الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئاسة الجمهورية في العراق بين مطلب حزبي واستحقاق وطني

صلاح كرميان

2010 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في خضم الازمة السياسية الراهنة في العراق والصراعات المحتدمة بين الاحزاب السياسية المتنفذة والمسيطرة على الساحة السياسية في العراق، تتوارد التصريحات الصحفية التي تطلقها قادة الحزبين (الديموقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني) وبعض من أعضاء مجلس النواب من قائمة التحالف الكوردستاني التي تهيمن عليها الحزبين المذكورين بشأن اجماع الاراء و مطالبة قيادتيهما باعادة ترشيح السيد جلال طالباني لرئاسة جمهورية العراق باعتبار ذلك استحقاق كوردي و مطلب من مطاليب شعب كوردستان.

على الرغم من استمرار الازمة السياسية وعدم الاتفاق على تخصيص المناصب الرئاسية الثلاث (رئاسة الجمهورية، رئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب)، الا أن مطالبة التحالف الكوردستاني تلك تثير تساؤلات عديدة لدى الكثيرين لاسيما ضمن أوساط الجماهير الكوردية. فقد اظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية في كوردستان التي جرت في 25/7/2009 تراجع ٍشعبية السيد طالباني وحزبه في كوردستان أمام تصاعد شعبية حركة التغيير التي حصلت على 25 مقعدا برلمانياَ رغم الخروقات والتجاوزات التي رافقت العملية الانتخابية. حيث حصدت حركة التغييرمعظم اصوات الناخبين في محافظة السليمانية التي كانت تعد معقلاَ رئيسياَ للسيد طالباني و قيادة حزبه. ولكن ما بقيت لدى السيد طالباني هي الاموال الطائلة التي استحوذ عليها حزبه خلال تقاسم السلطة مع الحزب الديموقراطي الكوردستاني بزعامة السيد مسعود البرزاني في غياب معارضة برلمانية و مؤسسات الرقابة المالية المستقلة، فضلاَ عن المؤسسات الاعلامية الضخمة والميليشيات المسلحة واجهزة الشرطة والامن والمخابرات التي تسيطرعليها الاتحاد الوطني الكوردستاني في مناطق نفوذه في غياب قوات نظامية واجهزة امنية تابعة لرئاسة حكومة الاقليم.

ليس هناك ادنى شك من ان تلك المطالبة مردها رغبة السيد طالباني الشخصية الشديدة في ذلك مثلما هي رغبته في ابقاء سيطرته على قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني رغم معارصة العديد من القياديين والانشقاقات المتتالية التي حصلت في صفوف الحزب على اثرها والتي ادت الى اضعاف مكانة الحزب الجماهيرية. وما التأييد الذي يبديه الحزب الديموقراطي الكوردستاني وزعيمه السيد مسعود البرزاني الذي يتبوأ رئاسة اقليم كوردستان الا تكتيك سياسي يراد منها ابقاء السيد طالباني في بغداد بعيداُ عن سلطة الاقليم.
ليست الغرابة في أمر السيد طالباني، ولعه الشديد في تبوأ المناصب وهو يناهز السابعة والسبعون من العمر، وانما الغرابة هي في التراجع عن التصريحات التي ادلى بها والوعود التي قطعها بهذا الخصوص. فقد صرح مراراُ بانه سوف لايقدم على اعادة ترشيح نفسه وانما سوف يتفرغ لكتابة مذكراته الشخصية. وهو الذي قال بانه سوف يترك السياسة نهائياَ عندما يصل عمره 65 عاماً حتى لو توسل اليه كل ابناء الشعب الكوردي بالعدول عن ذلك. جاء ذلك في معرض انتقاده لزعماء الاتحاد السوفيتي السابق عندما كان يتزعم احد اجنحة الحركة الكوردية اثناء محاربة النظام العراقي. يروي ذلك احد رفاقه الحزبيين مستذكراً قول السيد طالباني: "انه ليس بذنب اذا ما قضينا عدة سنوات من حياتنا بعيدا عن متاعب السياسة". والاغرب من كل ذلك هو اعتبار التمسك الشديد بتحقيق هذه الرغبة الشخصية وهذا المطلب الحزبي على انها استحقاق للشعب الكوردي ومطلب من مطاليب جماهير شعب كوردستان.

هنا من حقنا أن نتسائل: هل يفتقر الشعب الكوردي الى سياسي أخرغير طالباني للترشيح لمثل هذا المنصب فيما اذا تم الاتفاق على ان يكون رئيس الجمهورية كوردياً؟ ولماذا لا يتم الرجوع الى رأي الشعب الكوردي في مثل هذه الحالات بدلاً من فرض الوصاية عليه والتحدث بأسمه لتمرير المصالح الحزبية؟ أو ليس تراجع شعبية طالباني وحزبه بين اوساط جماهير كوردستان مؤشر لمدى قبولهم لاعادة ترشيحه؟ ثم هل ان السيد طالباني في مثل هذا العمر وهو يعاني من امراض ومشاكل صحية عديدة, مؤهل بدنياً و فكرياً للقيام بمثل هذه المهمة الكبيرة؟

اترك الاجابة على تلك التساؤلات للسياسيين والمخلصين من ابناء وبنات الشعب الكوردي.

1/8/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز د. صلاح / مع الود
مارسيل فيليب / ابو فادي ( 2010 / 8 / 2 - 01:10 )
الوضع العراقي والتشبث بالمواقع والكراسي والأغراءات والتسقيط في المرحلة الحالية صارت نهج قائم .. ويمكن ( والعلم لله ) يثبت هذا النهج كبند ملزم بالتعديلات القادمة بالدستووووووووور ) .

هو الوضع العراقي بشكل عام .. صاير مثل ما يكول ابو المثل - منو راح يعرف فطيمة بسوك الغزل - ...!!!!


2 - استحقاق وطني
عبدالكريم الحرز ( 2010 / 12 / 30 - 12:02 )
الاستاذ صلاح
في زمن الديمقراطية العجيبة التي لم نقرأ او نسمع مرادفا لها في كل دساتير ونظم العالم حيث الشعب من يختار من هو الاكفأ والاصلح وبمن يعتقد بأنه الافضل ولكن تستوقفني عبارة استحقاق قومي ومطلب لشعب كردستان ( وكأنه مطلب من دولة مجاورة لتحكم دولة أخرى) وماذا لو طالب بعض السياسيين وبعض الفئات الاخرى بان يكون الرئيس عربي على نفس المبدأ مطلب جماهيري واستحقاق وطني لماذا يتهمون بالشوفينية والعنصرية وووو الخ واذا وجب ان يكون الرئيس كردي ومن مجموعة تعلن عن نفسها باسم وتسمي العراق كما نحن نسمي اي بلد اخر فاي انتماء وطني واذا لماذا الاعتراض على صدام الم تكن سياسته بمنطق الوجوب ايضا وليس بمنطق المواطنة او ليس الدولة المتقدمة اجتازت منطق الامة الى مفهوم المواطنة ام ان المسألة القومية والطائفية هي ادوات الافلاس السياسي وكل ما يقدم للكردي هو الشحن القومي والتخويف من العربي وكذلك يفعل بالشيعي والسني
اما ان الاوان ان نكون او لا نكون نكون في وطن لا يدون فيه الدين والقومية في بطاقة التعريف وانمت المواطنة او نكون في وطنين
مع فائق تقديري وحبي لكل ما هو عراقي وانا كما قلت لك انا عراقي قبل كل شئ

اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز