الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أصبحنا فئران تجارب؟

غالب زوايدة

2010 / 8 / 2
الطب , والعلوم


إن المتابع للسوق الدوائية في الأردن يلاحظ وجود بعض الأصناف التي عفا عليها الزمن أو سحبت من التداول في الدول المتقدمة. كما يلاحظ وجود كم هائل من المكملات الغذائية التي لا تفيد وليس لها أية قيمة علاجية. ومع هذا نرى أن بعض الأطباء يصفونها لمرضاهم مما يثير الكثير من التساؤلات والشبهات.

فكيف لطبيب مختص أن يوصف لمريضة فقيرة تعاني من التهاب المفاصل التنكسي في ركبتيها، وتعاني أيضا من سوء التغذية علاجا يبلغ ثمن العلبة الواحدة اثنان وعشرين دينارا أردنيا، وهو عبارة عن مادتي الغلكوزامين والكوندروتين، كما يظهر على بند المكونات المسجلة على العلبة. ولمن لا يعرف فان هذه المكونات عبارة عن نفايات لمسالخ الدجاج والعجول، أي من غضاريف أقدام الدجاج وغضاريف القصبة الهوائية للعجول!

مكملات غذائية لا تفيد سوى الشركات المنتجة والمسوقة لها، وبعض الفتات لبعض واصفيها على شكل دعوات عشاء أو إقامة في الفنادق والمنتجعات ورحلات سياحة داخليه وخارجية.

ما سبق هو نزر يسير مما يحدث في السوق الدوائي والعلاجي. والمتابع المتخصص لوسائل الأعلام المختلفة يلاحظ مدى التسيب الواضح في الرقابة على صحة الناس. فهذا المركز يعالج جميع الأمراض المستعصية بالأعشاب، أو بعلاج اخترعه هو وتتهافت عليه شركات الدواء العالمية لشراء اختراعه، ولكنه كما يدعي لا يرغب في بيعه مهما كان الثمن، حفاظا على المصلحة الوطنية؟

وكذلك البروفيسور والبروفيسورة الذين تدرجا من معالجة روحانية في مخيم البقعة والجبيهه، إلى الاستثمار في العمل السياسي وتشكيل حزب سياسي، إلى الاستثمار في المعالجة بالأعشاب وادعاء علاج الأمراض المستعصية، والنصب على الكثير من المواطنين بمبالغ خياليه لقاء علاجات وهميه، تدعي شفاء السرطان والتهاب الكبد الفيروسي نوع ب وسي، وكذلك الكثير من الأمراض المستعصية.

يتذكر بعض المواطنين مستحضر دهون "السل ايد" الذي سجل كدهون عادي للجسم وبقدره ما أصبح يسوق بأنه علاج سحري لجميع الأمراض. وشارك في تسويقه واختلاق قصص شفاء بعض الحالات المستعصية وسائل إعلام معروفه، وبعض الأطباء والصيادلة والمنتفعين. وبعد فتره ليست بالقصيرة جمع خلالها المستفيدون الملايين. وبعد أن فاحت رائحة الفساد تدخلت الأجهزة الحكومية وأوقفت إنتاج المستحضر، دون أن تحاسب المسؤولين عن إنتاجه وتسويقه.

لا أعرف بالضبط، كيف تتم التجارب الدوائية على الإنسان بعد نجاحها على حيوانات التجارب. ولكن أعلم بان هنالك ضوابط كثيرة مكلفه إداريا وماليا. وأصبحت الكثير من الشركات تبحث عن وسائل لتخفيف الكلفه، وخاصة في الدول التي فيها تسهيلات لهذا الموضوع. مع العلم أن هذه الشركات تدفع مبالغ مجزيه للأشخاص الذين تجرى عليهم التجارب الدوائية في المرحلة الثالثة قبل نزوله للسوق.

بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وخروج الكثير من الاكتشافات من أدراجها أصبح المجال مفتوحا أكثر وعلى مصراعيه، وأصبحت الكثير من المؤسسات الصحية والدوائية تبحث عن أدوات لتطوير بعض العلاجات التي تحتاج إلى تجربتها على الإنسان. ولوحظ أن بعض المتورطين في القضايا المذكورة سابقا أصبحوا يحملون ألقابا من مؤسسات علميه، مما يثير الشبهات بوجود فساد.

والملاحظ أن هؤلاء أصبحوا شبكه لها امتداداتها الدولية، ويشترون ساعات إعلاميه تسويقية في محطات فضائيه لها سمعه ومصداقية، يسوقون علاجات معروفه وغير معروفه، ويدعون علاج أمراض عجزت المراكز المرموقة في علاجها، ويتعاملون مع أطباء مختصين في عدة بلدان. ويبدو أنهم أصبحوا شبكه عاليه التنظيم، لها اذرع طويلة. وأصبح المرضى مجرد حيوانات تجارب لكنها حيوانات مربحه جدا. فبدل أن يدفع للمريض الخاضع لتجربة الدواء آلاف الدولارات، يتم تدفيعه بضعة آلاف من الدولارات.

وهذا الأمر يتطلب التنسيق بين أجهزة مكافحه الفساد والاحتيال والتعاون من المواطنين الذين تعرضوا لهذا الاحتيال، لإبلاغ الأجهزة المختصة في بلدانهم، وكذلك باقي المرضى بعدم تناول علاجات بدون استشارة طبيب العائلة. ينبغي على أجهزة مكافحه الفساد التدقيق والتحري عن أصحاب السوابق وغيرهم، الذين أصبحوا في مواقع تتيح لهم إيهام الناس والاحتيال عليهم.

إن وزاره الصحة مطلوب منها تكثيف جهودها لمنع حدوث وتكرار العبث بصحة الناس والمحافظة على مصالحهم، كما أن النقابات الصحية تقع عليها مسئوليات مماثله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فشل المفاوضات بين طلاب معهد العلوم السياسية في باريس وإدارة


.. غزة ..صالة أفراح تتحول لمركز إيواء لمرضى السرطان وفشل الكلى




.. بيل غيتس للعربية إنجليزي: السعودية وأميركا ومايكروسوفت أكبر


.. الأقمار الصناعية تكشف ثكنات عسكرية للحوثيين تحت الأرض




.. مقابلة خاصة مع مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس