكل معانيه السياسية والاجتماعية والدينيه ومشتقاتها التي ذررت المجتمع والفكر والثقافة والدين ولم يعد أحدنا يعرف شيئا من شيء .
وإن لم يكن الله للبشرية هل يعقل أن يكون حكرا لناس دون ناس وباسمه نمارس طقوس الإلغاء وإن لم يكن الوطن للمواطنين دون تمييز هل يعقل أن يكون لمواطنين دون غيرهم وإن لم يكن الحزب للوطن كيف له أن يكون وطنيا وإن لم تكن العلاقات داخل الحزب حره كيف يمكن للكادر المعطاء أن يأخذ دوره دون التمترس لقيادات تفرض نفسها بعقل مناوراتي مؤامراتي وإن لم يكن الفرد يتمتع بمواصفات إنسانية داخل منزله كيف له أن يكون داعيا للحرية والديموقراطية والإنسانية وإلا سنبقى كما كنا ننشد وطنا للجميع بأناشيدنا المكونة من جمل جميلة وألحان عذبة فيها شجون المحلقين والمتغربين عن الواقع ولدى الارتطام نتلاشى نفسيا وثقافيا ومعرفيا ونضيع في متاهات المفردة المبتكرة بفعل صانعيهاالمهره والتي محورها الأنا المريضة المعافاة وننشد ثم نتغنى بالديموقراطية ونبكيها وكأننا فقدناها بعد أن تعايشنا معها هذا العمر كله رغم أننا لم نعهدهافي حياتنا بكل جوانبها الفردية والأسروية والحزبية والسياسية والدينية والثقافية ولم نتعامل مع الديموقراطية إلا بالشكل السياسي وهذا غير كاف ولا أخفي إعجابي بالأستاذ رياض الترك الذي تعامل مع الديموقراطية كجوهر وليس كسطح إذ أسّس للحرية في أداءه الديموقراطي حيث كان وبقي عضوا ولم يتنطح للأمانة العامة بل ترك ذلك لما يقرره الحزب الذي تميز بعلاقات متطورة بالمعنى السياسي والتي تساهم إلى درجة كبيرة بتكوين العضو الحر وهذا الذي لانجده في معظم الأحزاب السياسية إن لم يكن كلها وهو الصحيح وبتقديري فإنّ الموضوعات التي طرحها المكتب للمناقشة وما تلاها من نقاشات حولها من رفض وقبول على قاعدة الوعي والحرية اللتان تمثلهما معظم أعضاءه كانت نقلة نوعيّة بالأداء السياسي المتقدّم والذي ربما يؤسس لهذا النمط من التعامل مع الواقع للمساهمة في تطويره وليس احتكار الواقع أو الهروب منه بحرق بعض المقومات التي تبقي القيادات الغير كفؤه تقود الحزب أو الجماعة أو غير ذلك من الأسماء دون المقدرة على صياغة مشروع مجدي ميدانيا ما يبقي السياسة في الأفق خاضعة للرؤية الأحادية القاصرة في كل المستويات وعلى كل الصعد وهذا مقدّمة لمن أراد أن يكون مواطنا أولا وأخيرا .
العجيب في هذا الموضوع أن بعضا ممن يسمون أنفسهم قيادات يستمرون متمترسين بالقيادة حتى لو ناموا ونام الحزب معهم رغم حاجة الوطن لليقظة الدائمة وهي الضرورة على ضوء المتغيرات الدولية ولدى سؤالهم عن التقصير يبررونه من خلفية تبريريه تتعلق بوعي هؤلاء وأسبابه أنهم غير قادرين على الخروج عن العقلية المفوتة والبالية والتي لم تعد تصلح لهذا الزمان حيث لكل جيل خصوصيته بالتعامل مع الواقع ورؤاه ، ننشد الديموقراطية ونمارس الاستبداد ونوصف الجريء بالوقاحة حينا وبنعوت أخرى أحيانا إذا نقدنا أو نقد سباتنا لأن تربية الوصاية جزء أساسي من ثقافتنا لذلك لا نعرف كيف نكون بشرا قبل أن نكون ديموقراطيين وأستطيع القول أننا إن لم نتعلّم معنى الحقوق لن نعرف ما تعني الحدود والمفاصل ولن نعرف كيف تعيش السياسة على الأرض وإلاّ سنبقى نحاكم الآخرين على قاعدة الفاتورة الجاهزة بالتخوين والعمالة التي كان صدّام يوجهها لخصومه للقضاء عليهم دون أيّة مشروعيّه وهذه الصفات لا تتعلق بتيار دون آخر بل مرض الجميع مع بعض الاستثناءات التي لابد منها .
تخبط مريع يصنعه ويعيشه البعض وتناقض كبير بين ما يقولونه وما يفعلون ، نبش الماضي الفكري وزخرفته وتقديمه على أنه الحل الأفضل دون نقد موضوعي لهذا الماضي وهذه السيرورةوحتى الأشخاص القيمين على هذا الماضي للمضي في طريق أكثر سلامة من التهيؤات التي عشناهافي الماضي ولم تقدم لنا غير ما قدمت ولم نعد مضطرون للتجربة من جديد لأنّه آن الأوان لكلمة صدق تقال أمام سلطان جائر أم حائر وآن للشباب أن يأخذ دوره دون وصاية من أحد بل مساهمة معهم في خلق بيئة جديدة صالحة للعمل والسير إلى الأمام نحو مستقبل مدروس بدقّة على قاعدة المعرفة بتفاصيل الواقع محليا وعربيا وعالميا .
لازلنا نعاني من التمترس الأيديولوجي والسياسي المتمترس فينا و الذي يبعدنا إلى حد كبير عن العمل والأداء الديموقراطي الحر لذلك نحن بحاجة ماسة للتربية على هذا الأساس لنعتاد الأسس الجديدة ونعرف أسلم الأشكال لنمارس حريتنا عليه لاأن نؤجل بعض المواضيع التي اختلفنا عليها في الماضي كما يطرح البعض بل علينا أن نمارس نقدنا بحرية لينقدنا الآخر ونعرف حقيقة ما حملنا من أفكار مقدسة أم غير مقدسة وكلامي صحيح يحتمل الخطأ وكلامك خطأ يحتمل الصواب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال