الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حوار مع الشاعر ادريس علوش

محمد المساوي

2010 / 8 / 3
مقابلات و حوارات


اجرى الحوار محمد المساوي لفائدة جريدة "اخبار الريف"

في سطور:

من مواليد أصيلة 1964

شاعر و يعمل بالصحافة


ينشر أعمال بالصحافة الجهوية و الوطنية و العربية

وفي مواقع الكترونية مختلفة



عضو اتحاد كتاب المغرب



يعد برنامج ثقافة مغربية في إذاعة كاب راديو/طنجة



صدر له :



الطفل البحري - شعر / البيضاء- دار قرطبة 1990
دفتر الموتى - شعر / البيضاء- دار قرطبة 1998

مرثية حذاء- شعر/ فاس- منشورات انفوبرانت2007

فارس الشهداء- شعر/ القنيطرة- دار الحرف2007

قفازات بدائية – شعر/ دمشق- دار التكوين 2008

الطفل البحري ثانية - شعر/ دمشق – دار كنعان 2008

قميص الأشلاء – شعر/الرباط - منشورات اتحاد كتاب المغرب2008 آل هؤلاء- شعر/ بيروت-2009

زغب الأقحوان- شعر/دار فضاءات- الاردن2010



مختارات الشعر المغربي / سلسلة كتاب في جريدة العدد112 /الصادر يوم الأربعاء 5 دجنبر 2007

ملف عن الشعر المغربي/مجلة الشعر المصرية/ عدد 128- شتاء2008

أصدر عددين من مجلة مرافئ الشعرية : 98 / 1999

صاحب موقع مجلة البوصلة http://www.alboussala.com









1-استاذ ادريس نود ان نعرف بداية من اين أتيت الى الشعر او بالاحرى من أين أتى إليك الشعر؟

من التماس المباشر مع القصيدة،ونصوص الشعراء ،ومن شغب الطفولة ،ومن الفعل المثابر للقراءة،ومن فضاءات أصيلة المدينة الحالمة، ومن جذوري التي اعتز بالانتماء لها،من سبل الحياة وتناقضاتها هذا على مستوى الدقة.

2-يلاحظ المتتبع لتجربتك الشعرية احتفاءً باذخا بموضوعات الواقع المعيش بلغة شفافة وصادقة،ففي الوقت الذي نجد اغلب مبدعينا يتمترسون في ابراجهم العاجية، نجد نصوصك الابداعية تنضح بنبض الحياة بما هو اسئلة وهواجس من قبيل البطالة ،الهجرة و ... ما السر في ذلك استاذ ادريس ؟

لاسر في الموضوع كل ما هنالك أني أحيى بنفس الاستعارات التي يحيى بها عموم الناس في صراعهم اليومي المرير مع القضايا المربكة للحياة،وهذا ما اعتبره راسمالي الرمزي الذي لا ينضب مَعينُه،ناهيك على ان صفة الشاعر او المثقف لا تعنيني في شيئ بقدرما تعنيني المواطنة،وان أناضل مع عموم شعبي لكي نحظى بهذا الشرف العظيم على نهج الامير والبطل محمد بن عبد الكريم الخطابي،فمساره الكفاحي والنضالي البطولي والتاريخي كان من أجل ترسيخ قيم المواطنة الحقة،ولم تكن له اية اطماع غير ذلك،ومن يشك عليه مراجعة التاريخ بدقة،بعد ذلك له واسع النظر في الافصاح عن رأيه.


3-هذا يجرنا الى الاستفسار عن علاقتك بتماسينت بخاصة ومنطقة الريف عامة،فكيف تسربت تماسينت الى نصوصك الابداعية،وماذا تشكل لك تماسينت وانت ابنها البار؟

هي قرية جدودي والاصل في وجودي وكياني الانساني الثقافي والحضاري، وبالنسبة لي ان تكون من تماسينت معناه تكون رجلا ولا اعتقد اني ازايد على احد،يحق لاي كان ان يكون رجلا على أرضه.ومن موقع اهتمامي ومتابعتي للأحداث التي عرفتها تماسينت بعد الزلزال،ومن المعارك التي خاضها سكان هذه القرية،اكتشفت ان القضية في جوهرها لا تتعلق برغبة الناس هناك في تحصيل بعض المكاسب او الامتيازات وان كنت اعتبر ان هذا من حقهم الطبيعي،بقدر ما تتعلق بالجوهر الحي للمواطنة ،كان يكفي ان يتم التعامل معهم بادمية وانسانية وكرامة ليستجيبوا لطبيعة الحل المقترح عليهم لترميم جانب من فضاعة الخسارة التي لحقت بهم،لكن للاسف لاشيء من هذا القبيل حصل لان الطرف المخاطب بطبيعته الادارية "الجلفة" والبيروقراطية أحدث شرخاَ كبيراً مع المتضررين عوض ان يمد جسور التواصل وطمئنة الناس ومؤازتهم فيما لحقهم من مكروه،والنتيجة ان الوضع لايزال على ماهو عليه ولم يتقدم قيد انملة كما يقال.

اذا ماعدنا الى جوهر السؤال وهو علاقتي بتماسينت ،وبالريف، الريف الكبير لاني أومن بهذا الصرح ومتأكد من امكانياته الكبيرة في المستقبل، فصراحة لا استطيع ان أفي هذا المكان حقه في التعبير بعمق عن عظمة الانتماء اليه –أي تماسينت- ويكفيني فخرا حينما ينعتني احد انني من تماسينت اشعر بالفخر والاعتزاز والتعالي والسمو،وبصراحة قد يصل هذا الامر بل واكثر الى درجات قصوى من الغرور،قد تقول انه حالة مرضية،اقول لك ولتكن لكن تبقى تماسينت قرية شامخة وسامقة برجالها لانها فعلا كذلك.


4-في احدى حوارات الروائي والصحفي التونسي حسونة المصباحي يقول انه" طلقت الايديولوجية لانها تسكّن الاوجاع وانا اريد ان اقول اوجاعي،فلجأت الى الادب كي اقول اوجاعي"في نظرك هل يمكن فعلاً فصل الايديولوجية عن الابداع ام يظل هذا محض ادعاء؟



حسونة المصباحي حالة ابداعية غرائبية واستثنائية بالمناسبة هو صديق شخصي أعرفه لاكثر من ربع قرن من الزمن، عرفته في اصيلة وفي مدن اخرى كما أني أقمت في بيته مرة حين زرت تونس ،وما يصدره من أراء وافكار هو وليد حالاته الابداعية التي تعتريه وتفصح عن تناقضاته ،وهذا حال كل الكتاب والمبدعين وفي أي زمان أومكان كانا.

ميشيل فوكو يقول "كل خطاب ماكر" والادب بما فيه الاجناس الابداعية المتعددة والمتنوعة يشكلون معا خطابا لا يخرج عن سياق المكر الذي يتضمنه،ومحتوى هذا المكر يكمن في طبيعته الايديولوجية أي خلفياته ومرجعياته لدرجة تصل اللاإديولوجية في الادب ايديولوجية مغايرة وكأننا بصدد المبدأ الرياضي "نفي النفي إثباث" وكما يقول ابن عربي "اللاوراء هو الوراء".

الى حدود هذه الخلاصة لا أعرف ادبا او ابداعا لاتطاله شوائب الايديولوجية.

5-في قصائدك نجد تخليداً لذكرى شهداء بصموا حياتنا بتجارب انسانية خالدة ،البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي،الشهيد ابو علي مصطفى ،الشهيد مصطفى الحمزاوي...فهل ما زال في مكنة الشعر ان يحرس ورد الشهداء كما قال درويش ذات قصيدة؟

-ليست تمة أنبل من ان يهاب المرء حياته في سبيل قضية او فكرة او رأي سديد،الشهداء بتضحياتهم الجسيمة فعلوا ذلك،واناروا عتمات وظلمة المرحلة او المراحل التي تعيق تطورنا،لهذا الاعتبار، الشهداء تضل أعينهم مفتوحة لتشهد على روعة الفعل الذي اقدموا عليه.

وبالكتابة عنهم سواء في الشعر او المقال او اللوحة او استحضارهم عبر الذاكرة المقاومة والمكافحة يعد هذا كله أقل مايمكن من الواجب في حقهم.

6-في الحقيقة استاذ ادريس هناك هاجسا يساورني كثيرا اريد ان اشاركك اياه،في خضم هذه الطفرة المعلوماتية بما فيها من سلبيات وإيجابيات هل يمكننا ان نظفر يوما ما بشاعر يستطيع ان يشدّ انتباه القراء،ويستطيع ان ينتزعهم من بين ازرار الكيبورد ليصغوا الى قصائده كما كان يفعل درويش؟

ليس تمة أبدع مما كان،مقولة لا تستند الى شرعية قوية اللهم اغراق البشرية في الماضوية والوراء.البشرية بطبيعتها تنشد التقدم وتراكم بمجهود ومثابرة لكي تنال حظها من هذا التقدم.وكما هو على جميع الاصعدة والمستويات في السياسة والاقتصاد والفكر والمعرفة والمجتمع والابداع،في الشعر أيضا.محمود درويش قامة كبيرة وشاعر عرف كيف يثماثل لغته وقضيتة ووجوده وحياته ايضا ومن هنا أهمية قصيدته وشعره،وأهميته كشاعر كبير.وهذا لايعني نهاية الشعر ونهاية العالم معا،الأكيد ان المستقبل سيكون حافلا بشعراء اخرين كبار قي القصيدة والصورة والمتخيل والشكل.

7-استاذ استسمحك كي اعبر لك عن رأيي الخاص حول تجربتك الشعرية، قد اكون فيه مخطئً او مصيباً.يبدو لي ان مسير تجربتك الشعرية اعطى دفعة جديدة لقصيدة النثر بعد ان ظل اغلب روادها الاوائل ينزعون نحو الغموض والتباس المعنى ،اذا ما استثنينا تجربة الشاعر محمد الماغوط؟ فهل يكون حاضرا هذا الهاجس عند كتابة نصوصك الابداعية؟

هذا رأي يُلزمك ،لا اريد ان اعتز به حتى لا اصاب بغرور اخر جديد-هههههههههههههههههه..بضحك-،يكفيني غروراً أني من ابناء تماسينت،هذا من جهة ومن جهة اخرى ساعة أتأكد من أني بهذا المستوى من العطاء والثراء سأتوقف عن كتابة القصيدة.

8-أستاذ ادريس ،خصصنا ملف هذا العدد من الجريدة للمهرجانات،ونريد ان نعرف رأيك هل تشكل هذه المهرجانات اضافة نوعية للدفع بعجلة الاهتمام بموروثنا الثقافي،ام انه مجرد اهدار للمال العام،والبحث من طرف منظميها عن تأشيرة الدخول الى نوادي الاعيان الجدد؟

المفروض في هذه المهرجانات وهذه التظاهرات الثقافية والابداعية والفنية والفكرية ان تلعب الدور الذي أشرت اليه ،ما أعرفه جيداً هو ان موسم اصيلة الذي وصل الان الى دورته 32 وهو مهرجان باذخ جداً ويدعم باموال طائلة من المغرب ومن دول اخرى الخليج واروبا وامريكا وافريقيا الفقيرة هي الاخرى تدعمه،والذي رفع شعار الثقافة في خدمة التنمية،وبالمناسبة مهرجان اصيلة هو اول مهرجان يقام في المغرب وكان ذلك سنة 1978 لتنطلق بعده شرارة المهرجانات على مستوى المدن المغربية الاخرى،لم يجسد بالفعل والممارسة هذا الشعار وهذا الاختيار رغم أهميته،وظل هذا الشعار الى الان معلقا في الهواء ووظيفته استهلاكية وفولكلوية للأسف.

9-في الاخير نود ان نقدم شكرنا الجزيل لك على هذا الحوار الثري وعلى رحابة صدرك،نترك لك مساحة حرة للبوح.

اتمنى لكم في أخبار الريف الدوام والاستمرار خدمة للمشهد الاعلامي في هذه الجهة العزيزة من بلادنا على القلب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة