الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نقرأ الثاني من آب ؟

حسين علي الحمداني

2010 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



التاريخ في منطقتنا العربية هو تاريخ الحروب والقادة ، ومناسباتنا حتى وقت قريب كانت مناسبات نحتفل بها مجبرين بمعارك نختلق لها مسميات نحاول من خلالها أن نقول للآخرين بأننا أفضل من يصنع الحرب ، تلك الصورة التي ظلت عالقة في ذاكرتنا طيلت أكثر من أربعة عقود قضاها شعبنا تحت وطأت الحروب التي ابتدأت بتصفية الخصوم مرورا بحروب مع الجيران وتصفيات لحركات مناضلة في شمال الوطن وجنوبه وانتهاءا بما نحن فيه الآن من وضع سياسي متأزم ، ولم نكن في يوم ما قادرين على أن نقول الحقيقة بسبب تراكمات الخوف التي زرعت في داخلنا والصور البشعة التي رسمها الطاغية لكل معارضيه سواء أكانت هذه المعارضة فكرية أم أخذت منحى آخر واتجاه آخر , ومن حوادث التاريخ القريب الذي مثلت مفصل كبير في حياتنا نحن أبناء الشعب العراقي هي حادثة غزو الكويت ,و بعيدا عن كل شيء فإن الذي حصل في الثاني من آب عام 1990 والمتمثل بالغزو الصدامي للجارة الكويت يعتبر نقطة سوداء في تاريخ العلاقات العربية – العربية ، ونقطة انطلاق لجميع الأحداث التي تعاقبت عليها فيما بعد والتي أثرت سلبيا على العراق وعلى البلدان العربية المجاورة له وعلى العلاقات الدولية بشكل عام ومنها بالتأكيد مسارات الصراع العربي – الإسرائيلي من جهة ومن جهة ثانية نشؤ الكثير من حركات التطرف تحت مسميات عديدة بل وترك هذا الغزو آثاره الاقتصادية الكبيرة على عموم دول المنطقة وأثر سلبا على قضية العرب المركزية وهي قضية فلسطين حيث جرد هذا الغزو العرب من قدرات كبيرة جدا سواء أكانت عسكرية أم دبلوماسية إضافة إلى الخسائر الاقتصادية الكبيرة والمستديمة التي تحملها العراق ولا زال يتحملها ويكفي أن نشير إلى المبلغ الذي يترتب على العراق أن يدفعه كتعويضات للبلدان المجاورة بسبب غزوه للكويت بموجب قرارات أممية ألزمت العراق بدفع مبلغ 5ر52 مليار دولار كتعويضات تم دفع 30 مليار حتى يومنا هذا يضاف إلى ذلك تبعيات البند السابع التي لا زال العراق يعاني منها إضافة إلى سؤ العلاقات الدولية لهذا البلد , لكنة النقطة الأكثر سوادا في هذا اليوم هو سقوط الشعارات التي طالما تبجح بها النظام البائد والتي تتمثل في ان إي اعتداء على دولة عربية انما هو اعتداء على العراق وغيرها من الشعارات التي حفظها الجميع على ظهر قلب لكثرة ترديدها , وان واحدة من أهم نتائج هذا الغزو هو اعطاء الغطاء للتواجد الأجنبي وبالذات الأمريكي في المنطقة الدافئة كما يسمونها ، اليوم وبعد عقدين من الزمن على هذا الغزو الذي ارتكبه رجل طاغي ودفع ثمنه شعب بريء ولا زال يدفع هذا الثمن ، نقول بعد عقدين تغيرت أشياء كثيرة ومنها إن النظام الذي غزا الجارة الكويت أسقط وبات في حكم صفحات التاريخ وان العراق الآن بلد ديمقراطي لا يمكن لفرد فيه أن يعلن الحرب ويدخل البلاد والعباد في أتونها بل قرار شن الحرب في لحظة بات من المستحيلات في بلد يحتكم إلى الدستور والقوانين والأنظمة وان القوات المسلحة العراقية لم تعد ذراع الطغاة بل هي ذراع الشعب والحافظ الأمين على مكتسبات الديمقراطية ، لذا فاننا نجد في ما تبقى من الملفات العالقة بين العراق والجارة الكويت قادرين على حلها وتجاوزها خاصة وان حكومة الكويت كانت ولا زالت من الساعين لاستقرار العراق ومن أول الدول التي فتحت سفارة لها في بغداد وأرسلت سفيرها رغم التحديات الأمنية الكبيرة وهذا متأتي من تفهم حكومة الكويت لأوضاع العراق , وهذا التفهم ضروري جدا وعلى جميع الدول العربية الوقوف مع الشعب العراقي ودعمه من أجل ترسيخ قيم الديمقراطية والسلام والتعايش بعيدا عن لغة الحرب والتخندقات ودعم مسيرة بناء الدولة العراقية بالشكل الذي يجعل من العراق محور مهم وأساسي في استقرار عموم المنطقة خاصة وانه يحتل موقع جغرافي متميز ويستعد لحملة بناء واعمار واستثمارات يجب يكون لليد العاملة العربية والشركات دورها البارز في ذلك ، خطوات كثيرة يجب أن يخطوها العرب تجاهنا ونخطوها اتجاههم لأننا وإياهم شركاء في المحافظة على أمن وسلامة المنطقة التي تحف بها التهديدات والتهديدات المضادة وتكاد تكون المسرح الأكثر إثارة للحركات والتنظيمات الإرهابية ، هذا من جهة ومن جهة ثانية أن العراق يستعد لإنهاء التواجد الأجنبي في أراضيه هذا التواجد الذي نجم عن مغامرات طائشة لنظام مقبور قضى سنوات حكمه في معارك لا تعد ولا تحصى وحين سقط سقوطه المدوي أورثنا جيوش أجنبية جاثمة على أراضينا وخلافات مع دول شقيقة وصديقة وديون بمليارات الدولارات ، الآن وجدنا من يطفئ بعض هذه الديون ومن يعيد السفراء والسفارات ونتهيأ لتنفيذ الاتفاقية الأمنية الموقعة مع أمريكا بانسحاب عديد قواتها من أرضنا وهذا يتطلب أن يكون أشقائنا العرب في مقدمة المساهمين والفاعلين الايجابيين في تخطينا لهذه المرحلة التاريخية التي ستؤسس بالتأكيد لعلاقات عراقية – عربية و عراقية – دولية متينة لأنها ستكون قائمة على مبادئ حسن الجوار وتبادل المصالح المشتركة مما يعني فيما يعنيه أبعاد المنطقة عن أية مغامرات طائشة أو محاولة جرها للتوترات كما كان يحصل في السنوات التي اعقبت الغزو الصدامي للكويت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لنتعلم ان نعيش معا بسلام
عمار السالم ( 2010 / 8 / 4 - 09:26 )
اتمنى ان يفكر الجميع بهذه الطريقة , نبذ الظلم والطغيان , الاعتراف بالخطأ محاولة نسيان الماضي الاليم مع اخذ العبر منه , النظر للمستقبل برؤية متفائلة ,التسامح , الايثار , لكي نتمكن من العيش معا بسلام في هذه المنطقة فنحن ولدنا هنا وسنموت هنا وسيعيش ابنائنا ما شاء الله هنا ونحن من سيصنع المستقبل سواء كان سعيدا ام تعيسا فلنتعلم ان نعيش معا بسلام

اخر الافلام

.. بايدن وترامب وجها لوجه | #أميركا_اليوم


.. منذ 7 أكتوبر.. أميركا قدمت مساعدات أمنية لإسرائيل بقيمة 6.5




.. السباق إلى البيت الأبيض | #غرفة_الأخبار


.. بدء الصمت الانتخابي في إيران.. 4 مرشحين يتنافسون على منصب ال




.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات استمرار احتجاجات كينيا رغم تراجع ا