الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأجندة العراقية والأجندات الخارجية

حسين علي الحمداني

2010 / 8 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


علينا أن نعترف جميعا بأن التدخلات الإقليمية في الشأن العراقي هي السبب الرئيسي في تعطيل وتأخير تشكيل الحكومة العراقية ، وهذه التدخلات التي تمارس الآن بشكل مباشر تهدف إلى جر العراق لمتاهات عديدة خاصة وان العراق مقبل في الفترة المقبلة على عملية انسحاب أمريكي وفق الاتفاقية الأمنية ألموقعه مع الولايات المتحدة الأمريكية ، والغريب في الأمر بأن الجميع يعرف جيدا حجم التدخل لكنه لا يجد الحلول والقرار السياسي العراقي الوطني القادر على وضع حد لهذه التدخلات التي مورست في العراق منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا وأخذت أشكال متعددة منها عمليات إرهابية دامية حصدت أرواح الالآف من أبناء شعبنا ومرة بإثارة النعرة الطائفية ومحاولة جر العراق لحرب أهلية بين طوائفه وقومياته ، وأخيرا وليس آخرا التدخل المباشر والصريح في الحوارات السياسية الجارية بين الكتل العراقية بغية تشكيل الحكومة المرتقبة وفق الاستحقاقات الانتخابية التي تمثل طموح الشعب العراقي وتطلعاته وكأننا لا نمتلك أهلية للتحاور ، نقول إن خطورة هذه التدخلات تكمن في توقيتاتها التي تتزامن مع الانسحاب الأمريكي واستلام الملفات الأمنية من قبل القوات العراقية وأيضا انطلاق خطة الاعمار والبناء ومشاريع استثمار حقول النفط من اجل زيادة صادرات العراق النفطية بغية تحقيق الموارد المالية اللازمة للبناء وتخطي نقص الخدمات ، لو كانت هذه التدخلات إيجابية لرحبنا بها لأنها ستساهم في وحدة الصف العراقي وتعزز من فرص التقدم والتنمية ولكنها تأتي بخلاف ذلك حاملة برامج وأجندة لا يمكن التعامل معها ليس بسبب إنها خارجية فقط وإنما لأنها تتعارض مع المشروع الوطني للكثير من الكتل السياسية العراقية التي ناضلت وجاهدت ضد الطاغية المقبور وحظيت برغبة شعبية ومقاعد برلمانية تؤهلها لأن تكون في طليعة الصفوف المتطلعة لبناء العراق وتنميته وازدهاره لا أن تكون تابعا لهذا وذاك منفذة رغبات الآخرين متجاوزة إرادة الشعب العراقي الذي ينتظر ولادة حكومة من رحم صناديق الاقتراع لا من رحم صناديق بديلة لا نعرف محتواها وفحواها ، إن الشعب العراقي في الانتخابات الأخيرة لم يضع خطوط حمراء أو صفراء أو خضراء ضد هذا وذاك بل وتجاوز شعبنا حتى الطائفية في هذه الانتخابات ومارسها على أساس المواطنة الحقة ولم يلتفت إلا للحس الوطني والواجب الذي عليه تنفيذه كجزء من واجبه تجاه وطنه بانتخاب ممثليه في السلطة التشريعية التي من المفترض أن تكون واجباتها الأساسية سن القوانين والتشريعات والأنظمة التي من شأنها تطوير العراق وتقدمه ورفاهيته بدل ما أننا لا زلنا وبعد سبعة أعوام من سقوط الصنم نتعامل في معاملاتنا الإدارية استنادا لقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل !! وهذا يعني بأن السلطة التشريعية لم تكن قادرة أو متفرغة لسن قوانين وأنظمة جديدة تزيل من خلالها آخر ما خلفه النظام البائد . خلاصة القول بان التدخلات الخارجية أصبحت علنية بعد أن ظلت لسنوات سرية آو شبه سرية وهدفها بات مكشوفا للجميع وهي تعطيل المشروع الحضاري العراقي بشتى السبل بعد أن فشل الإرهاب في ثني شعبنا عن ارادته في التحول الديمقراطي وقد أثبتت الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة في السابع من آذار 2010 بان خيارات الشعب الصائبة قد أزعجت الكثيرين من الذين كانوا يراهنون على تمزيق وحدة العراق وتفتيت قواه الوطنية الصادقة التي حققت نجاحات شعبية كبيرة ترجمت الى مقاعد برلمانية عكست النجاحات التي تحققت في انتخابات مجالس المحافظات عام2009 بل هي امتداد لها وبالتالي فان المشروع الوطني العراقي يتعرض الآن لهجمة كبيرة جدا غايتها كما قلنا تعطيل البناء بما في ذلك بناء الإنسان العراقي وهذه الهجمة تأتي في وقت نستعد فيه لبسط نفوذ القانون العراقي في كل المدن والقصبات فهل الغاية إبقاء المحتل ؟ أم إبقاء العراق تحت البند السابع ؟ أم محاولة فرض الوصاية على القرار العراقي ؟ أم الغاية الأساسية جعل الجميع في العراق مجرد أقلية ؟ أسئلة كثيرة تحت إلى إجابات أكثر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله